العم أنور.. فنان «السيلويت» يقتنص ظلال الوجوه في حي الحسين

افتتحت أم كلثوم أولى معارضه

أنور محمد ومعرضه الموسمي لفن «السيلويت» على الرصيف («الشرق الاوسط»)
TT

في ميدان الحسين وسط قاهرة المعز حيث تتنوع الوجوه وتتمازج الأصوات، يتخذ العم أنور محمد، أحد رواد فن «السيلويت» (الظلال) من أحد مباني«هوَّايات» نفق الأزهر معرضا موسميا له، فعلى الرغم من انه سكندري يقيم في عروس المتوسط، وبالتحديد في ضاحية ميامي، لكنه يفضل أن يقضي شهر رمضان الكريم في حضرة حي الحسين، حيث يجتمع المصريون والسياح من الجنسيات العربية والغربية يقضون لياليه الجميلة في أحضان العبق التاريخي.

ورغم كثرة ما يُعرض في هذه المنطقة الشعبية، إلا أن زائر الحسين لا بد أن يلحظ تجمع الكثيرين حول العم أنور، وهو يرسم لأحد المارة ظله، بينما ينتظر آخرون دورهم للرسم. ويختلف العم أنور عن غيره من الرسامين، فالرجل لا يستخدم الألوان في لوحاته ولا يستخدم الريشة في رسمه وإنما يستخدم المقص يشكل به لوحته على الورق الأسود المقوّى، وكل ما يحتاجه هو نظرة جانبية للشخص المراد رسمه و20 ثانية ينهي خلالها الصورة وذلك مقابل خمسة جنيهات فقط (أقل من دولار واحد).

في أوائل الستينات من القرن الماضي كان العم أنور على موعد مع فن «السيلويت» عندما شاهد صورة لأحد أصدقائه رُسمت له أثناء وجوده في العاصمة الفرنسية باريس، ومن وقتها بدأ يتمرن على هذا النوع من الفن ليبرع فيه قبل أن تفتتح له سيدة الغناء العربي أم كلثوم أول معارضه في عام 1968، ومن وقتها أصبحت الظلال وفنها ظلاً ملازما للعم أنور لا يفارقه، وتحولت إلى مصدر رزق يقتات منه.

يقول العم أنور «ساعدني رسمي بالفحم كثيرا على إتقان الرسم، ولكن «السيلويت» تعتمد أكثر على السرعة على خلاف الرسم بالفحم، وإضافة إلى ذلك فالرسم بالفحم يسعى لإظهار ملامح الإنسان، لكن «السيلويت» يرسم الظلال فقط رغم اعتماد الاثنين على الأبيض والأسود في الرسم.

شخصيات عديدة قام برسمها العم أنور بداية من أصدقائه الذين تدرب عليهم وانتهاء بالوزراء ورؤساء الحكومات بل ورؤساء الدول أيضا، حيث قام برسم الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس الليبي معمر القذافي، كما قام برسم كوكب الشرق أم كلثوم، إضافة إلى رئيس وزراء مصر الراحل عاطف صدقي. ويقول العم أنور «لا أحتاج سوى 20 ثانية حتى التقط ميزة في وجه الشخص قبل أن أرسمه»، ويفخر بالقول قائلا: إنني حتى لا احتاج للعشرين ثانية كاملة بل لاثنتين فقط لتحديد ما سأرسمه والباقي يكون في التنفيذ، حتى إنني قد أرسم أشخاصا بدون رؤيتهم من خلال الخيال فقط.

واستطاع الفنان أنور أن يخرج بهذا الفن من منطقة الحسين ليصل بها إلى معارض دولية كثيرة «شاركت في أكثر من 20 معرضا وحصلت على شهادات تقديرية كثيرة، وكانت آخر مشاركاتي في إحدى المعارض في دبي».

ويشير أنور إلى أن فن «السيلويت» لا يوجد من يتقنه في مصر سوى الفنان رأفت وجدي والفنانة الراحلة فتنة مؤمن.

وطبقا لموسوعة ويكابيديا، فإن «السيلويت» ينسب إلى أحد الوزراء الفرنسيين يدعى(Etienne de Silhouette) حيث كان يصنع أشكالا من الورق الأسود ويقطعها بالمقص ويلصقها على ورق أبيض فيكون الشكل ذا تباين حاد.

ويعتمد هذا الفن في الأساس على الرسم، لذلك يجب أن يكون فنان «السيلويت» رساما جيدا. كما يتميز بالبساطة حيث يعتمد علي أدوات بسيطة وهي المقص والورقة البيضاء والسوداء ولا يستغرق تنفيذه الكثير من الوقت.