أسبوع نيويورك لموضة الربيع والصيف المقبلين .. مفاجآت وتفاؤل

.. ولا يزال العرض مستمرا

TT

قد تكون الأزياء العملية هي المتوقعة في اسبوع نيويورك لربيع وصيف 2009، نظرا للأوضاع الاقتصادية الراهنة، لكن لا بد من مفاجآت وجرعات من الألوان وبعض الترف، وإلا جاء الاسبوع عاديا إلى حد الملل.

أكبر مفاجأة تمثلت في قطعة قديمة تسيّدت الكثير من عروض الأزياء، ألا وهي الكورسيه، الذي استعمل في تشكيلات كل من مونيك لويلر، بيتسي جونسون، بيتر سوم، لوكا لوكا، الثنائي بروانزا شولر، إسحاق مزراحي وهيرفيه ليجير وغيرهم، وكل على طريقته، إلى جانب فساتين الـ«هولستون» ذات الكتف الواحد، ما يشير إلى أولا: قوة حقبة التسعينات، وثانيا: إلى مدى الإقبال على الاناقة البسيطة هنا في التفاحة الكبيرة. كانت هناك مفاجآت اخرى، ليست كلها أنيقة، إذا أخذنا بعين الاعتبار عرض المصمم النيويوركي جايكوبس الخاص بخطه «مارك باي مارك جايكوبس» الموجه لزبوناته الصغيرات، والذي شابته بعض الغرابة، من خلال أزياء مقلمة واخرى منقوشة تستحضر موضة الثمانينات بكل تفاصيلها. وربما تكون هذه التفاصيل هي بالذات التي تعني انها كان يجب ان تبقى جزءا من هذه الحقبة، لا سيما أنه لم يطورها بشكل يتناسب مع الوقت الحالي. أما أجمل ما قدمه فكان عبارة عن فساتين للنهار من الأورغنزا تحمل كل لمساته الشابة والحيوية. أما في عرضي كل من الصينية فيفيان تام والبريطاني ماثيو ويليامسون، فكان الجو مختلفا، اكثر انتعاشا وانطلاقا وتفاؤلا، حيث تراقصت الألوان المتوهجة مثل الأحمر القاني وألوان البحر والشعاب المرجانية والزمرد على أقمشة تكاد تشعرك بتحرك النسيم عند كل خطوة تقوم بها العارضة. فهي ناعمة وخفيفة ومترفة، تليق بالفصلين الموجهة إليهما، إلى جانب نقوشات مطبوعة بالورد والأزهار المتفتحة، بأحجام مختلفة، قالت المصممة تام إنها تتفاءل بها وتعتبرها رمز السعادة والنجاح. وربما كانت هذه نفس فكرة ماثيو ويليامسون، الذي يعرف جيدا ان زبوناته يردن الألوان المتوهجة لأنها تدخل السعادة على نفوسهن وتحسن أمزجتهن، وبالتالي جعلها ماركته المسجلة. كما أنه، وفي الوقت الذي ابتعد فيه العديد من المصممين عن استعمال الأحجار والخرز والترتر وغيرها، على اساس انها تكلف كما لا تناسب الأوضاع «التقشفية» الحالية، فإنه اعتمدها بشكل واضح، معتبرا ان هذا أنسب وقت لاستعمالها، حتى يبعد المرأة عما يجري حولها. فالموضة عموما والازياء خصوصا هي بيع الأحلام وليس تحليل الاوضاع. تشكيلة المصمم الأميركي دينيس باسو، أيضا كانت تعبق بأجواء المنتجعات الصيفية، استلهمها من الأفلام القديمة التي كانت تصور المرأة في أبهى أناقتها في كل الاوقات، حتى عندما كانت تتناول وجبة إفطار مع عائلتها. تضمنت التشكيلة ايضا نقوشات من الطبيعة مثل الأزهار المتفتحة والألوان المعدنية. المصممة بيتسي جونسون، التي عودتنا دائما على عروض مشوقة ومرحة، لم تخيب الأمل هذه المرة من خلال عرض مأخوذ من قصة «البيت الصغير في البراري» قدمت فيه قطعا مطبوعة بشقاوة لذيذة، لكن أيضا جد عملية وواقعية. فهذه المصممة تركز بذكاء على طريقة العرض وعلى الاكسسوارات والماكياج وحركة العارضات لخلق جو المرح والشقاوة، وليس الأزياء. فهذه تبقى واقعية تجمع بين الاناقة والعملية النيويوركية. بدورها قدمت المصممة جوانا ماسترواني، مفاجأة جميلة من خلال تشكيلة تضج بألوان صارخة، مثل الأحمر، الوردي، الفوشيا، المرجان، البرتقال وغيرها، وكأن هذا لا يكفي فقد انهت العرض بفستان زفاف أبيض كان مفاجأة غير متوقعة.

المصمم ديريك لام، من جهته، قدم تشكيلة مفعمة بالأناقة «السبور» الماركة المسجلة لنيويورك عموما، ولهذا الموسم خصوصا، لكنه كان من بين قلة نجحوا في الجمع بين الرقي والأناقة. في البداية ارسل عارضاته في أزياء بألوان هادئة جدا تقارب لون البشرة، من الجرسيه وحرير الجورجيت، تلاها بمجموعة «سبور» أيضا تشمل معاطف خفيفة فوق فساتين من الجرسيه مستقيمة تحددها أقمشة من نفس القماش واللون، أي انه جزء من الفستان. ديريك لام لم يلجأ، مثل باقي المصممين، إلى تقنية «الدرابيه» والطيات الكثيرة لخلق أشكال مريحة ومنسابة، بل اختار هذه الأحزمة لإعطاء كل القطع التي طرحها حركة يمكن للمرأة ان تطوعها حسب مزاجها والمظهر الذي تطلبه.