الفنانة الفرنسية مارتين سيوتا تحاور في معرضها الدمشقي نساء من الشرق والغرب

علمنها وعملن معها.. فردت لهن التحية بـ30 منحوتة من الخشب والقماش

TT

يحتضن المركز الثقافي الفرنسي في العاصمة السورية دمشق حالياً المعرض الفني النحتي التطبيقي للفنانة الفرنسية مارتين سيوتا، المستمر حتى 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وفي تقليد أحبّت مديرة المركز الجديدة أن تطلقه في نشاطات مركزها إذ افتتحت المعرض بكلمة مختصرة تحدثت فيها عن الفنانة ومشاركاتها وحياتها المتنقلة مابين بلدان غربية وشرقية حتى استطاعت تقديم هذا المعرض الذي ضم 30 عملا نحتياً من القماش والخشب، جميعها لنساء متشابهة ومختلفة بلباسها وتشكيلات وجهها.

وحول المعرض قالت الفنانة سيوتا لـ«الشرق الأوسط»: «قدمت منحوتات لنساء من القماش والخشب تحيةً ووفاءً مني لنسوة علمنني وأحطن بي وعملن معي فجلست معهن واستمعت إليهن في مناطق عديدة من العالم من جبال البيرينيه إلى أفريقيا وفرنسا وسورية التي أقمت فيها عشرين سنة. ومواضيع منحوتاتي جميعها لنساء بلباسهن التقليدي المختلف بين بلد وبلد وبين مجتمع وآخر ولكنني حرصت أن تكن جميعهن موجودات في نظرتهن وتفكيرهن وأحلامهن، ولذا وفاء مني لهن أردت تقديمهن في المعرض بطلات للوحاتي الفنية مستفيدة من تخصصي في التصميم وفن الديكور، وهكذا استخدمت القماش والخشب كمواد أولية مع الألوان المميزة لكل امرأة في الوجه والعينين».

وحول استخدامها الطربوش على رؤوس نسائها في الأعمال المعروضة، قالت سيوتا: «استفدت أحياناً من التاريخ والتراث لإعطاء خصوصية لأعمالي، فكان هناك الطربوش والأيقونة البيزنطية من خلال اللباس والأقمشة والألوان وغيرها من مفردات العمل الفني. كما استخدمت الظلال، حيث خلف كل منحوتة لامرأة هناك لوحة قماشية مطرزة بشكل فني للمرأة نفسها التي تظهر في الأمام. كما كتبت أسماء بعضهن على المنحوتة واللوحة القماشية».

وتابعت الفنانة الفرنسية «لقد اتخذ وجودهن المتنوع، العذب والقوي، شكلاً غريباً حيوياً وهادئاً في آن. يمكن أن يظهرن متيبسات دون حراك لكنهن يتحركن ويسافرن، وكل بأسلوبها تمثل الاجتثاث من الجذور، وكذلك سعادة المكان البعيد والآخر. بعضهن لم يعدن على قيد الحياة، انهين رحلتهن.. لكنهن جميعاً هنا.. في هدوء يقظ، يختلط الشرق بالغرب ويتمازجان في خيوط المنحوتات والأعمال المعروضة؟!..».

أرادت مارتين سيوتا ـ يقول الناقد الفني الفرنسي فريدريك دوبوا ـ أن توجه التحية عبر كثافة أقمشتها لسلطة الجدران الشاعرية حيث تتحفر انفعالات الشرق الأوسط وقيمه وآلامه وهي تظهر ازدواجية معنى كلمة «جدار» وهو في الآن ذاته غطاء حماية وحاجز فصل.