مغربية متقاعدة تحول مسكنها إلى متحف ثقافي لخدمة الشباب

أطلقت عليه اسم «لؤلؤة»

المتحف الثقافي كما يبدو من الخارج (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

المكان يبدو مثل قصر قديم يعود الى القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين. تماثيل ومنحوتات وزعت بعناية في كل أركان الحديقة غير المسورة، ومياه تتدفق من نافورات أثرية تضفي على هذا الفضاء بهجة وسحرا خاصين، ولكن اللافتة التي انتصبت أعلى المنزل تدل على أنه ليس مجرد سكن عائلي، بل هو «متحف ثقافي»، كما اسمته صاحبته، ثريا الهواري، أستاذة الأدب العربي المتقاعدة، التي أطلقت عليه اسم «لومينوديير»، وتعني «اللؤلؤة» أو الدرة التي تضم في مكنوناتها كل ما هو جميل ومفيد.

تتكون الفيلا من طابقين، تضم عدة قاعات،إحداها، وهي الأكبر حجما، ممتلئة بالتحف الفنية والأثاث القديم. وتقول الهواري لـ«الشرق الأوسط» إنها اقتنتها خلال الثلاثين سنة الماضية أثناء أسفارها إلى خارج المغرب.أما القاعة المجاورة، فهي للعرض الفني، وقد افتتحت أخيرا بمعرض تشكيلي للرسام المغربي أحمد بن يسف، تكريما لمسيرته الفنية.

وخصصت القاعة الثالثة في المبنى، للطلاب والشباب والأطفال الموهوبين في شتى ضروب الفن. وهنا تقول الهواري بحماس «إن هذا هو أحد اكبر الأحلام التي كانت تراودني طيلة ربع قرن من مزاولتي لمهنة التدريس، حيث اعتبرت أن رسالتي نحو الطلاب والشباب بعد أن تقاعدت، لم تكتمل بعد. ومن خلال هذا المشروع، استطيع مواصلة دوري كمربية ومساندة للشباب، وذلك من خلال فتح نافذة ثقافية فنية داخل هذا المجمع تتيح لهم التعبير عن مواهبهم وقدراتهم في شتى المجالات».

وأضيفت قاعة رابعة، وهي لعقد الموائد المستديرة، وحلقات ومنتديات المفكرين والأدباء، وتوقيع كتب المبدعين من كبار الأدباء والجيل الصاعد. وحول الكيفية التي تدير بها «المركب الثقافي»، قالت الهواري، إنها أنشأت جمعية تحمل اسم المركب، يعمل أعضاؤها على توزيع المهام فيما بينهم لإدارة نشاط المجمع، كما تعمل على فتح آفاق أخرى مع فعاليات وجمعيات ثقافية وفنية داخل وخارج المغرب لتبادل الخبرات.

وأوضحت ثريا أنها تدين لمهنة التدريس بالكثير، فمن خلالها اكتسبت الصلابة والصبر في التعامل مع المواقف الصعبة، وتخطي العقبات والتحلي بشيمة حب الناس، والعمل بتفان من اجل خدمة الأهداف النبيلة.