الفرنسي لافيلييه يعود إلى المدينة التي غنى لها

تستضيف قاعة الميوزك هول في بيروت مساء الأحد المقبل المصادف 28 سبتمبر (ايلول)، المغنّي الفرنسي برنار لافيلييه، ليقدم مجموعته الجديدة التي تحمل عنوان Samedi Soir à Beyrouth او «مساء السبت في بيروت». لافيلييه هو أحد أبرز رموز الأغنية الفرنسية الملتزمة. وكان قد زار العاصمة اللبنانية في فبراير (شباط) 2006، ليعود اليها «راقصا على فوهة بركان»، فهو يرى هذه المدينة «امرأة يائسة ومرحة. فيها مسحة سماوية وتستحق المغازلة».

هذه الـ«البيروت» كانت أكثر من محطة عابرة، ربما لأن لافيلييه عاش بعض جنونها الامني، عندما تعرضت منطقة الاشرفية الى «غزوة متطرفة» على خلفية الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية، فأعاد صياغة ما شهده صوراً وانفعالات ومشاهدات تمزقها التناقضات التي استوقفته، فعبر عنها بنظرة نقديّة استحقت منه الأغنية والعنوان وحطت رحالها على غلاف ألبوم كامل ضمّ مجموعة من الأغنيات الجديدة.

وليس غريبا على برنار أوليون (اسمه الحقيقي)، هذا الجنوح الى نبش التناقضات العنيفة للمدن، فهو المولود في عائلة متواضعة، كان ولداً شقياً. عرف السجن صغيرا في الثالثة عشرة بعد قيامه بأعمال خارجة عن القانون. كما عرفه كبيرا في التاسعة عشرة، عندما سافر إلى البرازيل، ثم سجن لمدة سنة بعد عودته في العام التالي، بتهمة فراره من الخدمة العسكرية. وبعد الإفراج عنه، بدأت مسيرته الفنية، فأصدر أولى أغانيه الخاصة عام 1967، ومن ثم أسطوانته الأولى بعد سنة، ونشط في الغناء داخل المعامل في أيار (مايو) 1968، في عزّ الثورة الطلابيّة التي غزت باريس ودمغت تلك المرحلة.

في السبعينات، بدأ لافيلييه جولة حول العالم ما زالت مستمرة. وثقها في أغنيات تحمل اسماء البلدان التي زارها، من إسبانيا الى البرازيل وسان سلفادور ونيويورك وهافانا ونيكاراغوا وصولا الى بيروت.

وقد تبنّى لافيلييه أنماطاً موسيقية عدة لضبط إيقاع أغانيه وتوزيعها. ولعل جولاته تركت بصمتها على موسيقاه فراح يتنقل بين الروك آند رول والسول والبلوز والروك التطوري، والإيقاعات اللاتينية من سامبا وبوسا نوفا... إضافة إلى الإيقاعات الأفريقية. وأخيرا ادخل الى الحانه موسيقى الـ«ريغي».

وكان لافيلييه قد زار لبنان عام 1982 ولمس ان عاصمته تغيرت وبقيت نفسها في الوقت عينه. لذا لم يغادرها الا بنص شعري سرعان ما تحوّل الى اغنية سوف يقدمها مع باقي اغنيات الالبوم مساء الاحد 28 الجاري.