زعماء فرنسا يفرون من المصيف الرسمي لأماكن أكثر إثارة

ساركوزي في ضيافة زوجته.. وشيراك في منزل الثري بينو

ساركوزي في الإجازة (أ.ب)
TT

من مطار نيس، على الشاطئ الجنوبي لفرنسا، انطلقت الطائرة الرئاسية حاملة نيكولا ساركوزي الى العاصمة الصينية في زيارة خاطفة لحضور افتتاح دورة الألعاب الأُولمبية في بكين. ومطار مدينة نيس هو الأقرب الى بلدة «كاب نيغر» حيث يمضي الرئيس الفرنسي إجازته الصيفية مع زوجته كارلا بروني في القصر الذي تملكه أسرتها هناك.

وتضع الدولة الفرنسية مقراً ريفياً في «بريونسون» تحت تصرف رؤساء الجمهورية لقضاء الاجازات، لكن المكان يبعث على السأم ولا تتوفر فيه شروط اللهو والمتعة. وكان الرئيس السابق جاك شيراك يحل فيه مع عائلته حين تتصاعد موجات الانتقادات ضد الاجازات المكلفة التي يمضيها بالجزر الاستوائية، على نفقة الدولة.

يتألف القصر الصغير العائد لعائلة بروني من برجين دائريين وثلاثة مبان مترابطة مسقوفة بالقرميد، تقع فوق صخرة تطل على البحر مباشرة وسط غابة من أشجار الصنوبر والسنديان، على الطريق المؤدية الى الحدود مع إيطاليا، الموطن الأصلي لكارلا، الزوجة الثالثة لساركوزي ورفيقته في ثاني إجازته الصيفية كرئيس للجمهورية. وكان الرئيس قد أثار لغطاً واحتجاجات، في الصيف الماضي، عندما حل ضيفاً مع زوجته السابقة سيسيليا على أحد أصدقائه الأميركيين الأثرياء وأمضى إجازة لا تتاح سوى لأصحاب المليارات. وبلغت كلفة استئجار المنزل الذي أقاما فيه 22 ألف يورو في الاسبوع، دفعها المضيف الذي هو أحد مديري «مايكروسوفت». وكان في إمكان أيِّ فرنسي متواضع الدخل أن يدخل على موقع المنتجع الذي نزل فيه الرئيس ويشاهد الفيلا الخيالية التي أقام فيها ساركوزي، بمغاطسها الأحد عشر والعديد من غرف النوم ذات الأسرّة الواسعة.

واستفاد ساركوزي من هفوة الصيف الماضي، وما سببته له من انتقادات، لذلك كان حريصاً منذ بداية الصيف على إشعار الرأي العام بأنه سيمضي الإجازة «في بيتنا» على حد قوله، معتبراً أن منزل زوجته الجديدة هو منزله أيضاً، وأنه سيكون مثل ملايين الفرنسيين الذين يقصدون الأرياف وشواطئ البحر القريبة لقضاء الصيف، خصوصاً أن منزل كارلا يقع فوق أرض فرنسية. وكانت عروس ساركوزي قد أخذته في زيارة لمشاهدة القصر في عطلة عيد الفصح الماضي، وهو قصر كان والدها بالتبني، الصناعي الايطالي الراحل ألبيرتو بروني، قد اشتراه في سبعينات القرن الماضي ليكون مقصداً لأبنائه على الريفييرا الفرنسية. لكن ماريا آنا بولان، المربية السابقة لكارلا واختها الممثلة فاليريا، روت لصحيفة «لاستامبا» الايطالية أن والدتهما كانت تريد لهما الاقامة في هذا المكان القريب من موناكو، على أمل أن تساعد الجيرة في مد أواصر الصداقة بين ابنتيها وابنها من جهة، وبين أبناء العائلة الحاكمة في مونت كارلو. لكن الرياح جرت بما لا تشتهي الوالدة حيث فقدت ابنها الوحيد الذي فارق الحياة في هذا القصر بالذات.

وصل نيكولا وكارلا الى «كاب نيغر» أواخر الشهر الماضي لقضاء فترة من «الراحة والمطالعة والسباحة» حسبما قال الرئيس للصحافيين. وشوهد أكثر من مرة، وهو يقف لالتقاط الصور التذكارية مع أهالي المنطقة، بتواضع مدروس. أما الرئيس السابق شيراك، فإنه يمضي مع قرينته برناديت إجازة في مصيف «سان تروبيه» الراقي بمقاطعة «فار»، على الشاطئ الجنوبي لفرنسا أيضاً. وشيراك الذي حل ضيفاً على شقة لعائلة رئيس وزراء لبنان الأسبق، رفيق الحريري، بعد انتهاء ولايته الرئاسية، ينزل هذا الصيف ضيفاً على منزلٍ يملكه رجل الأعمال الثري فرانسوا بينو. وعدا السباحة، يمارس شيراك هواية الاختلاط بالجموع ومصافحة الأطفال المصطافين والسياح بكثير من السرور.