تحدث مع الأسماك من دون حاجة إلى الغطس في مربى الشارقة للأحياء المائية

يضم أكثر من 250 نوعا من الكائنات البحرية

اطفال يكتشفون سحر عالم البحار («الشرق الأوسط»)
TT

متعة كبيرة تحسّ بها عندما تتابع مجموعة خلابة من الأسماك الملونة داخل حوض من الزجاج، لكن الأكثر إثارة هو الإحساس بحركة هذه المخلوقات الرائعة على بعد خطوات منك.

إنها مغامرة مشوقة يخوضها من يشدّ الرحال إلى «مربى الشارقة للأحياء المائية».

اللون الأزرق يسيطر بلا منازع على المكان، ابتداء بجدران مدخل البهو الرئيسي للمربى، والذي يبدأ منه الزائر جولته، حيث يشاهد نموذجاً لسفينة قديمة مهجورة «الدهو». ويطلّع على بيت الصيّاد القديم وأدوات الصيد التي يحتويها من «الليخ» الشباك، و«القراقير»، و«الميدار» الخيط . وعندما تتوغّل داخل المربى يطل عليك أكثر من مائتين وخمسين نوعاً من الكائنات البحرية تسبح وتتهادى على عمق تسعة أمتار تحت سطح البحر من دون أن تمل من مراقبتها. وشخصياً، دهشت من الجرأة المطلقة لقرش الشعاب المرجانية وهو يمرّ من أمامي دون خوف أو إحساس بالتوتر غير مبال بمن حوله.

إسماعيل الحمادي، أمين المربى، أوضح خلال لقائه مع «الشرق الأوسط» الهدف التعليمي بالدرجة الأولى من إنشاء هذا المربى، فقال: «يعاني طلاب المدارس عموماً من أزمة في المعرفة العملية وملامسة ما يدرّس لهم على أرض الواقع. وهنا في المربى نسعى إلى تدعيم المعرفة النظرية للطالب في ما يختص بالمخلوقات البحرية بتجسيد نموذج قريب من حياة الأخيرة في أعماق البحر».

والواقع أن المربى صمم بعناية فائقة، وروعي في تصميمه أن تعبر كل محتوياته عن البحر وما يحويه، سواء على شواطئه أو في أعماقه، وكذلك عن حياة الصيادين والأدوات التي كانوا يستخدمونها في معيشتهم، بجانب التطور الذي لحق بمهنة الصيد.

ولقد شهد المربى منذ افتتاحه زيارات مكثفة من قبل المراكز الصيفية في مختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة للإطلاع على المخلوقات المائية وحياة البحر. ويتوقع الحمادي أن تزداد الزيارات، ولاسيما، الرحلات المدرسية مع بدء العام الدراسي الجديد، مع العلم أن المربى يتبنى حالياً خطة خاصة للحصول على أكثر من خمسين نوعاً جديد من الأسماك خلال الأشهر المقبلة، وزيادة الثروة السمكية وتطوير طرق المحافظة عليها عبر توفير السبل المناسبة لتكاثرها ما يشكل في الحصيلة مشروعاً بيئياً متكاملاً. وإضافة لمناظر المربى الخلابة، تتاح للزوار فرصة ذهبية القيام برحلة بحرية بواسطة مركب ينطلق من الميناء في غرب الشارقة إلى ساحلها الشرقي وبالتحديد إلى خورفكان وكلباء. وهناك تلوّن أذرع الأخطبوط والشعاب المرجانية وأسماك شقائق النعمان بلونيها الأصفر والأزرق مياه الخليج في خورفكان، وتتماهى مع أشجار المانغروف «القرم» الحاضنة لشواطئ كلباء وجسورها، لتشكل معاً لوحة طبيعية، وخدمة بيئية لمحاربة التصحر وجذب الكائنات الحية.

مما يستحق الذكر، أن المربى يفتح أبوابه للزوار خلال شهر رمضان المبارك طوال أيام الأسبوع من الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة الواحدة ظهراً، ومن الساعة الثامنة والنصف وحتى العاشرة والنصف مساءً ما عدا يومي الأحد والثلاثاء. ويبلغ سعر التذكرة للشخص البالغ 20 درهما في حين تبلغ تذكرة الأطفال فوق سن الخامسة عشرة دراهم أما للأطفال الصغار دون الخامسة فالدخول مجاني.