«كاسا ديكور».. من الأرجنتين إلى لندن

أنامل المصممين تحول المساحات الخالية إلى عالم من الروعة

صالة الطعام وغرفة الجلوس في بيت من تصميم «كاسا ديكور» في مدريد («الشرق الأوسط»)
TT

بعد أكثر من 30 عاما من الإبداع والتصميم الرائع في عالم الديكور الذي حققته شركة «كاسا ديكور»، جاء دور لندن لتنضم الى قافلة العواصم والمدن العالمية لتنعم بنصيبها من الابتكار والخيال الواسع.

بدأت الفكرة في الارجنتين عندما ابتكرت «كاسا ديكور» وتعني «ديكور المنزل» فكرة تبني مساحات خالية لتحولها الى ملعب للابداع وساحة واسعة لأنامل اشهر مصممي الديكور في العالم الى جانب ألمع أسماء الشركات التي تهتم بإضفاء لمسات شفافة على المنزل أو المكتب أو حتى الحديقة.

فهذا الحدث ينتظره المهتمون بآخر ما آل إليه عالم التصميم والديكور، سنويا، فبعد الارجنتين ومدريد وبرشلونة وفالينسيا وبورتو والالغارف وليسبون وميامي انتقل هذا العرض الى لندن وبالتحديد الى منزل ضخم في منطقة كينزيغتون، وتم افتتاحه يوم الخميس الماضي أمام أعضاء غرفة التجارة الايطالية وكوكبة من الصحافيين والاعلاميين وسيفتح ابوابه أمام العموم طيلة شهر كامل من الساعة 11 صباحا ولغاية الساعة 6 مساء، في وقت تكون فيه الزيارات من الساعة 9 صباحا الى 11 صباحا مخصصة للصحافيين والاعلاميين.

عندما تصل الى المنزل سيشدك شكله من الخارج، مثل باقي المنازل المحيطة به في هذا الشارع، فحجمه ضخم، تصل الى مدخله الرئيس عبر سلم من الحجر الابيض، لتجد أمامك روعة حقيقية من التصميم العصري الانيق،ارضية من خشب السنديان الحقيقي، وسلالم من الزجاج المقوى تأخذك الى الطوابق العلوية الذي يكلل سطحها فسحة على شكل حديقة معلقة، وبنفس الوقت يقودك السلم البلوري المميز الى اسفل المنزل حيث تجد طابقا مخصصا للمكتب والعمل، وبجانبه أريكة بسيطة باللون البرتقالي وتنسدل على الحائط مقابلها شاشة مسطحة مخصصة لمشاهدة التلفزيون والافلام، ويمكن التحكم بها كما يمكن رفعها عند الانتهاء من استعمالها. وفي الخارج حديقة يكسوها العشب الاخضر وانوار خافتة تتناسب مع التصميم الداخلي الدقيق، مساحات المنزل كبيرة ومتناغمة بنفس الوقت، العنصر الرئيس في التصميم الزجاج السميك، والواجهات الزجاجية التي من شأنها ربط الديكور الداخلي بالديكور الخارجي.

الطابق الاول، هو عبارة عن عصب الحياة في المنزل عنوانه العريض النور والشفافية والطابع العملي، السقف الاعلى للمنزل مصنوع من الزجاج أيضا ولهذا ترى النور في جميع ثنايا المنزل وفي أي وقت من الاوقات، الى اليمين تصل الى مطبخ واسع مع طاولة على شكل مربع، وخزانات باللون الابيض ومساحات للعمل يطغى عليها اللونان الابيض والبني، والى شمال المدخل تصل الى غرفة الجلوس الرئيسة التي تزين جدرانها لوحات زيتية تحبس الانفاس، إنها عملاقة الحجم ، قد لا تتناسب مع جميع البيوت لكنها صنعت لتكون رفيقة جدران هذا المنزل التي تتميز بعلو مرتفع جدا وبسقوف مزخرفة، فاللوحات فريدة من نوعها ولكل منها هوية خاصة، فلا تجد نمطا واحدا للفن واللمسات، وغرفة الطعام تتربع في وسطها طاولة مستطيلة الشكل من الخشب، وخلفها حائط من الزجاج ترى من خلاله المدخل ويقف وراءه حصان بارتفاع حوالي المتر عن الارض من الحجر المنحوت، اشبه بالتماثيل التي غالبا ما تجدها في المتاحف العالمية.

