أحمد السقا يحضر عرض فيلمه الافتتاحي وسط حشود من المعجبين

فيلم «الجزيرة» المصري في لندن

عدد من المعجبين والمعجبات كانوا في انتظار احمد السقا لحظة وصوله (تصوير: حاتم عويضة)
TT

شهدت لندن أول من أمس، وبالتحديد شارع العرب «ادجوير رود» الأشهر لدى الجاليات العربية في العاصمة البريطانية، حضور الممثل الشاب أحمد السقا العرض الأول لفيلمه «الجزيرة» في دار سينما «اوديون» بفرعها في «ماربل آرش» وسط حشود من المعجبين الذين أتوا لرؤية السقا أحد أبطال الفيلم، الذي يحكي قصة مستوحاة من وقائع حقيقية حصلت في الصعيد المصري، تتكلم عن عائلة الحفني، التي تعتبر من أشهر عائلات المنطقة.

ووصل السقا قبل موعد بدء العرض الأول للفيلم ممثلا بذلك ابطال الفيلم الآخرين، وعلى رأسهم الممثل القدير محمود ياسين، ولم يبخل السقا على معجبيه بالتقاط الصور معهم على الرغم من انخفاض درجة الحرارة، وكان الحضور من مختلف الفئات العمرية الى جانب عدد من ممثلين عن السفارة المصرية في لندن وعدد من الصحافيين المقيمين في المملكة المتحدة. وتلا عرض الفيلم مؤتمر صحافي تم في فندق «كامبرلاند» المجاور، شرح خلاله السقا حيثيات الفيلم وظروف العمل والتصوير، وتجاذب أطراف الحديث مع الموجودين وعبر عن سعادته الكبرى لحضور هذا العدد من محبيه ومعجبيه.

وعن الفيلم يقول السقا إنه مستوحى 100 في المائة من احداث حقيقية، وتم الاستناد بذلك إلى وثائق مسجلة لدى مباحث امن الدولة في مصر، والقصة تحكي عن تاريخ عائلة الحفني وسلطتها الواسعة في الصعيد، وتعاملها مع الحكومة المصرية، فالفيلم يتمتع بسقف عال من الجرأة خاصة أنه يتطرق الى عدة مواضيع من بينها تجارة المخدرات وتهريب السلاح والخطف، وكل أحداثه هي ترجمة حقيقية للأوضاع الأمنية الراهنة في مصر والدول المجاورة.

أثبت أحمد السقا، المعروف عنه تمثيله افلام «الآكشن» انه ممثل محترف، فهو يقول إن اختياره للافلام يستند الى جودة القصة والسيناريو، كما ان افلام «الآكشن» فيها الكثير من الاثارة ومن أكثر الافلام المربحة ماديا، غير انه يختار أفلامه بتأن للمحافظة على المستوى المطلوب، واللافت في الفيلم هو اتقان السقا اللهجة الصعيدية. وردا على سؤال «الشرق الأوسط» عن المدة التي امضاها السقا في الصعيد المصري للتأقلم مع الحياة في تلك المناطق الجبلية، وعن سر اتقانه اللهجة الصعيدية، قال السقا إنه كان لا بد ان يعيش في الصعيد ليختلط مع أهله، والتعود على طريقة عيشهم، فاستغرقت عملية تكيفه مع اللهجة الجديدة حوالي ثمانية اشهر، كما انه من محبي منطقة الصعيد في مصر، ويواظب على زيارتها منذ حوالي 23 سنة، وهذا ما ساعده على اتقان تلك اللهجة التي وصفها بأن لهجة جميلة، عندما يتقنها الشخص، ووصفها بأنها تتسم بالرجولة والقوة والهيبة، فعندما اتقنها شعر وكأنه ينتمي الى هؤلاء الناس، كما انها ساعدته على صقل شخصيته، فهو يقول إن التكلم بهذه اللجهة يتطلب جهدا إضافيا فهي تعتمد على لغة الجسد أيضا وهذا واضح في الفيلم.

ويتميز الفيلم بالتصوير الذي يرقى الى المستوى العالمي، فهو مرشح لجائزة الاوسكار لأفضل فيلم أجنبي من بين 46 فيلما، ويقول أحمد لطفي من شركة «رشا فيلم» المنظمة للحفل، إنه يتم العمل حاليا على ادراج الفيلم على لائحة الأفلام المرشحة للجائزة العالمية، وهناك أمل كبير بأن يفوز «الجزيرة» بالجائزة لأنه يتمتع بجميع العناصر التقنية والتمثيلية التي تجعل منه فيلما عالميا.

وعن الرسالة التي يريد الفيلم إيصالها الى المشاهدين، يقول السقا إن الفيلم طرح المواضيع بوضوح شديد، وسمى الاشياء بأسمائها وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية في مصر، وتم في الفيلم مراعاة المصداقية للأحداث، وهذا يبرز من خلال اظهار كل شخصية كما وردت في الملف الرسمي، إن كان من حيث شكل وماكياج الممثل أو حتى طريقة التمثيل، وتحدث السقا ايضا عن الحادثة التي تعرض لها في عينه خلال التصوير، والتي كان من شأنها ان تودي بحياته لولا القدرة الالهية، وهذا ما أخر تصوير الفيلم، خاصة انه بقي في المستشفى للعلاج لمدة شهرين ونصف الشهر، واستغرقت عملية التصوير حوالي 8 اشهر، وأحداث الفيلم تم غالبها في رحاب المناطق الجبلية في الصعيد المصري، وتم بناء منزل عائلة منصور الحفني في الصحراء لتصوير المشاهد الداخلية فقط، الى جانب مشاهد قليلة في القاهرة.

واشاد السقا بعمل المخرج شريف عرفة، والمنتج محمد رمزي والمؤلف محمد دياب، وتكلم عن الفخر الذي يشعر به للوقوف الى جانب الممثل الكبير محمود ياسين.

وتميزت الفنانة التونسية هند صبري بدورها في الفيلم، وشاركت ايضا في التمثيل الممثلة زينة الى جانب الممثل خالد الصاوي والفنان المميز عزت ابو العوف، إضافة الى عدد من الممثلين المصريين المميزين.

ولم يخف السقا خلال المؤتمر الصحافي سعادته بلقاء عدد كبير من الجاليات العربية في بريطانيا، وقد لبى دعوة «رشا فيلم» على الرغم من ارتباطه بتصوير فيلم جديد في مصر، ومن المرتقب بأن يتم عرض فيلم «الجزيرة» أيضا في باريس والمانيا، وبدا الاقبال على مشاهدة الفيلم في لندن عاليا، فقاعة العرض محجوزة بالكامل لمدة ثلاثة أيام على التوالي.