دمشق ترد لفيروز الدين عن طريق «الله كبير»

تأخر الألبوم لمدة 5 سنوات بسب عدم وجود منتح

فيروز اثناء عرض مسرحية «صح النوم» خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي (أ ف ب)
TT

اكدت امانة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية انها ماضية في خيار انتاج البوم جديد للمطربة اللبنانية فيروز. وقد أكد ذلك زياد الرحباني الذي قال ان اغاني الألبوم جاهزة منذ نحو خمس سنوات لكنها لم تسجل بسبب عدم وجود منتج لها.

ومن المعروف بأن الفنانة القديرة فيروز قد كانت واحدة من أهم أركان احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 عبر تقديمها لمسرحية «صح النوم» خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد استغلت بعض وسائل الإعلام قبول الفنانة فيروز للغناء في دمشق لمهاجمتها، خالطة بين الفن والسياسة في محاولة لإقحام فيروز في صراعات سياسية. قالت الدكتورة حنان قصاب حسن الأمينة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 لـ«الشرق الأوسط» إن الأمانة قررت إنتاج وتمويل إصدار ألبوم أغاني المطربة السيدة فيروز وهي من تلحين ابنها زياد حيث تعمل الأمانة حالياً على دراسة آلية تنفيذ الألبوم بالاتفاق مع الفنانة وزياد ومع محاميهما لتوقيع عقد الألبوم الجديد». وعلقت الدكتورة على موعد طرح الألبوم قائلة: من المتوقع أن يكون الألبوم جاهزاً خلال ثلاثة أشهر من الآن ويتوقع أيضاً أن يحمل عنوان: «الله كبير». وقالت ايضا «الألبوم الجديد ستكون الأغاني جميعها من ألحان زياد الذي تستضيفه الأمانة العامة لاحتفالية دمشق الثقافية هذه الأيام في حفلات فنية بقلعة دمشق ستختتم اليوم الثلاثاء». وتضيف قصاب حسن «إن إنتاج الألبوم الجديد سيكون هدية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 للسيدة فيروز ولابنها الملحن زياد». وقالت «هل من المعقول ان هناك اغاني جديدة وملحنة لفيروز ولا احد ينتجها؟».

وعبرت امينة الاحتفالية الثقافية عن ثقتها في ان انتاج الاسطوانة سينجح بالتأكيد، ومؤكدة انه «واجب على دمشق ان ترد لفيروز الدين».

وقال زياد الرحباني في مقابلة اذاعية أول من أمس ان «اغاني هذا الالبوم جاهزة منذ اواخر 2003». واضاف ان فيروز غنت ثلاث اغان من الالبوم الذي شاع ان عنوانه «الله كبير» آخر مرة في مهرجانات بيت الدين «على اساس ان ينزل الى السوق بعد فترة بسيطة»، موضحا ان «الموضوع تأجل بسبب الاوضاع والانتاج».

وتحدث زياد الرحباني عن الظروف الصعبة التي تحيط بالانتاج الموسيقي الجاد.

وقال ان «هذا النوع من الكتابة الموسيقية (الغناء والكتابة للاوركسترا) لم يعد يجد منتجين حيث ان الشركات الانتاجية الكبرى لا يهمها هذا الموضوع، فبرأيها لماذا جمع 54 موسيقيا لعمل واحد اذا كان ذلك ممكنا مع ماكينتين أو ثلاث».

ويقدم الرحباني الابن خمس حفلات في قلعة دمشق تختتم مساء اليوم الثلاثاء.

وعبر الرحباني عن خيبة امله بالطريقة التي يتعامل بها الغرب مع الانتاج الموسيقي الشرقي. وقال «كان هاجسنا منذ 15 عاما ان نوصل موسيقانا العربية للعالم (...) لكن مع الوقت يمكن التأكد أن الأمر ليس بهذه البساطة».

وقد تعرضت مسرحية «صح النوم» لامتعاض الجمهور السوري عندما تم عرضها في دمشق أوائل العام الحالي بسبب غلاء الأسعار التي اعتمدتها اللجنة المنظمة لاحتفالات اختيار دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008، حيث اعتبرت مرتفعة السعر ولا تتناسب مع قدراتهم المالية. وبالرغم من هذا، عاشت دمشق عرسا حقيقيا لأن «الست فيروز» كما يسميها السوريون قدمت اروع ما لديها حيث أشعلت كل الحاضرين في دار الأسد للثقافة والفنون، ووسط احتفاء كبير بضيفة دمشق الكبيرة على الصعيد الرسمي والشعبي اعلنت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية عن تمديد عرض المسرحية لعدة ايام اضافية. وجسدت فيروز في العمل المسرحي شخصية بسيطة تعمل في سبيل العدل ورفع الظلم كمعظم أدوارها في المسرح الغنائي الذي قدمه الرحابنة وفق قالب فني طريف وموسيقي يسلط الضوء على مجموعة من قضايا المجتمع. وتعد مسرحية «صح النوم» من أفضل مسرحيات الرحابنة كونها تنطبق على أزمنة وأمكنة عديدة، فضلا عن حواراتها البسيطة وأغنياتها التي تتردد على كل لسان. وكانت مسرحية «صح النوم» التي كتبها ولحنها الأخوان رحباني قدمت على مسرح معرض دمشق الدولي في سبتمبر (أيلول) 1971. وكانت أعمال فيروز المسرحية مع الرحابنة توقفت بعد مسرحية «بترا» عام 1977 وبعد رحيل زوجها عاصي. ومن المعروف بأن التواصل بين فيروز ودمشق لم ينقطع عبر مسيرتها الفنية وهي التي غنت أجمل القصائد لدمشق وللشام بشكل عام لكبار الشعراء كالأخطل الصغير وعمر أبو ريشة وسعيد عقل ونزار قباني وغيرهم. يمكن للمتطيرين أن يصفوا مسرحية «صح النوم»، بأنها «جالبة نحس»، رافقها منذ تقديمها للمرة الاولى، فقد أوقفت عن العرض طوال ليال بعد أيام على افتتاحها في 28 سبتمبر (ايلول) 1970 عقب وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. وكان من المقرر ان تقدم في إطار «مهرجانات بعلبك» 2006. ذلك انه بعد العرض الخاص بأهالي المدينة عشية 12 يوليو (تموز)، اندلعت حرب إسرائيل على لبنان، والغيت كل النشاطات الثقافية والحياتية ولا تزال. وقد تسبب موافقة الفنانة اللبنانية فيروز على عرض المسرحية في دمشق الى اثارة حفيظة فريق كبير من اللبنانيين الذين يعتبرون ان فيروز بما تمثله من «رمز وطني» كبير لا يجوز لها ان تغني لجمهورها السوري، بدعوة من النظام الذي حملوه مسؤولية الاغتيالات في لبنان. لكن فريقا آخر اعتبر فيروز فوق أي توظيف لخدمة مصالح سياسية. فقد قامت الدنيا ولم تقعد من جانب بعض الاقلام السياسية والاعلامية التي انتقدت خطوتها هذه، معتبرة انها تساهم في إسقاط كرامة اللبنانيين. وبهذه المناسبة، كان لبعض الفنانين اللبنانيين موقف صريح من هذا الموضوع وما اثير حوله من جدل ونقاش. فهل يثار الجدل الأن مرة أخرى عندما تقوم احتفالية دمشق بانتاج البوم غنائي جديد للفنانة فيروز والتي تعتبر رمزا من الرموز اللبنانية.