برنامج للطبخ يحرم رئيس وزراء تايلند من منصبه

المحكمة الدستورية تقصيه عن الحكم بسبب برنامجه التلفزيوني

رئيس وزراء تايلند ساماك سوندارافيج يعد من أشهر مقدمي برامج الطهي على شاشات التلفزيون التايلندي (إ.ب.أ)
TT

من قال إن ثمة تعارضاً بين السياسة والطبخ؟ ألا تستخدم مصطلحات «مطابخ السياسة» للإشارة إلى دوائر رسم السياسات؟ ثم أليس اللقب المألوف لدهاة الأحابيل السياسة هو «طابخو المؤامرات»؟

لذا استغرب البعض إثارة مشكلة حول رئيس وزراء تايلند، ساماك سوندارافيج، بسبب إصراره على تقديم برنامج تلفزيوني عن الطبخ. والمعروف عن ساماك أنه من أشهر مقدمي برامج الطهو على شاشات التلفزيون التايلندي، وقد استمر عرض برنامجه التلفزيوني والإذاعي لمدة سبع سنوات متواصلة حتى الانقلاب العسكري الأخير عام 2006. وحتى بعد اختياره رئيساً للحكومة تعهد بأنه بينما سيتولى منصبه السياسي الرفيع سيعود إلى تقديم برنامجه وسيعد كالعادة أطباقه أمام الجمهور. ولكنه لما نفذ تعهده أثار أمس ازمة ذات طابع دستوري عندما حكمت المحكمة الدستورية أنه باحتفاظه بوظيفته كـ«شيف» – أو كبير طهاة – على التلفزيون ينتهك الدستور مما يحرمه تلقائياً من ممارسة مسؤوليات منصبه السياسي.

ويلاقي برنامج «التذوق والشكوى» نجاحا كبيرا في تايلاند حيث يعتمد فيه ساماك على تقديم وصفات أكل خاصة به مع الحديث في الوقت ذاته حول المواضيع المثيرة للاهتمام في البلاد.

ولد ساماك سوندارافيج يوم 13 يونيو (حزيران) 1935 في العاصمة التايلندية بانكوك لعائلة لها أصول صينية. وتلقى تعليمه في كلية سانت غبريال الكاثوليكية الخاصة الراقية في بانكوك، ثم درس في جامعتي تاماسات وشولالونغكورن الشهيرتين في العاصمة أيضاً وفي كلية بريانت أند ستراتون بالولايات المتحدة. وبجانب هواية الطبخ التي أتقنها وبرع فيها، دخل ساماك مضمار السياسة في عقد الستينات من القرن الماضي عندما انضم إلى الحزب الديمقراطي عام 1968 الذي ظل فيه حتى 1976 ومن ثم انضم إلى الانشقاق اليميني فيه، بدعم من الجيش، وتولى منصب نائب وزير الداخلية حيث تشدد في ملاحقة الناشطين اليساريين. أيضاً عرف عن ساماك المتزوج من سيدة أعمال وهو أب لولدين، أنه مقرب جداً من الملك بوميبول والملكة سيريكيت التي وصفت ذات يوم بأنها المرأة الأكثر أناقة في العالم. وفي ما بعد واصل «طباخ السياسة والتلفزيون» مسيرته صعوداً رغم تعرضه لعدة تعثرات على الطريق. ففي أواخر عام 1976 أصبح وزيراً للداخلية في حكومة الرئيس تانين كرايفيكسيين اليمينية. وفي عام 1979 أسس حزبه اليميني براتشاكورن التايلندي وحقق معه انتصاراً كبيراً، مكتسحاً غالبية مقاعد العاصمة. وعزز الحزب موقعه في انتخابات 1983. وتولى ساماك منصب وزير النقل بين عامي 1983 و1986 ثم بين عامي 1990 و1991. ثم في عام 1992 أصبح ساماك نائباً لرئيس الوزراء الجنرال سوتشيندا كابرايوون اليميني المتشدد، ودافع عن سياسات الحكومة القمعية ضد الحركات الديمقراطية، علماً بأنه صدر بحقه عام 2007 حكم بالسجن لمدة سنتين، لكن تنفيذ الحكم أوقف بعد استئنافه. وبين عامي 2000 و2003 تولى ساماك منصب محافظ العاصمة بانكوك، وانتخب عام 2006 عضواً في مجلس الشيوخ قبل أن تلغي السلطات الانقلابية الانتخابات. وفي عام 2007 انتخب زعيما لحزب القوة الشعبية ـ الذي ما زال يتزعمّه. ثم في وقت سابق من العام الحالي أسندت إليه رئاسة الحكومة، بدعم من مناصري رئيس الوزراء السابق ثتاكسين شيناواترا. ولكن بدأت في يونيو الماضي سلسلة مواجهات وطعون بينه وبين المعارضة توجت أخيراً بقضيته أمام المحكمة الدستورية.