نجوم «باب الحارة» ينقلون أجواء دمشق إلى لندن.. ويجمعون التبرعات للفلسطينيين

المسلسل الذي يتابعه الصغار والكبار في العالم العربي

الفنانة وفاء موصلي توقع دفتر إحدى المعجبات الصغار (تصوير: حاتم عويضة)
TT

كانت لأيام شهر رمضان المبارك الاخيرة في لندن نكهة خاصة مع زيارة نجوم مسلسل «باب الحارة» الى العاصمة البريطانية ليتواصلوا مع الكبار والصغار من الجالية العربية. ولقد شهد المسلسل على مدى السنوات الثلاث الماضية انتشاراً بين ابناء الجالية العربية في لندن ثبت مجدداً في استقبال الجماهير للنجوم. وما ان اعلنت منظمة «الاغاثة الاسلامية» الخيرية عن استضافتها الممثلين وفاء موصلي وسامر المصري ووائل شرف، بيعت 400 بطاقة خلال ساعات لحفل المنظمة الخيري. والتقت «الشرق الاوسط» بموصلي والمصري قبل مشاركتهما في افطار خيري لـ«الاغاثة الاسلامية» مساء الاحد الماضي. وقال المصري: «نلبي دعوة من الاغاثة الاسلامية من اجل عمل خيري وهو جمع التبرعات لأطفال غزة»، مضيفاً «جزء من عملي كفنان هو العمل الخيري وسبق ان شاركت في الكثير من اعمال خيرية، ففي اليوم الاول من رمضان السابق شاركت بمناسبة في اكبر دار أيتام في سورية». وتابع: «الوضع في غزة مأساوي والعالم كله داير ظهره للناس هناك وخاصة الاطفال الذين لا ذنب لهم في ما يجري ولا يعرفون من يقتل من وهم فقط اطفال يحتاجون الى رعاية، ومن واجبي كفنان ان اساهم في العمل الخيري». وعبرت موصلي عن سعادتها لحفاوة استقبال الجمهور العربي في لندن لها، قائلة: «لم أتوقع ذلك ابداً، حتى في سورية الناس تحبنا ولكن هنا الناس شافونا بقلوبهم، وليس بعيونهم فقط، استقبلونا بمشاعر رائعة وجميلة وهناك متابعة رائعة للمسلسل هنا». وكانت هذه الزيارة الأولى لموصلي الى بريطانيا، والتي عبرت عن سعادتها لزيارتها. وقال المصري: «الاستقبال رائع جداً، فالجمهور بالغربة له حنين اكبر بكثير ونحن كنجوم لسنا متوفرين بشكل دائم أمام اعينهم بتكون طلتنا لها وقع خاص وهذا ينتقل الينا بشكل ايجابي ونصير نعمل على المحافظة على هذا المستوى». وبعد انتهاء الجزء الثالث من «باب الحارة» مع انتهاء رمضان، هناك تساؤلات حول الجزء الرابع الذي بدأ المؤلف مروان قاووق بكتابته. وعما اذا كان سيشارك في هذا الجزء، قال المصري مبتسماً: «أتوقع»، رافضاً الخوض في تفاصيل الجزء المقبل. واما موصلي، فأكدت انها ستشارك في العمل لأنها اصبحت من «أسرة هذا العمل»، مؤكدة تمسكها به.

