ماجدة الصباحي: مشواري في السينما عشته بحب.. وأحن للحظة العودة

في ندوة تكرمها بمهرجان الاسكندرية السينمائي

الفنانة ماجدة أثناء ندوة تكريمها في مهرجان الاسكندرية السينمائي («الشرق الأوسط»)
TT

لم تتخل «عذراء الشاشة» ماجدة الصباحي عن حس الفكاهة وروح المرح التي تمتعت بها كبطلة للعديد من الأفلام. فبرغم تخطيها السبعين عاماً استطاعت ماجدة أن تدخل البهجة في مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي الذي يكرمها في دورته الحالية تقديراً لأعمالها الفنية وما أنتجته من أفلام عززت مسيرة السينما المصرية.

قالت رئيسة المهرجان إيريس نظمي، إن ماجدة من أهم المنتجات المصريات وقدمت أفلاما ستظل في ذاكرة السينما المصرية وتعتبر من كلاسيكيات السينما، حملت هموم وطنها وناقشت قضايا الطبقة المتوسطة، وتحمست لإنتاج فيلم «جميلة بوحريد» الذي عرض في جميع أنحاء العالم وحاز إعجاب الجميع وتسبب في بث غضب كل الشعوب المحتلة.

وقالت ماجدة لـ«الشرق الأوسط» «إن هذا التكريم يعكس مدى حب الناس، وهو ما لمسته بين جمهور المهرجان»، الذي حياها بحفاوة بالغة على أفلامها وأنهم لايزالون يشاهدونها بنفس المتعة. احترام الناس هو تاج على رأسي. وأضافت «الحمد لله أنا أعتز بمشواري السينمائي جداً وهو فضل من الله لما عانيته في سبيل تقديم أفلام هادفة.. وبروحها المرحة أضافت ماجدة: أنا «أم غادة العذراء «فقد كرست حياتي للسينما والفن تزوجت السينما، التي اقتلعتني من حياتي الخاصة فقضيت طفولتي ومراهقتي وشبابي وأنوثتي وأمومتي بين أحضان الاستوديوهات، مشواري السينمائي مشوار كفاح طويل وعذاب بدأ منذ اشتغالي بالسينما، عندما عارض أهلي دخولي الفن، باعتبار التمثيل مهنة لا تليق بالعائلات الكبيرة».. لقد عشت مع اللواء الصباحي مدير سجون طره، فكان الأخ الشرس، وأسرتي كانت من أصل ريفي من المنوفية، فكانت هذه الظروف تحتم عدم اشتغالي بالسينما. استعادت ماجدة بداية مشوارها السينمائي، عندما كانت طالبة في مدرسة الراهبات وذهبت في زيارة إلى استديو شبرا، وهناك قابلت المخرج سيف الدين شوكت ومسيو «سافو»، وما أن شاهد وجهها حتى شعر بأنه وجه سينمائي متميز. فطلب منها العمل معه، فرفضت إلا أن إلحاح صديقاتها شجعها، وتعاقدت على فيلم «الناصح» أمام اسماعيل ياسين، وأخفت عن أسرتها عملها بالسينما، وطلبت تغيير اسمها من عفاف إلى ماجدة حتى لا يعرف أحد من أسرتها وغيرت عنوانها واستبدلته بعنوان صديقاتها حتى لا تصل الجوابات إلى منزل العائلة. وتضحك ماجدة عندما تتذكر نصيبها من الاهانات الأسرية وتقول: عندما علم أحد أقاربها بأنها تمثل في السينما، كان مصيرها الحبس بين جدران المنزل، بل قاضت أسرتها أصحاب الاستوديو لاستغلالهم فتاة قاصر عمرها 15 عاماً، وانفصل والدها عن والدتها بسبب تصرفها، وتدخلت عائلات كثيرة، منهم الأباظية وعائلة الليثي لانقاذ الموقف. وعندما قامت بتمثيل فيلم «شاطئ الأسرار» تغيرت فكرتهم عن السينما ووافقوا على استمراري بها. وحول رأيها في أحوال السينما اليوم قالت «السينما في الماضي كانت تأخذ حقها في ذلك الوقت، أما الآن فالسينما لا تقدم شيئاً والفيلم ينتهي في أشهر معدودة، كما أنها تعتمد على ألفاظ بذيئة لمجرد إضحاك الناس». وتستطرد ماجدة «أنا مع المتعة والتسلية ولكن التسلية الهادفة التي تلقن الشباب درساً في الحياة، عندما كنت أقدم فيلما لم أكن أنتظر العائد وكم سيتكلف بل كنت أبحث عن مشكلة لأعرضها، فقدمت فيلم «العمر لحظة» عن الملحمة السياسية والعسكرية لنصر أكتوبر، واقترضت من البنوك لكي أنتج الفيلم، وأغلق مكتبي لأنني لم أستطع سداد الشيكات، رغم أنني قدمت فيلما وطنيا، فكان جزائي إشهار إفلاسي».

وتسترجع ماجدة ذكرياتها مع زميلاتها الفنانات «المنافسة بيننا كانت زمالة وحبا واحتراما، وتدفعنا للأفضل، عكس شباب اليوم.

وأكدت ماجدة أن انسحاب الدولة من الإنتاج السينمائي أعطى الفرصة لجماعات من التجار والمقاولين لدخول الفن السابع، وتقديم أعمال فجة ومسطحة، كما ارتفعت تكلفة الفيلم السينمائي بشكل كبير فلا يستطيع شخص بمفرده تقديم فيلم جيد كما كان في الماضي، واعتقد أن خروج الدولة من صناعة السينما أدى إلى تراجعها».

وأبدت ماجدة استعدادها للعودة إلى التمثيل، فإذا وجدت الفيلم الذي سيضيف لها لن تتردد، شرط أن يقدم قصة هادفة وفكرة جريئة وجديدة. وحول تجربتها في الإنتاج من شركة حملت اسمها. أكدت ماجدة أن الهدف وراء ذلك لم يكن طمعا في الربح المادي ولكن لإنتاج ما تؤمن به من قضايا نشأت وتربت عليها، ولم تكن تجد من يتحمس لإنتاجها لها في ذلك الوقت. وتتذكر ماجدة فتقول: «كان هدفي تقديم الأعمال الوطنية إلى جانب تحويل الروايات العظيمة لكبار الأدباء إلى أفلام سينمائية حيث كان منتجو هذه الفترة يخشون المغامرة بإنتاج النوعين معاً. فبدأت بفيلم «أين عمري» عن رواية الأديب الكبير احسان عبد القدوس، وشاركني بطولة الفيلم يحيى شاهين وزكي رستم وأحمد رمزي، وقام بإخراجه أحمد ضياء الدين. وحقق الفيلم نجاحا كبيرا عند عرضه. بعدها جذبتني أخبار المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد في الصحف وشجاعتها ووطنيتها التي كانت مثار احترام الجميع. وانفعلت بها كسيدة فعلت كل ما فعلت وهي في سن صغيرة فأحببتها وطلبت من الأديب والصحافي محمد جلال أن يجمع لي كل ما كتب عنها واستعنت باللجنة العليا للجزائر، واتصلت بالمخابرات العامة التي وفرت لي كل المعلومات والأحداث. وكان فيلم «جميلة» الذي يعد واحدا من روائع السينما المصرية، ومن إخراج العبقري الجميل يوسف شاهين .