معرض تشكيلي للفنان بختيار رؤوف في السليمانية

استخدم أخشابا لمنحوتاته بألوانها الطبيعية

TT

افتتح الفنان التشكيلي الكردي الشهير بختيار محمد رؤوف معرضه الجديد يوم 6 سبتمبر الجاري، بمدينة السليمانية، الواقعة في كردستان العراق. واستمر لأربعة أيام، حضر خلاله مئات من محبي فن النحت. إذ قدم رؤوف فيه عددا من المنحوتات التي عملها من أخشاب في إقليم كردستان العراق من دون استخدام ألوان أو أصباغ. وحملت الأعمال التي كان بعضها على هيئة وجه انسان وقفاه على شكل طيور وحيوانات ورموز وتعابير أخرى، عناوين وأسماء خاصة مثل رأس الأسد ووجه إنسان من العصر الحجري القديم أو رمز يوحي إلى أزلية الحياة وغيرها.

«الشرق الاوسط» التقت الفنان بختيار في معرضه، فسلط الضوء على جانب من أعماله المعروضة بالقول: «أعمال هذا المعرض يمكن تقسيمها الى ثلاث مجموعات: الاولى هي الاعمال التي اقتبست أفكارها من وحي المحيط الذي من حولنا او من البيئة والطبيعة كصور الطيور او انصاف البورتريه التي تعكس جسد الانسان او رؤوس بعض الحيوانات، أما المجموعة الثانية فتمثل الرموز والاجسام المصنوعة من نوع خاص من الاخشاب التي توفرت فيها مقومات تحويلها الى تحف فنية او رموز دالة بعد اضافة اللمسات الفنية عليها وهي اعمال غير مألوفة وجديدة وغريبة على أعين الزوار ومحبي الفن التشكيلي، والمجموعة الثالثة تضم الاعمال التي استوحيت افكارها وتصاميمها من القصص الخيالية والاساطير القديمة الموجودة في الادب الكردي او في ادبيات الشعوب الاخرى وعملت على تحويلها الى مجسمات تعكس او تجسد تلك الرموز او الشخصيات التي يرد ذكرها في الاساطير والقصص الخرافية».

وبخصوص نوعية الاخشاب التي استخدمها في أعماله وأحجامها قال الفنان رؤوف «هذا المعرض ضم 58 عملا بأحجام مختلفة بدءا من 10 ـ 68 سنتيمترا، وقد استخدمت في هذه الاعمال الاخشاب المحلية اي المتوفرة في اقليم كردستان فقط مثل اخشاب اشجار الجوز والزيتون والبلوك والدفلة، ولم استخدم الاصباغ المعتادة في هذه الاعمال باستثناء لونين متضادين من الوان الباودر وذلك لتمييز العمل الفني عن القاعدة التي ينصب عليها، وهذان اللونان يستخدمان في تلوين الاخشاب فقط، وهي ليست اصباغا فنية كالتي تستخدم في رسم اللوحات الفنية العادية».

واكد النحات بختيار ان الاقبال على مشاهدة اعماله الفنية كان هائلا وقد طلبت منه منظمة اجنبية تعمل في كردستان وتعنى بالشؤون الفنية وخصوصا الفنون النادرة تمديد فترة معرضه على قاعة اكاديمية الفنون الجميلة بالسليمانية لإتاحة المزيد من الفرصة امام الزوار الاجانب، وانه ينوي اقامة المعرض في العاصمة اربيل ودهوك في وقت لاحق من هذا العام .

هذا وكان بختيار قد بادر العام الماضي الى بناء قاعة فنية ضخمة على سفح جبل بمو القريب من بلدة خانقين حيث مسقط رأسه وعلى نفقته الخاصة وبجهود فردية بحتة، تمهيدا لتحويلها الى اكاديمية للفنون التشكيلية وتطوير هذا الفن الراقي في اقليم كردستان، وطلب في ضوء ذلك المساعدة مرارا من الجهات المعنية في الاقليم لتقديم العون والمساعدة له في تطوير مشروعه إلا ان طلبه لم يلق أذنا صاغية فأجهض ذلك المشروع الفني بسبب التمويل. وتجدر الإشارة إلى أن النحات بختيار اقام حتى الان 40 معرضا فنيا بصفة شخصية او بالاشتراك مع كبار الفنانين داخل وخارج كردستان او بالتعاون مع جهات فنية اجنبية عديدة منذ عام 1991 وحتى 2008، وله الكثير من الاعمال الفنية النادرة، ويتميز بكونه النحات الوحيد في كردستان الذي يصنع اعمالا فنية لا تزيد احجامها عن بضعة سنتيمرات.