مقتل طالب قطري في جنوب إنجلترا

في حادثة تقرع ناقوس الخطر حول الجرائم العنصرية

TT

توفي الطالب القطري محمد الماجد، 16 سنة، الأحد الماضي في أحد مستشفيات جنوب إنجلترا متأثراً من جروح إصيب بها في ما تعتقد الشرطة البريطانية أنه اعتداء ذو دافع عنصري. محمد، الذي كان يدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة «إي إف الدولية لتعليم اللغات» بمدينة هايستيغز الساحلية بمحافظة إيست ساكس، هوجم في ساعة متأخرة من ليل الجمعة الماضي خارج ناد للطلبة الأجانب ملاصق لمطعم كباب ووجبات سريعة، في أعقاب مشادة كلامية مع مجموعة من شبان المنطقة. وعلى الأثر نقل إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج لكنه توفي متأثراً بجروحه، في حين اعتقلت الشرطة أربعة شبان محليين يبلغون من العمر 17 و18 و20 سنة، وأجرت معهم تحقيقات أولية ثم أطلقت سراحهم بسندات كفالة على أن يصار إلى استدعائهم لمزيد من التحقيقات. وأوضحت المصادر أن محمد الذي تعرض لإصابات جسيمة في رأسه وجسمه كان يكمل آخر اسبوع له ضمن برنامج اللغات المكثف الذي يستغرق خمسة أسابيع. وحول الجريمة صرّح كريس أوزويك، من شرطة ساكس لـ«الشرق الأوسط» بأن الشرطة أوقفت أربعة أشخاص، لم تحدد أعمارهم أو هوياتهم، ثم أفرجت عنهم بسندات كفالة. وأردف «إننا نتعامل مع الحادث على أنه ذو طبيعة عنصرية، علماً بأن الجرائم العنصرية الدوافع تعد أمراً غير عادي في ساسكس». ومن ناحية أخرى نقل مراسلو الصحف البريطانية عن صاحب مطعم الكباب وهو كردي اسمه رمزي تنريفردي، 43 سنة، أن الشبان والفتيان المحليين كانوا قد بدأوا احتساء الخمر أمام المطعم وعندما طلب منهم الابتعاد شتموه. وفي هذه الأثناء اقتربت سيارة شرطة فطلب رمزي من الشرطيين مراقبة هؤلاء الشبان فوعد الشرطيون بأن يفعلوا لكنهم سرعان ما غادروا المكان، وخلال أقل من ساعة هاجموا محمد، الذي وصفه بأنه كان مثل أخ لكثيرين من رواد مطعمه، من دون أي مبرر أو استفزاز. وتابع رمزي أنه سبق له أن رفع أكثر من 20 شكوى للشرطة من تصرفات بعض الشبان في المحلة منذ فتح مطعمه عام 2005، مضيفاً «أي أهل يمكن أن يرسلوا أبناءهم إلى هذه المنطقة عندما يسمعون أن أشياء كهذه تحدث هنا؟». وكان الماجد ومجموعة من أصدقائه قد تعرضوا للهجوم عند مغادرتهم ناديا للطلبة الاجانب في هاستينغز وقام المهاجمون بركلهم وضربهم بزجاجات الخمر الفارغة. وقال ماجد الغانمة رفيق الماجد لصحيفة «الغارديان»: «كانوا ينادوني بصدام حسين واسامة بن لادن، وكنا فقط نريد ان ننجو منهم ولكنهم استمروا في مهاجمتنا ولم نستطع الفرار منهم».

ومن ناحيته قال عبد العزيز، أحد زملاء الماجد «نعاني من صدمة كبيرة من مقتل محمد فقد كان صديقا للكل. لا نستطيع ان نصدق ما حدث وبالتأكيد لن نعود الى هنا مرة أخرى».

الجرائم العنصرية من الأمور القليلة الحدوث في المناطق الريفية البريطانية مثل ساسكس، لكنها مألوفة في المدن الكبرى، وبالذات في لندن. ومنذ مطلع العام الحالي وقع ما لا يقل عن جريمة راح ضحيتها شبان معظمهم من الأقليات الإثنية أو الأجانب، وغالباً في حوادث طعن بالسكاكين في مناطق شرق لندن وجنوبها الشرقي وشمالها الشرقي. وكثيراً ما اعتبرت الجهات الأمنية ظاهرة الشجارات الدامية بين زمر الفتيان المتحدرين من أصول أفريقية من أخطر ما يمس أمن المواطنين الذي قد يسقط بعضهم ضحية عن طريق الخطأ.

غير أن جريمة قتل طالبين جامعيين فرنسيين يوم 29 يونيو (حزيران) الماضي هزّت بريطانيا كلها لفظاعتها ووحشيتها، وكانت فرق الإطفاء قد عثرت على جثتي الطالبين محترقتين في شقة أحدهما بعد تعرضهما لعشرات الطعنات بالسكاكين. وكان المحققون قد اعتقدوا في بداية الأمر أن الطالبين وهما لوران بونومو وغابريال فيريز (كلاهما في سن الـ23) قتلاً حرقاً بفعل الحريق الذي نشب في الشقة، غير أن التحقيقات أثبتت لاحقاً أنهما قتلا قبل أن يتم إشعال النار في الشقة بصورة متعمدة، وأنهما تعرضا للطعن عشرات المرات في الرأس والعنق والجذع، حيث تلقى بونومو 196 طعنة، في حين تلقى فيريز 47 طعنة.