جمعيات خيرية لبنانية تساهم في تحسين الاقتصاد بالمشاركة في المعارض الخارجية

هناء نجار لـ«الشرق الأوسط»: الدولة بمفردها لا تستطيع فعل شيء

جانب من أعمال الجمعيات الخيرية في المعارض («الشرق الاوسط»)
TT

دفعت الظروف الاقتصادية السيئة في لبنان والناتجة عن الأوضاع السياسية التي مر بها البلد مؤخرا عددا من الجمعيات الخيرية اللبنانية الى التحرك للمشاركة في المعارض والبازارات المختلفة داخليا وخارجيا، وذلك للمساهمة في تحسين معيشة الكثير من الأسر الفقيرة والأرامل اللاتي خلفتهن الحروب.

واجمعت مجموعة من العضوات التابعات لعدد من الجمعيات الخيرية على أن مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان نشطت منذ نشوب الحرب الأهلية هناك.

وأفادت هناء نجار رئيسة جمعية «أشغالنا» الخيرية التابعة لدار الأيتام الإسلامية، أن هناك العديد من المؤسسات الأهلية ذابت بعد انتهاء الحرب الأهلية بلبنان، لاسيما أنها لم تسجّل حضورا لافتا أثناء الحرب، غير أن دار الأيتام الإسلامية تعد أكبر مؤسسة اجتماعية بالشرق الأوسط، إذ تضم حوالي 10800 محتاج، من ضمنهم الأيتام والمعاقين والأرامل.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لولا مجهود الجمعيات الخيرية ودعم المؤسسات الاجتماعية لازدادت الظروف الاقتصادية سوءا عما هي عليه الآن، خاصة أن الدولة بمفردها لا تستطيع فعل شيء».

وأشارت إلى أن جمعية «أشغالنا» المكوّنة من 17 سيدّة تضم 55 أرملة، وأكثرن يتعلمن مهنا يدوية مختلفة مثل الخياطة والتطريز والطهي.

وأضافت: «تعرض منتجاتهن بشكل شبه يومي في أحد المعارض المتنقلة لبيعها، ومن ثم إنفاق ريعها عليهن شهريا، ومساعدتهن في دفع أقساط مدارس أبنائهن، إضافة إلى منح أسرهن لتأمينات طبية لتوفير حياة كريمة لهن»، لافتة إلى أن الجمعية توفر جميع الخامات والمستلزمات للعاملات، إضافة إلى تزويدهن بالتصميمات المطلوبة، واكتفاء عضواتها بالإشراف على تنفيذ الأفكار المقترحة.

فيما أكدت الرسامة اللبنانية رندا كمال هبري المشاركة مع غادة عيتاني رئيسة جمعية «مواهب» الخيرية للأشغال اليدوية على أن ريع جميع المعارض التي تشارك فيها الجمعية يعود إلى المؤسسات الخيرية الأخرى بلبنان.

وقالت: «يتم تخصيص العائدات المادية من المعارض سنويا لفئات مختلفة من المحتاجين، مثل أطفال الأسر الفقيرة الذين لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس في محاولة للقضاء على الأمّية والجهل، والنساء اللاتي لم تخدمهن ظروف الحياة، إضافة إلى الأرامل».

وأوضحت هبري أن مركز «مواهب» الخيري الذي أنشئ منذ حوالي عامين يقوم عليه ست سيدات، ويحتوي على مشغل نسائي متكامل يتناسب مع النساء العاملات فيه واللاتي يتسلمن راتبا شهريا ثابتا، مفيدة بأن الجمعية تطمح للمشاركة في عدة معارض ومهرجانات دولية وبمساحات أكبر، للمساهمة في تعديل اقتصاد لبنان الذي انحدر وفقا للأحداث السياسية المضطربة. وكانت الحرب الأهلية اللبنانية قد اندلعت في الثالث عشر من أبريل 1975 واستمرت حتى 13 أكتوبر 1990، والتي تعود جذورها إلى الصراعات والتنازلات السياسية في فترة الاستعمار الفرنسي لسورية ولبنان.

وعاد الاستعمار ليثور مجددا بسبب التغير السكاني «الديموغرافي» في لبنان والنزاع الديني «الإسلامي ـ المسيحي»، إضافة إلى التقارب بين سورية واسرائيل.

يشار إلى أن تلك الحرب أوقعت أكثر من 150 قتيلا خلال خمسة عشر عاما، و20 ألف مفقود، إضافة إلى تشريد ونزوح مئات الآلاف.