أولمبياد بكين: ممنوع ارتداء الجوارب البيضاء مع الأحذية السوداء والتجول في الشوارع بملابس النوم

رغم السرية التامة.. لقطات من بروفات حفل الافتتاح تذاع على الانترنت

اعضاء احد الاستعراضات المشاركة في افتتاح الاوليمبياد يغادرون الاستاد الاوليمبي المعروف باسم «عش الطائر» (أ.ف.ب)
TT

اتخذت السلطات الصينية في العاصمة بكين، عددا من الاجراءات لتعليم المواطنين فنون الأدب في التعامل مع الاجانب الذين من المنتظر أن يحضروا إلى المدينة خلال أولمبياد بكين 2008 التي تنطلق هذا الشهر.

وأوردت وكالة الانباء الالمانية، ان السلطات وزعت كتيبات على نحو أربعة ملايين منزل في بكين، ترشدهم إلى الطريقة اللائقة للتعامل مع الاجانب، خوفا من إلحاق الضرر بصورة الصين على المستوى الدولي.

وتشتمل الكتيبات على مجموعة من النصائح من بينها: لا تسأل الأجانب عن أعمارهم أو دخولهم، ولا تمسك بأيديهم أثناء السلام، لأكثر من ثلاث ثوان، ولا ترتدي جوارب بيضاء مع الأحذية السوداء.

وقالت تشينج موجي نائبة رئيس جمعية «بناء الحضارة الثقافية في العاصمة».

إن هذه الحملات تساهم في تحسين شكل الحياة في بكين.

وتحث التعليمات أيضا المواطنين في بكين، على عدم ارتداء الملابس التي تحتوي على كثير من الالوان بشكل لافت للأنظار، وكذلك الابتعاد عن التجول في الشوارع بملابس النوم.

من جهة أخرى، على الرغم من حالة السرية التي يحاط بها حفل افتتاح الأولمبياد، الى درجة أن صنف الحفل حكوميا بـ«السري للغاية»، الا ان تسجيلا لبروفات الحفل وضعت امس على موقع «يوتيوب» وأتاحت للملايين معرفة تفاصيل الحفل.

وأثار تسرب التسجيل الذي التقطه أحد الصحافيين الكوريين وأذاعه التلفزيون الكوري، غضب الحكومة الصينية، واضطر موقع «يوتيوب» لرفع الصور بعدما واجه واقع مخالفته القانون، لأن المنظمين اعتبروا انه يخالف مبدأ «حقوق النشر محفوظة» لصاحبها.

وأوضحت مقاطع الفيديو لقطات من حفل الافتتاح، الذي صممه المخرج السينمائي المحلي ييمو جانغ. وتم التحضير لهذا الحفل، الذي سيشارك فيه أكثر من 10 آلاف مؤد، ويمتد لـ50 دقيقة من أصل 3 ساعات (مع عرض المنتخبات المشاركة)، منذ حوالي 3 أعوام ولم يتم الكشف عن تفاصيله للمحافظة على سريته، وبالتالي طابع المفاجأة. وضمانا للسرية التامة خلال حفل البروفات النهائية، احاط عدد هائل من أفراد الشرطة المدججين بأسحلتهم الاوتوماتيكية بالاستاد، ولكن كل تلك التدابير لم تكن كافية فيما يبدو لمنع الصحافي الكوري من خطف بعض اللقطات.

وحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، فقد نفى المخرج جانغ بعد بث هذه الصور، ما ذكرته بعض وسائل الإعلام المحلية بأن يكون معرضا شخصيا لتهمة «الخيانة الوطنية» بسبب تسرب «سر حكومي».

وقد تعهد 10 آلاف مؤد بأن يحافظوا على سرية هذا الحفل، الذي سيكون حاضرا فيه زعماء دول كبرى مثل رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وقال جانغ ان الحفل لن يكون مملا على الاطلاق، لأنه سيتم فيه تجنب التركيز بشكل كبير على «الدروس التاريخية» عن الحضارة الصينية. واضاف أنه يريد ان يستمتع الذين سيكونون في الاستاد الوطني، وخلف شاشات التلفزة حول العالم بهذا الحفل.

وواصل «لا يمكننا ان نقدم تسلسلا تاريخيا عن 5 آلاف سنة من الحضارة الصينية. علينا ان نقدم عرضا جيدا يستمتع ويتأثر به الجميع. انها نقطة الانطلاق الاساسية لهذا الحدث».

ولم يفصح جانغ عن اية تفاصيل اضافية، الا ان مخرجا آخر يعمل تحت ادارته هو شاوجي وانغ، كشف عن ان الحفل سيتضمن تكريما لضحايا الزلزال، الذي ضرب شمال غربي البلاد في 12 مايو (ايار) الماضي بقوة 8 درجات على مقياس ريختر، وأدى إلى مصرع حوالي 80 ألف صيني وتشريد حوالي 5 ملايين آخرين.

لكن كل هذا التحفظ والتكتم لم يحل دون أن يبث التلفزيون الكوري الجنوبي «اس.بي.اس» صورا من البروفة التي اقيمت في 11 الشهر الحالي، وهي اظهرت انه سيكون هناك فقرة «مستقبلية»، وسيقوم المؤديون بفقرة تمثل موجة بحر، كما تبين أن الاضاءة المستعملة ستعكس اشكال حيوانات على اطراف الاستاد الوطني، الذي اطلق عليه اسم «عش الطير».

وأظهرت الصور، التي بثها التلفزيون الكوري، فقرة يؤدي خلالها المشاركون رقصة استعراضية في وسط الملعب، الذي سيحاط خلالها بمخطوطات فنية، كما سيكون في وسط الملعب خلال احدى الفقرات، مجسم عن الكرة الارضية، يحيط به راقصون مع يافطاتهم الحمراء، اضافة الى قارعي الطبول.

وعبر المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الصينية سون واي دي، عن خيبة أمله مما حصل، لكنه اكد أن هذه الصور لا تعطي صورة واضحة وشاملة، عما سيجري في حفل الافتتاح، مضيفا «نأمل ان يحضر الجميع في الثامن من أغسطس (آب) من اجل أن يستمتعوا معنا بعرض رائع خلال حفل الافتتاح».

من جهتها اكدت هوي وانغ وهي واحدة من كبار المسؤولين الاعلاميين، ان ما حصل هو كناية عن «صور مسروقة»، مضيفا «خلال التجارب، لم ندع أي وسيلة اعلامية».

ولمحت وانغ إلى انها لا تستبعد اتخاذ تدابير قانونية بحق التلفزيون الكوري، فيما رأى المسؤول الاعلامي في اللجنة الاولمبية الدولية كيفن غوسبر «انه من المخيب أن يدخل احد الى الاستاد ليقوم بسرقة احدى اللحظات، التي تعتبر من الأهمية بمكان، وينتظرها الجميع بفارغ الصبر». وذكر مسؤولون في تلفزيون «اس.بي.اس» انهم تلقوا شكوى من بكين، مؤكدين انهم يتعاونون حاليا مع السلطات الصينية.