جدل حول فكرة اقتلاع أشجار الزيتون من شوارع عمان

أمانة العاصمة الأردنية تريد نقلها إلى منطقة بعيدة عن السكان

اقتلاع اشجار الزيتون من الشوارع يثير جدلا بين المسؤولين في عمان («الشرق الاوسط»)
TT

ما تزال أمانة العاصمة الأردنية عمان قائمة على تنفيذ مشروعها بإزالة اشجار الزيتون واقتلاعها من على ارصفة المنازل وبعض الطرقات نتيجة آثار طلع الزيتون وحساسية حوالي 20 بالمائة كحد أقصى من المواطنين، وإعاقتها المشاة على الأرصفة، في حين تقول الأمانة إن الأشجار التي تقلع من أرصفة البيوت تتم زراعتها في أراضي الدولة.

ويقول محمد عليان، أحد سكان العاصمة الأردنية: «لبنان زيّن علمه بالأرزة، وكلل الرومان جبين القيصر بإكليل من ورق الغار، ورفع الكنديون على صدر رايتهم ورقة القيقب فخراً واعتزازا».

وفي إحدى مناطق عمان، التي طالتها عمليات إزالة الزيتون، ذرف رجل مسن الدموع حين رأى أشجاره تقلع من على رصيف بيته، والعمال يرفضون طلبه الممزوج بألم الدموع بزراعة هذه الأشجار داخل حديقته على الأقل.

من جانبه استغرب خبير النباتات الدولي، رئيس جمعية البيئة الوطنية والحياة البرية، الدكتور محمود جبريل الجنيدي، صدور أصوات تطالب بإزالة اشجار الزيتون المزروعة على جوانب الطرق والارصفة وبعض الميادين العامة بسبب الحساسية التي تسببها ازهار ثمارها ولقاحها للبعض وبسبب إعاقة سير المشاة على الارصفة.

وقال الدكتور الجنيدي: «الكلام حول الحساسية التي تسببها شجرة الزيتون غير دقيق علميا، وهناك اشجار كثيرة تنشر حبوب لقاحها في فصل ازهار اشجار الزيتون وأهم هذه الاشجار والشجيرات نبات اللجستروم وهو من نفس فصيلة الزيتون، ولذلك فانه غير مبرر على الاطلاق إزالة عشرات الآلاف من اشجار الزيتون من على الارصفة في عمان والمدن الرئيسة».

واضاف انه من خلال الدراسات العلمية الدولية تبين ان شجرة الزيتون الواحدة التي تعتبر من الاشجار المعمرة تقدم لنا خلال خمسين عاما ما قيمته 20 الف دينار من الاوكسجين و25 الف دينار كثمن لتنقية المياه و40 الف دينار كثمن لامتصاص الغازات السامة والضارة .

وقال إن أعداد شجر الزيتون في المملكة تصل الى حوالي 15 مليون شجرة مزروعة في حوالي مليون دونم تنتج سنويا ما قيمته 100 مليون دينار من الزيت والزيتون، مشيرا الى ان الاهمية البيئية والصحية لشجرة الزيتون تفوق كل ذلك من فوائد لا تقدر بثمن. ودعا الدكتور الجنيدي المطالبين بإزالة اشجار الزيتون من على جوانب الطرق والارصفة الى العودة عن مطلبهم حفاظا على الثروات النباتية والجمالية والاقتصادية لهذا البلد.

لكن مدير مشروع تأهيل أرصفة عمان في أمانة عمان المهندس هشام العمري يؤكد أن الهدف من المشروع تحسين وإعادة تأهيل الخدمات والبنية التحتية في المدينة بما يوفر لسكان العاصمة الأمان والجمال، إضافة إلى إزالة أي آثار سلبية لهذه الاشجار.

ويؤكد أن الامانة اعتمدت في مشروعها على تقرير اللجنة المختصة من وزارة الصحة حول تأثير أغبرة الطلع المتطايرة من زهر الأشجار المثمرة كشجر الزيتون داخل المدن على صحة المواطنين خصوصاً الأطفال، وتسببها بأنواع مختلفة من أمراض الحساسية كالرشح الأنفي والربو الصدري.

ويضيف أن تقرير اللجنة المختصة في وزارة الصحة أشار إلى زيادة واضحة في عدد مرضى الحساسية في الفترة التي أعقبت زراعة الأشجار المثمرة على أرصفة الشوارع.

وأثبتت دراسات علمية حديثة عرضتها الأمانة أن ما بين 25 بالمائة إلى 30 بالمائة من سكان عمان يعانون من حساسية مفرطة بسبب أشجار الزيتون.

ويقول «إن الأمانة حددت المناطق التي تسعى للتأهيل حسب الأولوية بدءاً من الأرصفة في الشوارع الرئيسية وانتهاء بالشوارع داخل الطرق».

وتبلغ التكاليف المالية للمرحلة الآنية من حملة نقل الأشجار قرابة 145 ألف دينار، على مدى عامين سيتم خلالها إزالة الأشجار المثمرة.

وبيّن المهندس العُمري أن اشجار الزيتون التي سيتم نقلها هي 10000 شجرة من الأرصفة التي يقل عرضها عن متر ونصف المتر، سيتم نقلها إلى أرض خصصت لزراعتها مجدداً في مطار الملكة علياء الدولي.

بيد أن العمري قال إنه تم تشكيل لجنة متابعة في الأمانة للتوسع في زراعة الاشجار في الطرقات والارصفة ضمن الاصول الهندسية المرعية.