احتفاء شبابي سوري استثنائي بزياد الرحباني

على خطى والدته .. مدّدت حفلاته يوماً إضافياً

زياد الرحباني يعزف في أول حفلاته بدمشق (أ.ف.ب)
TT

كما فعلت أمانة «احتفالية دمشق الثقافية» في بداية العام الحالي بمفاجأة جمهور العاصمة السورية دمشق بالمطربة الكبيرة فيروز ومسرحيتها «صح النوم»، كانت مفاجأتها للصيف بابن فيروز .. زياد الرحباني.

وعلى الرغم من أن زياد جاء زائراً مع والدته في السبعينيات من القرن الماضي جاءت زيارته الأولى لدمشق، عازفاً ومؤلفاً موسيقياً، هذه الأيام مع احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية. وكانت قلعة دمشق وباحتها الواسعة على موعد معه ليلة أول من أمس الجمعة في حفلته الأولى. كان مقرراً أن يقدّم زياد أربع حفلات حتى غد الاثنين 18 أغسطس (آب) الحالي، ولكن كما علمت «الشرق الأوسط»، وعلى غرار ما حصل مع حفلات فيروز، مدّدت حفلات زياد يوماً إضافياً حتى الثلاثاء 19 أغسطس الحالي بسبب الإقبال الكبير على الحفلات ونفاد البطاقات بعد أقل من يومين من تداولها. ومما يستحق الذكر أن الأمانة العامة للاحتفالية بالاتفاق مع زياد كانت وضعت ثمناً بسيطاً للبطاقة (1000 ليرة سورية، أي حوالي 20 دولاراً أميركياً) كما أنها حدّدت سعراً مخفضاً للطلاب لحوالي النصف أي بعشر دولارات. وجاء الاحتفاء الكبير بزياد من الشباب السوريين الذين نظموا حملة مركزة في جميع شوارع دمشق دعاية له واحتفاء بمجيئه إلى دمشق، كما وزعوا صوره وأقراصاً مرصوصة لألحانه على الناس في الطرقات، ورسموا لوحة ضخمة جماعية له شارك فيها مئات الشباب الدمشقيين ستقدم لزياد هدية في اختتام حفلاته بدمشق.

مساء أول من أمس الجمعة، ورغم الرياح القوية التي تهب على دمشق عادة في مثل هذه الأيام من شهر أغسطس، حالت أسوار وجدران وأبراج قلعة دمشق دون تأثير هذه الرياح على ألحان زياد وأغانيه التي قدمها على مدى ساعة ونصف الساعة بجزءين (ثلاثة أرباع الساعة لكل جزء) مع استراحة لمدة ربع ساعة بينهما، وبينما تطايرت بعض أوراق النوتة الموسيقية قليلا فإنها كانت بسبب الرياح القوية تعاد إلى مكانها. وأمام حضور حاشد تجاوز ثلاثة آلاف شخص، بينهم جمهور لبناني حضر حفلته الأولى ضم المطرب وليد توفيق والمطربة أميمة الخليل، قدم زياد مجموعة من ألحانه ومعزوفاته الشهيرة القديمة والجديدة ومنها ماغنتها والدته السيدة فيروز مثل «سألوني الناس» و«قديش كان في ناس» و«نطرونا كتير» وكان زياد حاضراً على البيانو إلى جانب أوركسترا ضخمة بقيادة المايسترو الأرمني كارين دورغاريان، وهي الأوركسترا التي رافقت السيدة فيروز في حفلاتها في بيت الدين منذ عام 2000. وكان الجمهور مشدوداً متفاعلا وهو يؤدي «عايشة وحدي بلاك» و«تلفن عيّاش» برفقة الكورال الذي تجاوز الخمسين فناناً بين موسيقي ومؤد ومغن، سوريين ولبنانيين، كما تفاعل زياد وفاضت أحاسيسه ومشاعره وهو يرى الجمهور يردد أغانيه وألحانه فكانت له تعليقات عديدة في بداية الحفلة وأثناءها منسجماً مع حميمية الجمهور الدمشقي واستقباله له، ولا سيما عندما غنى «تلفن عيّاش». زياد كان قد قال في تصريح إعلامي للتلفزيون السوري على باب غرفة التمارين في المعهد الموسيقي بدار الأوبرا، أنه «مرعوب» من كل هذه الحفاوة التي يبديها السوريون. وأضاف ضاحكاً «ان شاء الله نكون على قدر الانتظار، يعني عم حاول أشبه صورتي بالملصق وأتحرك أقل شي»، مشيراً إلى مجموعة الملصقات التي نشرتها الأمانة العامة للاحتفالية على الطرق، والتي يبدو فيها باسماً فوق عبارات وضعت على لسان سورية ترحب به بكلمات أغانيه مثل «اشتقتلك» أو «كيفك انت». كما أن ملصقاً إضافياً وزع على الصحف للإعلان عن الحفلة الخامسة تحت عنوان «صارت صحيحة الخبرية»، وهو مقطع من أغنية «طللي اضحكيلو يا صبية» للفنان الرحباني.