50 باحثاً عربياً وأجنبياً يناقشون دور المكتبات في حرية التعبير بمكتبة الإسكندرية

مكتبة الاسكندرية («الشرق الاوسط»)
TT

يشارك 50 باحثاً عربياً وأجنبياً في المؤتمر الدولي للمكتبات، الذي يعقد في مكتبة الإسكندرية تحت عنوان «دور المكتبات في حرية التعبير والتسامح الفكري وحق الوصول إلى المعلومات»، وتنظمه منظمة «الإفلا» الدولية (الاتحاد الدولي لمؤسسات المكتبات والمعلومات) يوم الثلاثاء المقبل ولمدة ثلاثة أيام. ويهدف المؤتمر إلى التوعية بأهمية قضايا حرية التعبير والتسامح الفكري التي تعد حجراً رئيسياً في مجال حقوق الإنسان، وتحليل الدور الذي تضطلع به المكتبات في هذا المجال ومناقشته. تنطلق أهداف المؤتمر من أهداف «الافلا» ذاتها، وهي إطلاق حرية تداول المعلومات وحرية التعبير، ومواجهة تحديات عصر المعلومات مثل المراقبة الموضوعة على شبكة «الإنترنت» واقتحام خصوصية مستخدمي المكتبات. ويناقش المشاركون في المؤتمر دور المكتبيين في مجال الوصول إلى المعلومات، ورصد العلاقة بين التسامح الفكري وحرية التعبير، ومسؤولية منتجي المعلومات في تأمين وصولها هي قضايا تتفق مع المادة 19 من الإعلان الدولي لحقوق الإنسان. ويأتي انعقاد المؤتمر من منطلق التغييرات المتعلقة بالجهود التي بذلتها الحركات الاجتماعية التي نشأت كبذرة في عقول قلة من الأفراد الذين نهضوا من أجل قضية ما، ثم ازدهرت في صورة تعبئة جماعية أدت إلى إحداث تغييرات أساسية في العالم. وهو يسعى أيضاً إلى مساندة المكتبيين للاضطلاع بالدور المتوقع منهم من أجل حماية اهتمامات مستخدميهم ودعم حرية التعبير التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمبدأ التسامح الفكري. الجدير بالذكر أن «الإفلا»، أو الاتحاد الدولي لمؤسّسات المكتبات والمعلومات، منظمة تضم 150 دولة، وتمثل مصالح أكثر من 600 ألف من العاملين في مجال المكتبات والمعلومات على مستوى العالم. وسبق أن عقدت مؤتمرها السنوي بمدينة كيبك في كندا، في أغسطس (آب) الماضي، وحضره 5000 مكتبي من مختلف أنحاء العالم، وضم 150 جلسة ناقشت جميع المواضيع التي تخصّ مهنة المكتبات. وتتشكل المنظمة من مهنيين متخصصين في مجال المكتبات من مختلف أنحاء العالم، وتعمل على تشجيع مبادئ حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومات، وتساند المكتبيين للقيام بهذا الدور، من خلال عقد ندوات وورش عمل للمكتبيين، ونشر إصدارات متخصصة.

وتسعى «الإفلا»، حالياً، إلى إعادة تشكيل هيكلها لتصبح أكثر قدرة على مساندة المكتبيين في مواجهة التحديات المختلفة لعصر المعلومات، وكانت قد باشرت نشاطها على المستوى العربي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بمكتبة الإسكندرية. وهي في هذا الإطار مهتمة بأن تكون جسراً بينها وبين كل المكتبات العربية يسهّل إيجاد طرق ووسائل تستطيع من خلالها المكتبات الناطقة بالعربية أن تجعل وجودها واضحاً وملموساً ليس فقط داخل منظماتها.

أما عن المؤتمر نفسه فيشارك نخبة من المتخصصين من مصر ودول في الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا، منهم المناضل الأفريقي الأبيض ألبى ساكس الذي أفنى حياته في النضال من أجل تحرير بلاده (جنوب أفريقيا)، من الحكم العنصري وتعرض لمحاولة اغتيال لم تثنه عن مواصلة الكفاح، وعينه الزعيم والرئيس السابق نيلسون مانديلا قاضياً للمحكمة الدستورية. كما يشارك الدكتور أحمد مختار مبو المدير العام الأسبق لليونسكو، والدكتور مصطفى الشريف وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق بالجزائر، والدكتور عدنان عمران السكرتير العام للبرلمان العربي، وإياد البرغوثي المدير العام لمركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، والمدوّنان وائل عباس وأحمد العمران.