معرض لمنحوتات أثرية نادرة في دمشق

تقدم معلومات عن المجتمع التدمري قبل ألفي عام

TT

تحتضن القاعة الشامية بمتحف دمشق الوطني حالياً معرضا لمنحوتات تدمرية نادرة، اكتشفت في منطقة المدافن التدمرية، وتقدم المنحوتات المعروضة شرحاً عن التقاليد المدفنية السورية، التي تحدث عنها الباحث الأثري السوري ميشيل مقدسي، في محاضرة له على هامش المعرض، ومن هذه التقاليد التي تعود للعهد التدمري، أن يوضع المدفون داخل الغرفة الجنائزية ويرافقه العديد من الأثاث الجنائزي، ومنه أوان فخارية وأدوات برونزية أو عظمية أو حجرية ومجوهرات منوعة. والمدفن التدمري يتألف في أغلب الأحيان من مدخل ضخم مربوط بدهليز أقيم فيه درج يتم من خلاله الدخول إلى الحيز الجنائزي، وتتموضع بوابة المدخل بشكل مركزي وكانت منفذة من الحجر المنحوت بشكل دقيق، وضمت في بعض الأحيان كتابة تأسيسية نقشت باللغة التدمرية، أما الحيز الجنائزي فقد نظم حول غرفة رئيسة تنطلق منها عدة أجنحة ضمت الكثير من المعازب المنظمة، ضمن صفوف كانت تغلق بحجر ضخم نحت على وجهه تمثال للمتوفى مع نقش تدمري مختصر يتضمن في أغلب الأحيان اسمه ونسبه.

والمعرض الحالي يقدم لنا فكرة عن المدفن المكتشف، حيث احتوى صدر الغرفة الرئيسة على منحوتة أساسية، هي عملياً السرير الجنائزي الذي قدم فيه مؤسس المدفن مع أفراد عائلته. زودتنا مجموعة المنحوتات الحجرية المعروضة ـ يتابع مقدسي ـ بالكثير من المعلومات عن المجتمع التدمري، وعلى الخصوص تلك التي كانت تتعلق بمجموع المهن التي كانت سائدة: الكهنة والتجار ورؤساء القوافل.