مسرحية فولكلورية للأطفال تحظى بإقبال طيب في عاصمة كردستان العراق

المؤلفة سيمين شريف تركز على جمع الإمتاع ومغزى انتصار الخير على الشر

المؤلفة سيمين شريف
TT

برعاية من وزارة الثقافة في اقليم كردستان العراق عرضت على قاعة عالم الأطفال في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق، منذ الاثنين الماضي لبضعة أيام مسرحية تعليمية للأطفال بعنوان «تيتلة وبيبلة» للمؤلفة والشاعرة الكردية المعروفة سيمين شريف. وتتمحور قصة المسرحية المقتبسة من الحكايات الفولكلورية الكردية القديمة الخاصة بالاطفال حول الصراع بين الخير، الذي يمثله في المسرحية الماعز، والشر الذي يمثله الذئب الذي يفترس جديان الماعز واحداً تلو الآخر بدهائه وغدره. وتعرض كاتبة المسرحية ومشرفها الفني كيف ان العنزة تتصدى للذئب المفترس بقرنيها الحادين وتغرسهما في بطنه حتى تقضي عليه دفاعاً عن ما تبقى من جديانها وثأراً لما قتله منها في السابق. سيمين تقول: «ان قصة المسرحية جسّدت الصراع الازلي بين الخير المنتصر والشر المهزوم في نهاية المطاف، لا محالة. والغاية منها الإيحاء للأطفال الذين يشاهدون المسرحية بأن الخير سينتصر مهما طال الزمن. ومضمون هذه القصة واسمها مستوحيان من الأدب الكردي القديم والقصص الفولكلورية الخاصة بالأطفال، وقد أدخلت على النص بعض التغييرات والتحويرات لتكون أقرب الى ذهنية الأطفال في عصرنا الراهن».

واكدت سيمين (52 سنة) في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» ان المسرحية التي أخرجها الفنان الكردي المعروف لالو رنجدر «حققت نجاحاً ملموساً منذ اليوم الاول للعرض وكان إقبال أطفال المدارس في أربيل على مشاهدتها مذهلاً»، مشيرة الى انه سبق للمسرحية ذاتها أن عرضت في مدينتي سنة وبوكان بكردستان الايرانية في وقت سابق من العام الحالي. وأوضحت سيمين انها تنوي عرض المسرحية في مدينتي السليمانية وكركوك وبلدة سوران وبعض البلدات الاخرى في الاقليم «لكن الإجراءات الإدارية وصعوبة نقل الأطفال الممثلين السبعة الذين يجسدون ادوار شخصيات المسرحية من أربيل الى المدن الاخرى أمر عسير بعض الشيء بسبب رفض أسر الاطفال السماح لهم بالسفر والتنقل، هذا اضافة الى مشكلة النفقات المالية». كذلك وصفت سيمين تفاعل الأطفال مع المسرحية في يومها الأول واستيعابهم لقصتها بـ«المفرح والبهيج»، وأعجبت بتفاعل أطفال المدارس الذين حضروا العرض مع احداث ومشاهد المسرحية على نحو ملفت جداً «إذ كانت انفعالات الاطفال وهم يشاهدون الصراع بين الماعز والذئب على خشبة المسرح واضحة وشديدة». اما عن غايتها في عرض هذه المسرحية في الإقليم، فقالت سيمين «لست من الكاتبات اللواتي يركزن حصراً على الجانب المتعلق بتعليم الاطفال في كتاباتهن، بل اميل الى الاهتمام كثيراً بالأمور التي تدخل البهجة والسرور إلى نفوسهم وتحرك فيهم المشاعر الجميلة، بمعنى أن غايتي من عرض هذه المسرحية في إقليم كردستان لم تتركز على تعليم الاطفال شيئاً ما بقدر حثهم وتشجيعهم على حضور المسارح ومشاهدة العروض المسرحية منذ الآن، وبعث رسالة الى الجهات المعنية بالفنون المسرحية في الأقليم تحثها على تكثيف الاهتمام بمسرح الاطفال والفنون الاخرى الخاصة بهم في جميع المجالات». واوضحت سيمين انها بدأت بكتابة قصص الاطفال قبل ثماني سنوات فقط لأنها شاعرة في الاصل ولها العديد من القصائد التي لحنت الى اناشيد او اغاني للأطفال وللنساء. وتابعت انها تكتب قصائدها بلغة العصر أي أنها تدخل فيها عبارات وكلمات حديثة جداً تخص جوانب التقدم العلمي والحضري الحاصل في عصرنا الحالي تشجع الاطفال والمتلقين وتحديدا النساء على تبني التجديد والحداثة والابداع».