تكريم مؤثر للفنان محمد حسن الجندي في مراكش

عرفه الجمهور في «الرسالة» و«القادسية» و«الخنساء» و«شجرة الدر»

TT

لم يجد الفنان المغربي محمد حسن الجندي الكلمات المناسبة ليصف شعوره وتأثره، وهو يقف على منصة التكريم بمدينة مراكش، بمناسبة الحفل الذي نظمته «جمعية تاسلطانت للتنمية والرياضة والثقافة» و«أصدقاء ومحبي إبداعات محمد حسن الجندي»، بتنسيق مع «نادي الصحافة»، نهاية الأسبوع الماضي. وتفاعل الجمهور الغفير، الذي جاء من مختلف مدن المملكة، حتى غصت به قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات، وهو يجمع متعة الأغاني، التي أداها فنانون مغاربة مرموقون، أمثال محمود الإدريسي وعبد الهادي بلخياط والبشير عبده، بفيلم وثائقي جمع لقطات من أهم الأعمال التي شارك فيها هذا الفنان المتميز. وعبر الجندي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن تأثره البالغ بتكريمه في المدينة التي انطلقت منها مسيرته الفنية، قبل أكثر من نصف قرن، مشدداً على أن أجمل ما في التكريم أنه جاء من أصدقاء ومحبين لإبداعاته، الشيء الذي يجعله مطمئناً إلى صواب اختياراته الفنية ووصول أعماله إلى قلوب الناس.

ويعتبر الجندي من الفنانين المغاربة، الذين تركوا بصماتهم في ذاكرة المغاربة والعرب، سواء في المسلسلات الإذاعية المغربية التي قدمها، كـ«العنترية» و«الأزلية» و«ألف ليلة وليلة»، والتي نقل بها الحكايات التي تميزت بها حلقات ساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش، عبر أثير الإذاعة، أو من خلال الأعمال السينمائية العربية، التي كان لها صيتها العالمي، من قبيل فيلم «الرسالة» للمخرج الراحل مصطفى العقاد، الذي لعب الجندي في نسخته العربية دور «أبي الحكم»، وفي نسخته الإنجليزية دور «كسرى»، أو دور «الملك الصالح»، في فيلم «شجرة الدر»، أمام الفنانة العربية نضال الأشقر، أو دور «صخر»، في مسلسل «الخنساء»، إلى جانب الفنانة منى واصف، أو فيلم «القادسية» مع المخرج المصري الراحل صلاح أبو سيف، وفيلم «الصخر عندما ينطق»، مع المخرج اللبناني أنطوان ريمي.

وعلى المستوى السينمائي المغربي برز الجندي، على الخصوص، في أفلام «بامو» لادريس المريني، و«ظل الفرعون» و«طبول النار» لسهيل بن بركة.

وإضافة إلى قوة صوته وفصاحته اللغوية وبراعته في الأدوار التي أداها، حتى وصف بالفنان الشامل، تميز أداء الجندي بالثقة في النفس وفرض شخصيته وحضوره بين المستمعين والمشاهدين، وهي الثقة التي أكدت فرادته ضمن المشهد الفني المغربي، بشكل خاص، والمغربي، بشكل عام.

ولعل أهم ما يحسب لحسن الجندي تواضعه ودماثة خلقه، وهي صفات نادرة وسط هدير الشهرة والنجومية.

وبعد نصف قرن من الفن والتميز الإبداعي، ما زال الجندي مصراً على مواصلة مسيرته الفنية، وكان آخر الأعمال العربية التي شارك فيها، ملحمة «أحلام الفجر»، إلى جانب محمد عبده وصباح فخري وفنانين عرب آخرين، وذلك بمناسبة مهرجان «الجنادرية»، بالمملكة العربية السعودية.