الأرز هدية الإماراتيين العائدين من السعودية .. لذويهم

مع ارتفاع الأسعار في بلادهم

الأرز الذي يسمى «عيش» في الامارات يعد غذاء يوميا اساسيا للاماراتيين («الشرق الاوسط»)
TT

لم يعتد السياح الاماراتيون في السابق ان يحملوا معهم من الدول التي زاروها طعاما او تموينا غذائيا، اللهم الا بعض انواع الفاكهة الغريبة وبكميات رمزية للذكرى او على سبيل الاهداء. إلا ان اعدادا متزايدة من هؤلاء السياح اصبحوا يحرصون على تحميل سياراتهم الكبيرة بالرز الرخيص. فقد ابدى رجال جمارك سعوديون دهشتهم من تحميل سياح اماراتيين عائدين الى بلادهم عبر المنافذ البرية لأكياس الرز التي يشترونها من محلات السوبر ماركت في المملكة.

وارتفعت اسعار هذه المادة الغذائية الاساسية في الامارات بنسبة كبيرة خلال الاشهر الماضية تجاوز 100 بالمئة لبعض الانواع المطلوبة.

وقال سائح اماراتي عرّف على نفسه باسم ابو سعيد، يقود سيارة لاندكروزر عائد مع اسرته من اجازة في لبنان، ان الرز في السعودية رخيص جدا مقارنة باسعاره في الامارات وبحوالي النصف.

وحرص ابو سعيد على شراء كميات من الرز من سوبر ماركت في الهفوف بسبب قدوم شهر رمضان المبارك كما قال.

واضاف وهو يفتح صندوق السيارة الخلفي «هذه بضع اكياس «عيش» وجدت لها مساحة في الصندوق.. وأخرى هناك»، مشيرا الى سقف السيارة.

وتعاني الامارات حاليا من نقص حاد من مخزونات الرز نتيجة قيود الصادرات التي تفرضها الدول المنتجة لهذه المادة فضلا عن قيام كثير من المستهلكين في البلاد بشراء كميات اكبر من الرز وتكديسها في منازلهم خوفا من ارتفاع اسعارها اكثر خلال شهر الصيام. وقال مفتش جمركي على منفذ الغويفات الحدودي بين الامارات والسعودية ان الاماراتيين العائدين برا من اجازاتهم الصيفية يقومون بالفعل بشراء كميات «معقولة» من الرز البسمتي خصوصا من السعودية.

واستبعد المفتش وجود حركة تهريب للرز من السعودية الى الامارات مثلما حدث سابقا بالنسبة لمادة الديزل قائلا ان الكميات التي يدخلها الاماراتيون هي للاستهلاك المنزلي.وحسب مؤشر الاسعار الاسبوعي للسلع الاساسية الذي تصدره وزارة الاقتصاد فقد تراوح سعر كيس وزن خمسة كيلوغرامات من الرز البسمتي الهندي بين 75-94 درهم (20.4-25.6 دولار) وزنة 10 كغ 120 درهما (32.6 دولار) فيما بلغ سعر كيس وزن عشر كيلوغرامات للبسمتي الباكستاني 117 درهما (31.8 دولار) في دبي. واستوردت الامارات 1.69 مليون طن من الرز في 2007 بزيادة 42 في المئة عن العام السابق وجاءت أغلب الواردات من الهند وباكستان وتايلاند ومصر.

كما لجأت الحكومة قبل اشهر قليلة الى تثبيت اسعار بعض انواع الارز على مستويات عام 2007 في بعض الجمعيات التعاونية وسلاسل الهايبرماركت أملا في احتواء التضخم وتخفيف مشاعر التذمر وخاصة بين اوساط المواطنين بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة. الا ان تجارا ومستهلكين يقولون أن سوقا سوداء للرز ظهرت في الإمارات بعد أن أدت جهود الحكومة لاحتواء التضخم عن طريق تقييد الأسعار إلى اختفاء الرز من المتاجر. وحسب تجار مواد غذائية فإن بعض البائعين يقومون بتوفير أي نوع من الرز المطلوب ولكن بأسعار اعلى من السوق.

ومن المتوقع ان تستمر الامارات في المعاناة من نقص مادة الرز حتى نهاية الشهر الحالي عندما تمتلئ مخزونات الدول المستهلكة والمنتجة وتتدعم الإمدادات بالمحاصيل الجديدة. وتعتزم الإمارات الحصول على المزيد من الرز من تايلاند هذا العام لتلبية الطلب المحلي في حين تسعى أبوظبي لاستصلاح ما يزيد على 70 ألف فدان من الأراضي الزراعية في السودان كخطوة أولى في سياسة شاملة لتأمين إمدادات الغذاء مع ارتفاع الأسعار.

ويشتكي مستوردون في الامارات من تعرضهم لخسائر فادحة نتيجة تثبيت اسعار الرز في البلاد الامر الذي اجبرهم على التوقف عن استيراد هذه المادة ما لم تقدم لهم الحكومة دعما ماديا لتعويض الخسائر.