مسلم ألماني يواجه حملة الكاريكاتيرات المسيئة بقمصان تشرح الإسلام

«تي شيرتات» عليها عبارات تنادي بالحجاب ومبادئ الإسلام السمحة

TT

عندما نشرت صحيفة دنماركية صورا كاريكاتيرية مسيئة للرسول محمد تباينت ردود الأفعال بين مظاهرات قام بها مجموعات من الشباب المسلم، ودعوة لمقاطعة المنتجات الدنماركية، اضافة الى حوارات سلمية بين المسلمين وغير المسلمين، ولكن الشاب المسلم (مليح قسمان) الألماني الجنسية والذي يتحدر من أصول تركية، كانت له ردة فعل مختلفة، حيث قام بتصميم قمصان (تي شيرتات) له ولأصدقائه عليها رسوم جذابة ورسائل صريحة وذكية عن الإسلام، قاموا بارتدائها في الأماكن العامة.

يقول «مليح» عن مشروعه في اتصال خاص معه لـ«الشرق الأوسط» أن العلاقة بين الغرب والمسلمين كانت في غاية التوتر خاصة بعد موضوع الرسوم الكاريكاتورية، ومما زاد الطين بلة انعدام التواصل بين المسلمين وغير المسلمين، ففكر في طريقة لخلق حوار بين الجانبين ووجد ان أفضل وسيلة لبدء حوار أو حديث هو إثارة فضول الطرف الآخر فاستغل التصاميم والرسومات لبدء حديث ودي مع غير المسلمين. وقد نجحت فكرته وسأل الكثير عن هذه القمصان وطالبوه بتوفيرها لهم.

ومليح البالغ من العمر 32 عام درس التصميم الجرافيكي في مدينة درتموند، وقد عمل في تصميم الشعارات والرسم على الجدران لعدة سنوات مما زاد من خبرته وصقل موهبته في التصميم. ويقول مليح ان الهدف من (اسلام ستايل) وهو الاسم التجارى الذى اختاره للمنتجات التي يقوم بتصنيعها، وتشمل قمصانا وكنزات وحقائب وملابس للأطفال وأكوابا، هو نشر الاسلام بطريقة سلمية وذكية، فهو يريد من شباب الأمة الاسلامية أن يكونوا واثقين من هويتهم الاسلامية، خاصة في الدول الغربية حيث المسلمين أقلية، ويحتاجون الى الدعم والتذكير بالسنة والقرآن الكريم.

ويشير مليح أن نقطة التحول لماركته التجارية كانت بعد حضوره للاجتماع السنوي للشباب المسلمين (في المانيا) عام 2007 حيث قام ببيع جميع القمصان التي احضرها معه، وقرر بعدها اطلاق (اسلام ستايل) بشكل احترافي تجاري وأطلق موقعه الالكتروني في رمضان عام 2007 .

وحين سألنا مليح عن هوية زبائنه، أجاب بأن معظم زبائنه من المسلمين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15ـ35 عاما. وأن لديه زبائن كذلك من غير المسلمين المتفتحين والمتفهمين لحقيقة الدين الاسلامي والذين يدركون أهمية التعايش بسلام مع الآخرين، كذلك كثير من غير المسلمات واللاتي لديهن صديقات مسلمات يشترون هذه القمصان التي تدعم قضية ارتداء الحجاب كنوع من الولاء والدعم لصديقاتهن واللاتي قد عانين من اضطهاد المجتمع لهن نتيجة ارتداء الحجاب.

وأشار مليح إلى أن رسالته للعالم واضحة وصريحة جدا، فهو وفريق عمله من الشباب المسلمين يرغبون من خلال (اسلام ستايل) تذكرة المسلمين بدينهم وواجباتهم، ومن جهة أخرى يحملون رسالة واضحة ومباشرة للناس في كل مكان. فالناس في مواقف الباصات، القطارات والمكاتب سيشاهدون هذه الرسائل ويشعرون بالفضول حيالها فيسألون عنها وهذا هو هدفنا. وأضاف مليح أن موقعهم على الانترنت هو أكثر الطرق فعالية لتسويق منتجاتهم والتعريف بها، بالاضافة الى المحلات التجارية ومراكز التسوق والمهرجانات.

ويرى مليح أن السر في نجاحه يكمن وراء مصداقية رسالته وأنها تصل للقلب، وهي السبب الأساسي لنجاح تصاميمه فالمسلمون في جميع أنحاء العالم كانت لهم ردود فعل ايجابية نحو هذه الرسائل، لشعورهم بصدقها. فالخلط بين الرسالة الإسلامية والتصاميم المتطورة الجذابة هو الذي صنع اسمه التجاري. مضيفا أن لديه الكثير من الأفكار هو وفريقه من المبدعين منها التصاميم الخاصة بالشوارع والتي تحمل الطابع الإسلامي، وستطرح للبيع على شكل ملصقات للجدران وقطع محاكة باليد.