دارا «سوذبيز» و«كريستيز» تتوقعان مبيعات كبيرة في مزادات خريف لندن للتحف الإسلامية والشرقية

على الرغم من اضطراب الأسواق العالمية

رقاقة قرآنية بالخط الحجازي (سوذبيز)
TT

كالعادة في كل خريف يتقاطر على العاصمة البريطانية لندن محبو الفنون والتحف الإسلامية والشرقية لحضور أكبر مزادين من نوعهما في العالم، وهما مزادا داري «سوذبيز» و«كريستيز» العريقتين اللتين أسّستا في بريطانيا.

فـ«سوذبيز» الذي يعد ثاني أقدم دور المزادات العالمية بعد «استوكهولم أوكشنفرك» السويدي، أسس في لندن تحت اسم «بيكرز» يوم 11 مارس (آذار) من عام 1744، أما «كريستيز» الذي أسّس في لندن أيضاً عام 1766، فيعد اليوم بعد بضع سنوات من استحواذ الملياردير الفرنسي فرنسوا بينو (رئيس مجموعة بينو برنتان ريدوت) عليه، ملكية خاصة لبينو، وغدا أكبر دار مزادات في العالم من حيث العوائد.

التنافس بين الدارين العريقتين لا يعرف الفتور، وهذا العام تتنافس الداران على بيع تحف نادرة من المشرق العربي ومصر وإيران وتركيا العثمانية والهند المغلية، وتشمل كذلك معروضات من شتى الأنواع والأصناف من الأندلس ودول المغرب العربي غرباً إلى تركستان الشرقية شرقاً. وبرغم أجواء القلق التي خلقتها الأزمة المالية العالمية يتوقع القيمون على الدارين مبيعات كبيرة، وبالأخص، للتحف النادرة التي تشكل استثماراً مضموناً طويل الأمد.

«سوذبيز»

* يمتد مزاد «سوذبيز» على فترتين تبدأ الأولى في الساعة العاشرة صباحاً والثانية في الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر الأربعاء المقبل 8 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وتخصص الفترة الأولى للمصاحف وصفحات القرآن الكريم وأحزمة الكعبة المشرفة وأستار الأضرحة الشريفة والستائر العثمانية واللوحات والتصاوير والمنمنمات الهندية والفارسية، ثم الخزف والسيراميك والنحاسيات والفضيات وبعض القطع الخشبية المطعمة، وأما الفترة الثانية فتشمل بجانب القطع الخشبية المطعمة والأواني الخزفية، الأسلحة الأثرية والقديمة والمنسوجات والسجاد.

من أهم المعروضات بالنسبة لصفحات القرآن والمصاحف رقاقة خطت بالخط الحجازي لسورة إبراهيم تعود إلى القرن الميلادي السابق قدّرت الدار قيمتها بين 400 و500 ألف جنيه استرليني، وثمة رقاقة عليها سطر واحد من سورة المؤمن قدرت قيمتها بين 60 و80 ألف جنيه. وأما بالنسبة لأحزمة الكعبة فتعرض «سوذبيز» حزاماً من خط الثلث للخطاط عبد الله بك زهدي يعود إلى 1870 قدرت قيمته بين 60 و100 ألف جنيه. وثمة حزام آخر ينسب إلى حجرة القبر النبوي الشريف يعود إلى 1806-1807 وقدرت قيمته بين 80 و100 ألف جنيه. وبما يخص الستائر فإن أثمنها وفق التقديرات، ستار من أيام السلطان العثماني عبد المجيد (1839-1861) منسوج من الحرير وعليه تطريز وخطوط وطغراء من القصب (الخيوط المعدنية) وقدرت قيمته بين 80 و100 ألف جنيه.

وبين اللوحات والمنمنمات لوحة نادرة مدهشة تعود إلى العهد الصفوي في إيران تصوّر سيدة من النبلاء تحمل وردة وقد رسمت على الأرجح في أصفهان بين 1680 و1720، قدرت قيمتها بين 600 و800 ألف جنيه، ولوحة تصويرية للسلطان العثماني سليمان القانوني قدرت قيمتها بين 200 و300 ألف جنيه رسمت في إيطاليا بين 1490 و1576، ومنمنة مغلية هندية طولها 28.8 سم وعرضها 16.3 سم قدرت قيمتها بين 80 و100 الف جنيه، تعود لمطلع العقد الأخير من القرن الميلادي السادس عشر.