وعن النقاط المشتركة بينها وبين «فريال» الشخصية التي تجسدها المسلسل، قالت موصلي: «ما في شيء مشترك»، ولكن بعد التردد قليلا، قالت: «ربما اجتماعياً، هناك خصلة مشتركة وهي ان فريال أرملة وأنا أرملة، وأكثر من ذلك لا يوجد شيء». واما النقاط المشتركة بينه وبين «العقيد»، قال المصري: «أنا أتشابه مع كل ادواري وحتى السلبية منها، وأنا والعقيد من نفس الحارة ونفس المناخ الجميل للحارات الدمشقية القديمة وأنا مسقط رأسي من أقدم أحياء دمشق، ولدت وترعرعت فيها وحملت قيمها ولذلك كان من السهل علي تجسيد مثل هذه الشخصية وبرعت فيها لقربها مني». وأضاف: «كل ما يحدث في هذه الحارة موجود في جيناتي، لذلك هذا الدور لمع ووصل تأثيره الى الناس بشدة». وعما قيل عن تراجع شعبية المسلسل في الجزء الثالث، قالت موصلي: «هذا الجزء فتح على شخصيات جديدة وعلى حارات جديدة، فإذن كانت بعض الغرابة بين المشاهد والمسلسل ولكن تلاشى ذلك بعد الحلقة 15». وقد شهد شهر رمضان مسلسلات اخرى مبنية على احداث اجتماعية في حارات دمشقية مثل «اهل الراية». وعن تأثير هذه المسلسلات في اخذ البعض من جمهور «باب الحارة»، قالت موصلي: «بشهر رمضان كل الناس تحاول ان تعمل أعمالا كوميدية وبيئية وتاريخية وربما يكون باب الحارة أثار وحرض بعض الكتاب، ولكن كل مسلسل له قصة خاصة». وأضافت: «قد يكون شكل العمران واحدا ولكن الاحداث مختلفة تماماً». ولفتت موصلي الى ان «باب الحارة» لم يدخل في التفاصيل المعمقة لتاريخ المنطقة، لأن «التاريخ دائماً يؤخذ من وجهات نظر مختلفة، ففضل المؤلف التركيز على الناحية الاجتماعية على خلفية تاريخية». وجمعت التبرعات من أجل «الاغاثة الاسلامية في فلسطين» التي تعمل عبر 6 مكاتب ميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية، ولديها برامج عدة، منها رعاية الأيتام. وتساعد المنظمة 4 آلاف يتيم في غزة والضفة بميزانية تصل الى 4 ملايين دولار. وشرح مدير قسم الشرق الاوسط في «الاغاثة الاسلامية» لطفي السيد محمد لـ«الشرق الاوسط» أن اختيار نجوم «باب الحارة» جاء نتيجة «لمحاولتنا اختيار الفنان الذي يشد الشاهد الى درجة يجعله يستمع لهم. ولا يوجد أعظم من ان يسمع الفنان يقول له تعال نساعد أخونا في فلسطين». ولفت الى ان المنظمة قد عملت في السابق مع الفنانة صابرين بعد أدائها مسلسل أم كلثوم. وأضاف: «نحن نحاول ان نوصل رسالة الخير من خلال أي شخص مسؤول أو مشهور في عالم الرياضة أو الفن، وبفضل الله عز وجل تمكنا ان نتواصل مع فريق عمل استطاع دخول قلوب الملايين من خلال العمل الراقي باب الحارة». وتابع: «الفنان انسان ويهتم بعمل الخير وقد جاءوا ليوصلوا رسالة للمانح والمستفيد بأننا شركاء لعمل الخير»، موضحاً: «نحن نشكر الفنانين لمساهمتهم».

وشارك الممثلون ببرنامج على قناة «الحوار» الفضائية في لندن لجمع التبرعات عبر التلفزيون، لتصل التبرعات الى 40 ألف جنيه استرليني. وبيعت تذاكر امسية يوم الاحد الماضي بين 20 و35 جنيها استرلينيا وبيعت 400 بطاقة. وقال محمد: «نقيس تجاربنا بأننا نحاول ان نصل للناس، يمكن المشاهد ان لا يتبرع بنفس اليوم ولكن يتعرف على عملنا ويتأكد عن المؤسسة وبعدها يتبرع». وأضاف: «معظم المانحين او المشاهدين يتعرفون على اسم الاغاثة الاسلامية ولكن نحن نأمل في ان نصل الى نصف مليون جنيه استرليني» من زيارة نجوم «باب الحارة». وبالإضافة الى نجاح حفل افطار «الاغاثة الاسلامية»، التقى ممثلو باب الحارة بالسفراء ورؤساء البعثات العرب لدى بريطانيا وعدد من ابناء الجالية السورية يوم السبت الماضي بحفل افطار أقامه السفير السوري في لندن سامي الخيمي. وبعد الافطار، فاجأ المصري الحضور بأغان جملية منها «الدلعونة» وتتر «باب الحارة»، شاركته فيها موصلي.