ليال عامرات بالتانغو الأرجنتيني الأصيل في مهرجانات بيت الدين

«زاوية كارلوس غارديل» تحط رحالها في جبل لبنان

TT

بدءاً من مساء اليوم، ولمدة ثلاث ليالٍ متوالية، بمقدور عشاق التانغو ان يستمتعوا بوصلات تأتيهم طازجة من قلب بيونس ايرس إلى عمق الجبل اللبناني. فقد وفرت «مهرجانات بيت الدين» على محبي هذا الفن الجميل مشقة السفر إلى الأرجنتين، وجاءتهم بواحدة من أهم الفرق هناك لتقدّم لهم مفاتن التانغو رقصاً ونغماً وغناء وحلماً. سبعة وعشرون شخصاً، بينهم عشرة راقصين، ومغنيان وأوركسترا تعزف ألحانها الحية.

«زاوية كارلوس غارديل»، التي يأتي منها هؤلاء جميعاً، هي مسرح يقدم عروضه في بيونس أيرس وبقي أميناً لرائد التانغو وأحد أسمائه الأكثر بريقاً إلى اليوم في الأرجنتين. فكارلوس غارديل مولود في فرنسا عام 1887 من أب مجهول، حملته أمه درءاً للتساؤلات إلى أرض الأرجنتين هاربة به حيث ترعرع هناك، وعرف حواري بيونس أيرس وضواحيها البائسة في مطلع القرن الماضي. وهناك حيث كان المهاجرون يتوافدون من كل حدب وصوب، يعملون نهاراً ويغنون ليلاً كان كارلوس غارديل يغني في الحانات، ويعيش ألق عولمة ثقافية، نتيجة اختلاط المهاجرين، وصلت إلى هناك مبكرة جداً. وقد استطاع غارديل ـ الذي ترقص الفرقة الزائرة للبنان باسمه ومن وحي عبقريته ـ ان ينتقل بألحان التانغو إلى أماكن جديدة ماتزال بكراً بينما كان هذا الفن يقفز من وضاعة الشوارع وبذاءة الأزقة إلى مستوى الصالونات الراقية والطبقات المخملية، بأنغامه وكلماته. وإذا كانت موسيقى التانغو قد ارتبطت بذهن الكثيرين بأحد اكثر أنواع الرقص دلالاً، فهي نابعة من هجانة لاتينية واوروبية وأفريقية، ومرتبطة بأحزانٍ وأنينٍ وكثير من الحنين، لكنها على هجانتها تحولت إلى تراث وطني، تعيد الأرجنتين إيحاءه كأحد أهم مرتكزات الجذب السياحية في البلاد.

ويعتبر السياح ان زيارة الأرجنتين باتت بهذا الفن والاستمتاع بسهراته. ويدرّ التانغو على الخزينة الأرجنتينية ما لا يقل عن 450 مليون دولار في السنة وينفق عليه أهل البلد ما لا يقل عن 10% من ميزانية ترفيههم عن أنفسهم. ولم يجانب لويس بورخيس الصواب حين قال عن التانغو انه «أعظم ما أنتجته الأرجنتين في العالم وحامل اسم الأرجنتين على وجه الأرض». فقد بات فن التانغو جزءاً من برامج الأكاديميات الفنية في كبريات عواصم العالم مثل نيويورك واليابان وباريس. اليوم الموعد حافل مع راقصين جاءوا بروح الأرجنتين إلى أرض عربية، لنرى معهم ومن خلالهم كيف يمكن للرقص ان يكون رسولا. ولرؤية مقتطف من رقص هذه الفرقة بالإمكان العودة إلى موقع «زاوية كارلوس غارديل» على الانترنت:

www.esquinacarlosgardel.com.ar