أما بين الآنية الخزفية وقطع السيراميك، فتلفت تحفة حقيقية هي عبارة عن صحن قطره 24.5 سم يعود إلى العصر العباسي (القرن التسع الميلادي) في بغداد مزين برسوم لأربعة أزاهير قدرت قيمته بين 50 و80 ألف جنيه، والأثمن منه قارورة من الزجاج المحفور والمزين برسوم حيوانية باللون الأخضر من إيران يقدر أنها تعود إلى أواخر القرن التاسع ومطلع القرن العاشر الميلاديين وقدرت قيمتها بين 300 و400 ألف جنيه، وقارورة زجاجية محفورة برسوم لإبل تعود إلى القرن الميلادي العاشر يرجح أنها مصنوعة في إيران، قدرت قيمتها بين 180 و220 ألف جنيه. ومن القرن الـ12م هناك حق أبيض وقارورة باللون الفيروزي من إنتاج كاشان قدر ثمن كل منهما بين 80 و120 ألف جنيه. ثم هناك العديد من الأواني والبلاطات الإزنيكية التركية الأخاذة منها جرة صغيرة ملونة قدرت قيمتها بين 50 و70 ألف جنيه.

ونأتي إلى النحاسيات والتحف المعدنية الأخرى، ولعل أنفسها على الإطلاق مبخرة نحاسية مطعمة بالفضة يرجح أنها من صنع الموصل، بشمال العراق، بين 1240 و1260 وقد تركها خبراء التثمين في الدار من دون تخمين لقيمتها للراغب في معرفته. كذلك هناك إسطرلاب نحاسي مطعم بالفضة يعود إلى العهد الصفوي في إيران قدرت قيمته بين 200 و300 ألف جنيه.

ومن شمال افريقيا والأندلس ثمة قطع رائعة، منها حجارة قنطرة نافذة محفورة من مدينة طليطلة (توليدو) تعود على الأرجح إلى القرنين الـ13/14 وقدر ثمنها بين 60 و80 ألف جنيه، إفريزان خشبيان ضخمان محفوران بزركشة إسلامية عربية من المغرب يعودان إلى القرن الـ14م وقدرت قيمتهما بين 150 و250 ألف جنيه.

ولهواة الأسلحة الأثرية والدروع تعرض «سوذبيز» مجموعة بديعة من البنادق العثمانية القديمة المرصعة والمطعمة بعضها مصنوع في الجزائر، وبجانب السيوف والخناجر على أنواعها هناك درع عثماني دائري من النحاس المكسو بالجلد قدرت قيمته بين 250 و350 ألف جنيه.

«كريستيز»

* أما عن مزاد «كريستيز»، فلا شك في أن القطعة التي ينتظر الخبراء والجامعون بيعها على أحر من الجمر هي القارورة البلورية المحفورة التي تعود إلى العهد الفاطمي في مصر والتي أحجم خبراء الدار عن تثمينها علناً لكن البعض قدر سعرها بحوالي ثلاثة ملايين جنيه، وتوقع آخرون أن تباع بأكثر من عشرة ملايين. كذلك ثمة تحفة أخرى تعود إلى العهد الفاطمي (يرجح من القرن الـ12) هي صندوق محفور ومصنوع من خشب الآبنوس والعاج لأقلام الكتابة وقدرت قيمته بين 400 ألف و600 ألف جنيه. كذلك من التحف الثمينة جداً مبخرة من النحاس المطعم بالفضة أسطوانية الشكل لها رأس حيوان تحمل توقيع محمد بن خطلخ الموصلي في دمشق وتعود إلى الفترة بين 1230 و1240م وتركت بلا تثمين، ومبخرة أخرى من البرونز منحوتة على شكل أسد تعود إلى القرن الـ12م في إيران وبالذات في خراسان قدر خبراء قيمتها بين 300 و400 ألف جنيه. ثم هناك خمسة مدود سقفية خشبية محفورة من الجامع الكبير في قرطبة، عاصمة الأندلس، تعود إلى القرن الميلادي العاشر قدّرت قيمتها كل منها بين 250 و500 ألف جنيه. ومن مدينة الزهراء في قرطبة أيضاً، تاج عمود من الرخام المحفور والمنحوت قدرت قيمته بين 120 و180 ألف جنيه.

وبين قطع الخزف والسيراميك قدرت الدار قيمة بلاطة إزنيك كبيرة تصوّر الحرم المكي وتعود إلى القرن الـ17 بين 150 و250 ألف جنيه، وبلاطة أخرى بتصاوير مزهراتية بين 100 و150 ألف جنيه، وصحن يعود إلى القرن الـ12 الفاطمي في سورية رسمت عليه صورة أسد بين 120 و160 ألف جنيه. أما عن أثمن المعروضات بين الرقائق القرآنية والمصاحف عند «كريستيز» فتبرز منها رقاقة لصفحتين عليهما من سورة الأنعام خطتا في القيروان (تونس) عام 1020م (410 هـ). ومن التحف المبهرة الأخرى حزام ذهبي سلجوقي (القرن 12/13م) مصنوع في تركيا أو إيران قدرت قيمته بين 100 و150 ألف جنيه، ومصاحف ومنمنمات ومخطوطات تصاوير من مكتبة الجامع الخبير جعفر غازي ومكتبته.