معرض لملصقات أفلام عربية وعالمية قديمة

جمعها موظف بنك وعمل على توثيقها

الهاوي لبابيدي مع ملصق سينمائي قديم
TT

محمد عزت لبابيدي، موظف في البنك التجاري السوري منذ ثلاثين عاماً وارتقى في عمله حتى تقلد منصب معاون لمدير فرع لبنك تجاري بدمشق، ولكن رغم عمله المصرفي، إلاّ أنه له هواية مختلفة تماماً وهي حب السينما حتى العشق والهوس منذ أن كان شاباً صغيراً، وعندما كانت السينما في دمشق وصالاتها في أحسن حال بعكس اليوم حيث كان حضور العرض السينمائي في صالات دمشق تقليداً عائلياً في تلك الحقبة التي امتدت حتى ثمانينات القرن الماضي وانقرضت في ما بعد مع تدهور حال دور السينما في دمشق والمدن السورية الأخرى، في تلك المرحلة ولعشقه للسينما لحد الهوس جمع لبابيدي أفيشات وملصقات عروض الأفلام السينمائية التي كانت تعرض بدمشق أو في بيروت حيث كان يحصل عليها من خلال خاله وهو شريك في دار سينما في بيروت، وتكونت لدى لبابيدي مئات الملصقات وضعها في منزله وحافظ عليها، بل أقام لها المعارض كان آخرها في صالة تمر حنة بدمشق القديمة. وقال لبابيدي لـ«الشرق الأوسط» عن هوايته الغريبة وهوسه بجمع الملصقات السينمائية: إنني أعشق السينما منذ طفولتي حيث كان خالي معجباً بالسينما إضافة لكونه شريكا في إحدى دور السينما في مدينة بيروت في ما مضى وكان عند حضوره لمدينة دمشق يجلب معه العديد من الملصقات لأفلام عربية مصرية وأخرى أجنبية لأفلام إيطالية وفرنسية وإنجليزية وهندية والأفلام الأميركية التي كانت تنتجها مدينة هوليوود بعصرها الذهبي، كنت انظر مطولا لهذه الملصقات مأخوذاً بسحرها مبهورا بها وكأنها تنقلني لعالم آخر عالم من السحر والخيال. وبطبيعتي الرومانسية عشقت تلك الملصقات وعشقت السينما معها، وحيث بقيت تلك الملصقات محفوظة بمنزلنا وأستطيع مشاهدتها دائما فكنت أحاول تقليد دور الأبطال في تلك الملصقات والذي جسده على الشاشة ممثلون لامعون ولشدة إعجابي بهم كنت أتقمص شخصياتهم السينمائية خلال اللعب مع أقراني الذين كانوا مولعين مثلي بأبطال السينما، وقد التقطت صورا لي وأنا أقلد أفلام الهنود الحمر سكان أميركا الأصليين وكذلك أفلام الكاوبوي (الوستيرن)، وهذه الصور محفوظة عندي وأعتز بها. وفي مرحلة الشباب شاءت الصدف أن تعرفت على صاحب مكتب لتوزيع الأفلام السينمائية بمدينة دمشق، ويدعى رياض توفيق البعاج، الذي اخذ المكتب عن أخيه، وقد نشأت بيننا صداقة متينة لأنه أيضا من هواة السينما خاصة عندما لمس عشقي للسينما وإعجابي بالأفلام والملصقات السينمائية لفترة العصر الذهبي للسينما العالمية. وقد عرضت عليه فكرة بيعي بعض مقدمات لأفلام سينمائية من مكتبه لعرضها في منزلي، فوافق على طلبي، فكنت اعرض هذه المقدمات بمنزلي بعد أن زودني صديق لي بآلة عرض سينمائية (35 مم) منزلية (بورتبل) من صنعه، ويدعى سعيد يوسف، الذي كان يعمل امبراتور بإحدى دور السينما (عارض يدير آلات العرض).

وسألت لبابيدي عن نماذج الأفلام الموجودة عنده فقال: إنها من قياس (35 مم) و(8 مم) وفيلم (70 مم) وجزء من فيلم (5.9 مم) – هذا إضافة إلى مئات من أفلام أشرطة فيديو، شريط صغير، ومنها كبير، وكلها لأفلام رومانسية واجتماعية وتاريخية وأفلام الوستيرن، إضافة لعدة أجهزة فيديو وكلها بحالة جيدة، وهذا النوع من الأفلام كانت قد صنعته فرنسا عام 1915 ولم تستمر بصنعه كون ثقوب الكادر السينمائي التي تساعد على دوران الفيلم تقع في منتصف الشريط السينمائي، وهذا يزيد احتمال تعرض الفيلم أثناء عرضه ودورانه للقطع أكثر من أفلام(35 مم) التي ثقوب الكادر فيها على جانبي الشريط السينمائي.

وسألت لبابيدي «بما انك تمتلك تراثا فنيا سينمائيا ممتعا يمتد من خمسينات إلى ستينات وسبعينات القرن العشرين، فما هي خططك المستقبلية في ما يتعلق بهذا التراث السينمائي؟»، فقال: أخطط حاليا لجمع ما عندي من مقتنيات سينمائية متنوعة في كتاب يتحدث عن الأفلام السينمائية التي عرضت في مدينة دمشق كعرض أول، وذلك من فترة الثلاثينات ولغاية الستينات من القرن الماضي، بحيث أوثقها من خلال الكتاب والمعارض.