القنصل الأميركي في الظهران يعايد أصدقاءه المسلمين بصور المساجد في أميركا

احتفظت بسمات معمارية شرقية وإسلامية

من بين الصور التي اختارها القنصل الأميركي لمعايدة أصدقائه («الشرق الأوسط»)
TT

اختار جوزيف كيني، القنصل العام في القنصلية الأميركية بالظهران، معايدة أصدقائه المسلمين بمغلف يحتوي على تقويم مصور للعام الميلادي المقبل (2009) يتضمن مجموعة من الصور الفوتوغرافية للمساجد الإسلامية المنتشرة في الولايات المتحدة.

وبالنسبة للقنصل كيني، الذي تسلم مهامه منتصف سبتمبر (أيلول) الجاري، خلفاً للقنصل العام السابق جون كينكانن، فقد أخبر «الشرق الأوسط» في حفل الافطار الرمضاني الرسمي الذي دعا له السفير الاميركي أنه يمتلك خبرة واسعة في الحياة السعودية، فقد عاش في السعودية في الثمانينات وعمل موظفاً في شركة ارامكو السعودية، ويحتفظ بعلاقات واسعة مع زملائه السعوديين الذين عمل معهم في شركة النفط.

وتكشف الصور، التي تضمنها التقويم الميلادي، صوراً لمساجد إسلامية احتفظت بسمات معمارية شرقية، حيث تتوزع صور المساجد على صفحات بعدد الأشهر الميلادية، مع تدوين لمكان المسجد وأسماء الولايات التي تحتضنه. وتبعاً لمكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، فإنه يوجد في الولايات المتحدة أكثر من 1200 مسجد ومركز إسلامي منتشرة في شتى الولايات الأميركية المتحدة. ويحمل الكثير من المساجد في الولايات المتحدة طرازاً معمارياً يرمز للحضارات والثقافات الاسلامية التي ينتمي لها أصحاب هذه المراكز، ولعل ابرز هذه المساجد هو (المركز الإسلامي) في العاصمة الأميركية واشنطن، وهو أول مسجد يقام فى العاصمة ودشنه الرئيس الأميركي الراحل دوايت آيزنهاور، وتم افتتاحه في 28 يونيو (حزيران) 1957، ويضم المسجد مئذنة يبلغ طولها 49 مترا، ويستقطب المسجد احتفالات المسلمين ومناسباتهم واستقبالاتهم ويحضر فعالياته أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاسلامي.

وتبعاً لنشرة إعلامية تصدرها الخارجية الأميركية، فإن بناء المركز الاسلامي في العاصمة واشنطن كانت له قصة، فقد لاحظ المعماري ورجل الاعمال المهاجر الفسطيني يوسف أبو الهوى، أثناء تشييع جنازة دبلوماسي تركي في العام 1944 خلو العاصمة الاميركية من مسجد تقام فيه صلاة الجنازة، وتحدث مع السفير المصري محمود حسن باشا، حيث أسس الرجلان صندوقا لجمع المال اللازم لبناء المسجد وحشد التأييد للفكرة، واستُكمل بناء المسجد في العام 1957. وانهالت تبرعات لبناء المسجد من الجالية المسلمة في الولايات المتحدة ومن السعودية ومصر والعراق وايران وأفغانستان وإندونيسيا وسوريا وتركيا وباكستان. وقام بتصميم المبنى المهندس المعماري الإيطالي ماريو روزي، الذي سبق له العمل لسنوات عديدة مع المهندس المعماري الإيطالي الشهير إرنستو فيروتشي الذي وضع التصميم المعماري لدار القضاء العالي في مصر. وبعثت مصر بالحرفيين المتخصصين في كتابة الآيات القرآنية التي زينت بها جدران المسجد وسقفه.

ويبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة أكثر من ستة ملايين ينتشرون في كل الولايات ويمثلون جاليات كبيرة ولهم مراكز في واشنطن ونيويورك، ولوس انجلس، وديترويت، وفرجينيا، وفي جورجيا، وشيكاغو، ونيوجرسي. كما تنشط في الولايات المتحدة عشرات الجمعيات والاتحادات الإسلامية، ومنظمات الطلبة، والمؤسسات والغرف التجارية، والمدارس والمعاهد العلمية والدينية.