وزارة الثقافة المصرية تحتفي بفريد شوقي

بمناسبة مرور 10 سنوات على رحيل «وحش الشاشة»

الفنان فريد شوقي في صورة قديمة له («الشرق الأوسط»)
TT

بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيله، يقيم صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية، احتفالية كبرى في ذكرى وفاة الفنان الراحل فريد شوقي «وحش الشاشة»، وذلك يوم الاثنين المقبل 28 يوليو (تموز) الجاري. تقام الاحتفالية بمركز الإبداع الفني بدرا الأوبرا، وتشهد عرض فيلم نادر من أعمال وإبداعات الفنان الراحل، كما يلقي عدد من الفنانين والنقاد الضوء على مشواره الفني. وقال د. حسين الجندي مدير الصندوق: إن الاحتفالية بذكرى «وحش الشاشة العربية» تأتي لإثراء ذاكرة الوطن، من خلال إحياء ذكرى رموزه الثقافية والفكرية والأدبية والدينية والفنية، تأكيدا على دور الصندوق في الاحتفاء بالمبدعين في كل المجالات، والحفاظ على الموروث الفني والثقافي لهؤلاء المبدعين، الذين أثروا حياتنا الفكرية وساهموا في تشكيل وجدان الشعب.

يذكر أن فريد شوقي ولد في حي البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة في 3 يوليو 1920، وتوفي في 27 يوليو 1998. وكانت نشأته في حي الحلمية الجديدة، وخدمه الحظ عندما انضم لفرقة يوسف وهبي التمثيلية، ثم خدمه الحظ أكثر عندما أصبح سريعاً أحد المحترفين في هذه الفرقة بمرتب شهري قدره ستة جنيهات، وتعرف على عزيز عيد، وزكي طليمات أبو المسرح المصري، مؤسس المعهد العالي للتمثيل.

دخل شوقي السينما عبر فيلم «ملاك الرحمة» مع فاتن حمامة ويوسف وهبي، وسنحت له الفرصة بأن يمثل أمام الملك فاروق شخصياً، ولمع اسمه، وكاد يتحول إلى مخرج مسرحي، لكنه كان مشدودا للسينما أكثر، فألغى الفكرة من رأسه، ثم التقى أنور وجدي نجم السينما المصرية آنذاك، واشترك معه في فيلم من بطولة ليلى مراد لقاء مبلغ 50 جنيهاً فقط.

قدم فريد شوقي، وبتكليف من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فيلما عن العدوان الثلاثي على مصر، تحت اسم «بور سعيد». وفيه خاطر فريد وزملاؤه بحياتهم أكثر من مرة، لكي يقدموا فيلماً يدين هذا العدوان الغاشم على الوطن.

ومع بداية ثورة يوليو 1952 بدأت نجومية شوقي تلمع، وكان في بدايته في الأربعينات يتعامل مع السينما بمقياس السينما وقانونها السائد، وجاءت الثورة وتغير توجه الجمهور، وتعانق فريد شوقي مع سينما صلاح أبوسيف، بعد أن كتب قصة «الأسطى حسن»، لينجح الفيلم الذي اعتبر أحد العلامات لبداية الواقعية في السينما المصرية.

اكتسب شوقي العديد من النقاط في مشوار النجومية، وانهالت عليه العروض السينمائية، فقدم أفلام «حميدو، رصيف نمرة 5، النمرود»، وواصل صناعة اسمه، فكتب وأنتج في عام 1954 فيلم «جعلوني مجرما»، ثم تحول إلى نجم جماهيري، لدرجة أن الموزع الخارجي سأل قبل أن يتعاقد على الفيلم عن عدد الخناقات التي تجمع بين فريد شوقي ومحمود المليجي، وإذا كان العدد ملائما. غالبية أفلام «وحش الشاشة» ـ وهو اللقب الذي أطلقه علية النقاد وكان يحبه ـ تندرج في نوعية الفيلم البوليسي، فالكثير منها يدور حول الجريمة، التي يقوم فيها الصراع بين المجرم والبوليس، فيما كان القليل منها يتناول الجانب العاطفي بين الفتى الأول العاشق والفتاة الأولى المعشوقة. ولذلك يقسم المراقبون أفلامه إلى خمس نوعيات، هي السينما البوليسية، الاجتماعية، الفروسية، التاريخية، السياسية، الوطنية، الفلسفية.

تمتع فريد شوقي بحس سينمائي راق، يدرك جيدا طبيعة السينما والدور، لذلك عندما بلغ الثالثة والخمسين عام 1975 غير جلده مرة أخرى واتجه إلى تمثيل أدوار «الغراند بريمييه» أي أدوار الشيوخ الكبار، وبدأ يمثل أدوار الأب أو العم الطيب، كما تجسد في فيلمه الشهير «ومضى قطار العمر»، وبعده تحول «وحش الشاشة» المجرم الخارج على القانون إلى أحد رجال العدالة والقانون، كما قام بتمثيل دور رجل الأمن في كثير من الأفلام، مثل «الجاسوس»، وكان لفريد شوقي نشاط ملحوظ في المسرح، بجانب النشاط السينمائي، وأعاد تكوين فرقته المسرحية في أواخر الخمسينيات.