معرض الفنان الفلسطيني مروان عثمان في دمشق

منحوتات تستلهم التراث القديم

منحوتتان من معرض مروان عثمان بدمشق («الشرق الأوسط»)
TT

احتضنت أخيراً قاعة المعارض بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة بدمشق معرضا للنحات الفلسطيني: مروان محمد عثمان. وحول المنحوتات والأسلوب الذي استخدمه والمواضيع التي تناولها في أعماله، ال الفنان عثمان لـ«لشرق الأوسط» اتبعت أسلوباً خاصاً بي ولكن انتمي لعدة مدارس؛ فهناك نحت وحفر وتجريد وكلاسيك وهناك أعمال مستوحاة من تراث بلاد الشام القديم ومن الحياة المعاصرة التي نعيشها فكان لدي مواضيع كثيرة وغنية لمنحوتاتي وتمكنت من إنجاز أعمال جميلة بشهادة العديد من المتابعين والمتلقين. ومن المنحوتات التي عرضتها المسجد الأقصى والجامع الأموي، ومن البيئة الاجتماعية التي نعيشها. وعدد القطع المعروضة 47 منحوتة؛ ومنها أشكال بشرية وحيوانية برموز وتعابير متنوعة وذات دلالات معينة فمثلاً منحوتة الفيل قصدت منها إبراز عواطف هذا الحيوان فهو معروف عنه حنانه الكبير وعاطفته الجياشة، فإذا فقد عزيزا عليه فإنه يبكي عليه كثيرا وكلما مرّ من أمام مكان موته يقوم بشم الأرض والبكاء ولو بعد سنين من افتقاده فهو لا ينساه؟!.. ومن المعروضات أيضاً أوابد تاريخية أثرية.

وهو المعرض الشخصي الأول لي ولكن شاركت في معارض جماعية عديدة ولي مقتنيات في متحف دمشق الوطني. أما مراحل إنجاز العمل وتحضيره، فإن أي عمل يستغرق إنجازه حوالي 15 إلى 20 يوماً وهناك منحوتات قد تستغرق ستة أشهر، وذلك حسب موضوع المنحوتة وحجمها ولكن أحياناً اترك العمل في منحوتة لأتابع في منحوتة أخرى حتى أنجز الجميع، والأدوات والمواد التي أستخدمها ـ يتابع عثمان ـ آتي بالخامة وهي من خشب السنديان أو الزان أو الجوز وهي من الأخشاب المعروف بصعوبة التعامل معها ولكنها تعطي منحوتات جميلة. والأدوات التي أستخدمها بدائية جداً ومنها نسلات حديد قمت بجلخها وتحضيرها كنماذج أحتاجها في عملي النحتي، وهناك المبارد والبخ اللوني القليل مع المحافظة على اللون الأساسي للمنحوتة، أما الفرق بين عملي النحتي والفن التشكيلي في النحت، فهناك مدارس مختلفة أيضاً في النحت، ومنها التعبيري والتجريدي والإيحائي والكلاسيكي والتصويري والسوريالي. وأنا بدأت بالكلاسيكي ومن ثم تحولت إلى التعبير مع استخدام الرمز كذلك استفدت من عملي الدائم في مديرية الآثار، حيث أعمل في مجال الترميم، فهذا ساعدني على إنجاز الأعمال النحتية بتقنيات فنية وكنت أساعد زملائي في ترميم الأيقونات، وهي من أصعب أعمال الترميم في مقتنيات الآثار لدقتها فكنت أرمم الجانب الخشبي من الأيقونة مع إضافة لمسات فنية عليها.