مهرجان مواهب كناوة .. وجبة فنية دسمة وغنية

نفحة صوفية وروحية وتنوع واسع في برنامجه الفني

شباب كناوة في جولة استعراضية عبر شوارع مدينة الصويرة («الشرق الأوسط»)
TT

وضعت مدينة الصويرة، الواقعة جنوب الدار البيضاء، آخر اللمسات على البرنامج الفني لمهرجان «مواهب كناوة» الذي سينطلق من 20 أغسطس (آب) الجاري، إلى غاية الثالث والعشرين منه، مشبعا بنفحة صوفية وروحية لتزامنه مع شهر شعبان.

وهيأ منظمو المهرجان وجبة فنية غنية ودسمة، سمتها التنوع والتعدد في الأنشطة الثقافية والفنية، وتجمع بين الأنغام الموسيقية، والألوان التشكيلية، والعروض السينمائية، الموزعة بين خشبة مولاي الحسن ودار الصويري، وبرج باب مراكش، حيث تقام أيضا ورشات للمسموع والمرئي، والتكوين في العزف والرقص، إضافة إلى تعلم تقنيات الخشبة، وغيرها من الجوانب التي بات الطلب عليها ملحا من طرف الشباب، أمام زخم المهرجانات التي يشهدها المغرب.

وستكون من أقوى لحظات المهرجان هذا العام، المبادرة التكريمية في حق احد رواد هذا الفن، ذي الجذور الضاربة في عمق التربة والتاريخ الأفريقيين.

فالفنان المرحوم محمود الخراز، كان قد سجل حضورا طاغيا ولافتا للنظر في مهرجانات موسيقى كناوة، لدرجة أن الجميع كان يعرفه، ويترقب صعوده إلى الخشبة، نظرا لما اشتهر به من حيوية دافقة، تجعل عروضه الفنية، متعة لا تضاهيها متعة أخرى، رغم كبر سنه، قبل أن يتوفي أخيرا. ستشارك مواهب وفرق موسيقية شابة في المهرجان، بإيقاعاتها ورقصاتها وإبداعاتها، ومن بينها «حوسة» و«دركة» و«دار الضمانة» و«كيف سامبا» وغيرها.

وسوف يكون المهرجان فرصة للتنافس لاختيار الفائزين في مسابقة حول «الكمبري» (آلة وترية للعزف) والصوت، والطبل، وغيرها من الفنون التعبيرية، تحت إشراف لجنة تحكيم تتكون من اربعة «معلمين»، ( ناس الخبرة في فن كناوة). وهؤلاء يتسمون بالكفاءة والريادة والخبرة، وهم: محمود غينيا، وعبد السلام عليكان، وسعيد البورقي، وعمر حياة.

وتماشيا مع روح هذه التظاهرة الفنية، التي اختير لها هذا العام شعار «الحال»، ذي البعد الصوفي والروحي، سوف يتم تقديم عروض موسيقية لكناوة، وافلام سينمائية واشرطة «فيديو» حول هذا الموضوع، ومنها فيلم «الحال» للمخرج المغربي احمد المعنوني، وتجارب سينمائية اخرى من اميركا وأوروبا وافريقيا.

كما يشتمل البرنامج على معارض تشكيلية وفوتوغرافية، حول موضوع «الحال» أيضا بمشاركة عشرين فنانا من رسامين ونحاتين ومصورين فوتوغرفيين، في كل من «باب مراكش» و«دار الصويري».

ورغم أن المهرجان مكرس للمواهب الشابة، فان «معلمي» كناوة، لن يبخلوا بالمساهمة في إحياء بعض فقراته، ترسيخا لاستمرارية الأجيال عبر جسور التواصل المباشر.

ويذكر أن تنظيم مهرجان «كناوة» يقع على عاتق عمال «محافظة» الصويرة، وجمعية الصويرة موكادور، والمندوبية الجهوية للثقافة.