في الخليج .. ليلة حنّة «رجاليّة» تستهدف خدود الشباب

تُقدمها صالونات حلاقة لتجهيز العريس لليلة العمر بأسعار تتخطى آلاف الريالات

تقدم صالونات الحلاقة لعملائها مواد صبغية بهدف إبراز مكامن الجمال ويدفع لأجل ذلك الزبائن أموالا مُبالغا بها من أجل ظهورهم بصورة أجمل (تصوير: سعد العنزي)
TT

في السعودية والخليج والعالم العربي أجمع تجد العروس نفسها محلاً لاهتمام كثير من القريبات، من حيث تجهيزها قُبيل ليلة زفافها بأيام، على اختلاف العادات التي تتمتع بها الدول العربية، بما فيها الخليجية، التي لا تختلف عن بعضها في تلك العادات.

السنوات الماضية، في منطقة الخليج، وفي السعودية على وجه التحديد، بدأت «صالونات الحلاقة» بالترويج عن برامج خاصة بها، تُخضع من خلالها العريس لعدد من عمليات التجميل، تمهيداً لليلة عمره، في خطوات لا تختلف كثيراً عن الخطوات والبرامج التي تخضع لها العروس، مع فرق التشبيه.

حلاقو المنطقة، وهم في الغالب من الأجانب العاملين في الخليج، خصصوا في غالبهم غرفاً خاصة لديهم، لتجهيز العرسان، عن طريق إخضاعهم لعدد من البرامج التجميليه، من بينها «الصنفرة، والحمام العربي، والتدليك للجسم، وتنظيف البشرة، وحلاقة شعر الرأس، وحمام زيت للشعر، وحمام زيت لكامل الجسم، وسيشوار الشعر، وحلاقة الوجه، والبخار، وموني كير، وبودي كير» الذي أصبح مُشابهاً لتلك البرامج التي تخضع لها العروس قبل أيام من ليلة عمرها.

بعض صالونات الحلاقة في العاصمة السعودية ابتكرت طريقة جديدة للترويج عن ما تقدمه من خدمات للعرسان، لا يتسنى لك الانضمام لها إلا عن طريق حجوزات مُسبقة تقوم بها جراء ما تشهده تلك المحلات من إقبال من قبل العرسان، خصوصاً خلال فترة إجازة الصيف في السعودية، وهي الفترة التي تلقى ارتفاعاً ملحوظاً في إقبال الشباب السعودي على إكمال نصف دينه، والأمر ذاته ينطبق على منطقة الخليج بشكل عام.

العريس بدوره، لا يخشى من المواد المُستخدمة، التي يراها قد تجعله شخصاً آخر عقب خضوعه لها، وهي التي قد تكون مُخفية لعيوب واضحة في بشرته، التي يرى أن ضرورة ظهوره بشكل أجمل، من أهم الأولويات في تلك الليلة، أسوة بالعروس.

العريس في ذاك الوقت، لا يأبه فيما يتعلق بالأسعار التي قد تصل في بعض الأحيان للخيالية، فما أن تُبدي رغبتك بالخضوع لبرامج تجهيز الـ«معاريس»، إلا وترى نفسك أمام كثير من الخيارات، التي من الممكن أن تُقدم لك من ذاك الصالون، أو الآخر، بل والبعض منها، قد يقودك للحضور للصالون ذاته، لأكثر من مرة ولعدة أيام، حتى يتسنى للحلاق أن يُخفي بعض ما يُثير غضبك في شخصيتك الخارجية، وهو ما قد يقودك لدفع أكثر من 2000 ريال للجلسة الواحدة (533 دولارا)، ناهيك من جودة المُستحضرات التجميلية، التي قد تُستخدم في تجميلك، إن كُنت ذاك الوقت راغباً في دخول «القفص الذهبي».

الجهات الرسمية ذات العلاقة في السعودية بدورها وضعت صالونات الحلاقة نُصب عينها من حيث الأدوات المُستخدمة، ومستحضرات التجميل التي تُستخدم على وجوه الزبائن، وفرضت عقوبات صارمة من حيث النظافة، في حين ألزمت جميع صالونات الحلاقة في العاصمة السعودية لاستخدام مواد حلاقة تُستخدم لمرة واحدة فقط، وهو الأمر الذي أثار حفيظة كثير من تلك الصالونات التي لم تجد مناصاً من تنفيذ أوامر تلك الجهات الرسمية ربما للكلفة التي قد تُخلفها تلك الضوابط المفروضة عليهم. تلك الجهات الرسمية وضعت مراقبة الاشتراطات الصحية، ضمن أولويات اهتماماتها، لما تؤديه بعض أدوات الحلاقة المُستخدمة لأكثر من شخص، من تلوث بالجراثيم، إضافة إلى تحول أدوات الحلاقة ذاتها، إلى وسيلة نقل للإمراض الوبائية.