الخاطبة الإلكترونية.. أحدث أساليب البحث عن زوجة في السعودية

من الشروط وضع تأمين مالي يصل إلى أكثر من 600 دولار

العثور على «خاطبة» على شبكة «الإنترنت» بات مهمة سهلة جداً («الشرق الأوسط»)
TT

ستُصاب بالحيرة إذا أجريت بحثاً عبر أي موقع بحثي على الشبكة «الإنترنت» العنكبوتية، متخصص بالزواج «على أنواعه»، وذلك بسبب أعدادها الهائلة التي باتت تُهدد استقرار الكثير من الأسر.

نعم، فمواقع الزواج على «الإنترنت»، عالمٌ يقودك إلى أسئلة عديدة، لن تجد لها إجابات إلا إذا حاولت اقتحامه.. ولو على سبيل «الاطلاع فقط»، الذي يشوبه نوعٌ من الغموض أحياناً، لما تُلاقيه تلك المواقع من إقبال من الجنسين.

في السابق، كانت «الخاطبات» في البلاد العربية تؤدي دور هذه المواقع، التي قد تؤمن زوجة ولو لفترة مؤقتة، من خلال وضع المعلومات والأوصاف الخاصة بـ«طالب القرب» وكذلك الصفات المرغوبة في زوجة المستقبل. إلا أن هذه المواقع ألغت بطريقة أو بأخرى أدوار «الخاطبات» اللواتي اضطررن خلال السنوات الأخيرة إلى مسايرة التكنولوجيا.. فتحوّلن بدورهن إلى المواقع ذاتها.

ثم إن العثور على «خاطبة» على شبكة «الإنترنت» بات مهمة سهلة جداً، خاصةً أن بعض «الخاطبات» دخلن سعياً وراء تطوير أعمالهن مرحلة إنشاء مواقع إلكترونية خاصة بهن، تكون بديلاً عن الطريقة التقليدية. ما حدث معي، كان من باب الفضول لا أكثر ولا أقل، ومن أجل الوقوف على مدى جدية ما تقدمه مواقع الزواج على الشبكة العنكبوتية، فـ«أم فيصل» إحدى «الخاطبات» السعوديات اللواتي دخلن عالم «الإنترنت» ويعتبرن أنه غدا مجالاً أضمن لكسب لقمة العيش.

وضعت «أم فيصل» عدة شروط، جراء ما تعرّضت له من إشكالات مع رجال يدّعون أنهم يبحثون عن «فتيات للزواج»، لكنهم سرعان ما يتخلون عنها بعد عملية بحث مُضنية تقوم بها، وإن عثرت على الفتاة، لا تجد سوى الهروب منهم. وهو ما خلق في نفسها اقتناعاً بأنهم مُجرد باحثين عن اللعب.. على حد قولها.

«أم فيصل» أنشأت موقعاً تتلقى عبره طلبات الراغبين في البحث عن فتاة للزواج، سواءً كان زواجاً عادياً أو زواج المسيار، وهو النوع الذي أخذ يلقى إقبالاً مُنقطع النظير في المملكة العربية السعودية ودول الخليج خلال السنوات الأخيرة، بعد صدور فتاوى شرعية أجازته، وخصوصاً من كبار السن.

ويبدو أنها لجأت لطلب مبالغ مالية كـ«تأمين» كي لا تقع في شراك من تصفهم بـ«الهاربين» عندما تعثر لهم على طلباتهم، وقد يصل المبلغ إلى 2500 ريال (666 دولارا) وما لا يقل عن 1500 ريال منه، ترى أنه من مُستحقاتها في حال العثور على مراد الرجل طالب الزواج. أما المبلغ المُتبقي من الإجمالي فيعود في نهاية الأمر إلى «العريس»، ولقد خصصت «أم فيصل» حساباً بنكياً خاصاً لتلقي المال المدفوع، لقاء ما تقوم به من عمليات بحث. وبشكلٍ عام، أصبحت مواقع الزواج على شبكة «الإنترنت» مقصداً لطالبي الزواج السعوديين، خصوصاً من كبار السن منهم، وهي الظاهرة التي يؤكدها ازدياد عدد مواقع الزواج على الشبكة، وأعداد الطلبات التي يُقيدها السعوديون والسعوديات في تلك المواقع بالأوصاف والمتطلبات.