كل ركن في المنزل مختلف عن الآخر وكل لمسة فيه تختلف عن الاخرى، وهذا بسبب اختلاف ايادي المصممين الذين وضعوا بصماتهم على التصميم ، ففكرة «كاسا ديكور» ترتكز في مفهومها على اختيار بيوت جديدة أو قديمة تتولى الشركة وبمساهمة عدد من المصممين وشركات الديكور الاخرى القيام بالديكور بالكامل، ويستفيد من المشروع الشخص الذي يقدم المكان لأنه يصبح بمثابة معرض مفتوح للجميع يمكنه من خلالها بيع المنزل في نهاية المطاف، وفي حالة هذا المنزل فسيكون بيتا للعرض بهدف بيع البيوت الملاصقة به التي لا تزال قيد الانشاء. كما يستفيد من المشروع أيضا المصممون، فمن شأن مثل هذا الحدث ان يساعد على انتشار أسمائهم في وسائل الاعلام العالمية، اما بالنسبة للشركة التي تقدم المطبخ على سبيل المثال، فيساعدها العرض على تسويق منتجاتها، ويكون الزائر هو الرابح الاكبر لانه باستطاعته الحصول على أفكار يمكنه استعمالها في منزله الخاص ومن دون أي كلفة، كما يمكنه الحصول على جميع المعلومات والارقام الخاصة بالجهات العارضة.ويقدر عدد الزائرين في كل عرض تقوم به «كاسا ديكور» ما بين 50 و60 الف زائر في شهر واحد.

فمن بين الشركات المشاركة في العرض: (فيليبس،ارماني كاسا، شانيل، مينوتي، اندرو وورلد، سميغ، جورجيو ارماني، لوي إند مولتيني إند كو، وغيرها من الاسماء اللامعة في عالم التصميم والديكور). وشارك في العروض السابقة كل من سواروفسكي، واليكترولوكس، اميركان اكسبريس، كوكا كولا، وورلبول،غروهي، ناتوتزي، غاجينو، بيجو، ولانسيا.... وفي حديث مع «الشرق الاوسط» قالت فرانسيس لوبيز الرئيسة التنفيذية في «كاسا ديكور» إن الفكرة نشأت في الارجنتين منذ أكثر من 30 عاما ولاقت رواجا كبيرا وانتقلت بعدها الى اسبانيا، وأخذت تكبر وتتوسع حتى وصلت الى مختلف انحاء العالم، واضافت أنه يجري العمل حاليا على إيجاد شريك في دبي، خاصة وان تلك المدينة العربية قد تكون من بين اكثر المدن التي تعنى بالتصميم والديكور على هذا المستوى من الابداع، وشرحت لوبيز أن الديكور الموجود في هذا المنزل استغرق حوالي 3 اسابيع من العمل المتواصل والجهد الذي بذله المصممون، وتقول إن لندن عاصمة مهمة لمثل هذه المعارض، لذا سينطلق مشروع آخر قريبا في منطقة «إيسلينغتون» شمال لندن، وبعد انتهاء مدة العرض يتم تفكيك كل الديكورات ليرجع المكان على ما كان عليه من قبل، في بعض الحالات يتم بيع المنزل بكل ما فيه من ديكور وأثاث. وتضيف لوبيز ان الفكرة الاساسية من وراء «كاسا ديكور» هي تقريب المسافات وخلق ترابط وثيق ما بين المصمم وشركات الاثاث والادوات المنزلية والزبون، وهي أشبه بكعكة كبيرة باستطاع الجميع تذوقها والاستفادة من نكهتها المميزة.

وتقول لوبيز، إن الابداع في كل معرض مختلف وفريد من نوعه، فلكل مشروع رونقه وجماله، فليس بالضروري ان تكون المساحة التي يبدع فيها المصممون داخلية إنما قد تكون خارجية، فمن بين اجمل التصميمات التي قامت بها «كاسا ديكور» كانت حديقة، وفي مرة اخرى كان مكتب عمل، فالتصميم والابداع ليس لهما حدود.

للمزيد من المعلومات: www.casadecoruk.com أو www.casadecor.es أو www.casadecor-usa.com