مهرجان حمانا الفكاهي.. كل شيء من التراث اللبناني

مزج بين الفن والمصنوعات التراثية البلدية

وسط حمانا اكتظ بالزائرين من مختلف الأعمار («الشرق الأوسط»)
TT

اكتظت شوارع وسط بلدة حمانا في جبل لبنان طوال أربعة أيام بأجواء مهرجانها الفكاهي الأول جامعة في وسط البلدة كل ما يمت الى التراث اللبناني بصلة والتراث «الحماني» والجبلي بشكل خاص، على وقع الفكاهة والضحك الذي أخذ على عاتقه بعض الفنانين اللبنانيين مهمة تأديتها وتقديمها.

من «البابوج الى الطربوش» امتلأت ساحة حمانا بالمأكولات البلدية والملبوسات التقليدية والأحذية والصناعات اليدوية والمستلزمات المنزلية. هذا التنوع استقطب روادا من مختلف المناطق اللبنانية وسياحا عرباً قصدوا جبل لبنان لشراء مؤونة الشتاء والتعرّف على جمال المنطقة في الوقت عينه. للمصنوعات الغذائية والخضار والفاكهة التي كثر وجودها في السوق «رهجتها» التي يتسابق عليها الرواد، وهم وان تبرموا من ارتفاع أسعارها قليلا مقارنة بتلك التي يشترونها من الأسواق فإنهم يخضعون أخيرا للأمر الواقع مقتنعين بأن لا بديل لهم الا «التسلّح» بالمنتوجات البلدية على اعتبار أنها «كنز» قل وجوده. ولم يغفل هؤلاء تلقي ارشادات من الباعة القرويين الذين عرفوا باستخدامهم الأعشاب لمداواة الأمراض. فها هو جواد الأعور لا يتوانى عن تقديم النصائح لزبائنه محددا فائدة كل نوع من مستخلص الأعشاب التي يبيعها، «الهليون المقطّر لعلاج الالتهابات. ماء الزهر لشرايين القلب. القصعين والشمّر المقطّر لمشكلات المعدة. اكليل الجبل لعلاج السكري. القرّاص المقطّر لعلاج الامراض الخبيثة»، وغيرها من الارشادات في كيفية الاستفادة من النباتات الجبلية التي تمنح نكهة لمأكولاتنا وتفيد في معالجة الأمراض، اضافة الى ابتكارات جديدة اضافها القرويون الى لائحة مصنوعاتهم وعلى رأسها «كبيس اللوز الاخضر»، بعدما عمدوا الى حفظه بالماء والملح كي لا يفقد طعمه الطازج حتى بعد مرور سنتين. لم يشذ مهرجان حمانا عن قاعدة المهرجانات التي تقام في المناطق اللبنانية، وكان لـ«مناقيش الصاج» وقعها القوي على شهية الزائرين الذين حرصوا على انهاء الجولة بالاستمتاع بمنقوشة طازجة اشرفوا على تحضيرها الى أن نضجت واصبحت جاهزة للأكل. ولأن للفن مكانته في اوساط اللبنانيين كان للرسم حصته الكبرى في سوق حمانا، وملأت اللوحات جوانب الطرق حيث وزع الفنانون أعمالهم التي لاقت اعجاب الزوار. أما الثياب ولا سيما ذات التصميم التقليدي والغريب أو المصنوع يدويا فكان لها زبائنها وخصوصا من السيدات والفتيات اللواتي تسابقن على اقتنائها. الأمر نفسه انسحب على الاكسسوارات والصابون التي امتهنت سيدات لبنانيات حرفة التفنن في صنعها. حتى أن الأمر وصل الى تصميم الأحذية وصنعها، فاحترفت كارين دقّاق هواية تصميم «ballerines» التي لاقت اعجاب الفتيات ولا سيما اللواتي يبتعدن عن انتعال الأحذية ذات الكعب العالي، مع العلم أن كارين تعمد الى تنفيذ تصاميمها في أحد المصانع في لبنان.

وتنفيذا لعنوان المهرجان الفكاهي قدم عدد من الفنانين أعمالا خاصة بالاطفال تنوعت بين ألعاب خفة وبهلوانيات وعروض إيمائية وحكواتية.

وكان للفنان اللبناني جورج خباز حضور لافت اذ قدم عرضا مسرحيا مميزا برفقة عدد من الفنانين.