«فيات» تقدم جائزة الطريقة العصرية للتنقل

ابتكارات واختراعات.. تحت شعار «بسمات بالساعة»

TT

قامت شركة تصنيع السيارات الإيطالية «فيات» بمسابقة جديدة من نوعها تحت عنوان «بسمات بالساعة » أو « Smiles Per Hour» على خلفية سرعة السيارات المعروفة بـ Miles Per Hour هدفها تشجيع المصممين والمخترعين الجدد من الشباب على الابتكار والاختراع والتعبير عن مواهبهم في منتجات مفيدة وعصرية، خاصة أنه من المعروف عن سيارات «فيات» لا سيما التصميم الجديد لفيات 500 التي لاقت نجاحا عالميا منقطع النظر، أنها تنظر في تصميماتها الى الاسلوب العصري والحديث الذي يجمع ما بين المتعة والعملية.

وبما أن الايطاليين هم أهل الفن والتصميم والابداع، فكان لا بد ان تقوم «فيات» بتلك المسابقة التي فتحت المجال أمام عدد هائل من المصممين، لاطلاق العنان لمخيلتهم، فتم إنشاء موقع الكتروني خاص بهم تم من خلاله تدوين كل الاختراعات، وفي نهاية المطاف كان لا بد من فرز تلك الاختراعات وتصنيفها، الى ان وصل 5 مصممين الى المرحلة النهائية، وكان الفائز المصمم البريطاني الشاب نيك روكليف عن اختراعه وسيلة «السنوبورن» للتنقل على الثلوج، واختراعه اشبه بلوح التزلج «السنوبورد» ولكن استعماله اسهل بكثير لانه بامكانك الجلوس على مقعد اشبه بمقعد الدراجة الهوائية BMX ويمكن تثبيته على أي لوح تزلج ويتم التحكم بالسرعة من خلال شد حزام خاص بواسطة اليد.

يقول اندرو هامبرستون المدير العام لشركة فيات في بريطانيا إن اختيار الاختراع الافضل كان من بين اصعب الخيارات التي قام بها في حياته المهنية، خاصة ان نسبة المشاركين كانت عالية جدا، كما ان الافكار كانت فعلا جميلة وتصب في خانة التصميم الرائع والعملي، وهذا ما كنا نطمح اليه من خلال هذه المسابقة، وشاركت لجنة مؤلفة من عدة أشخاص مختصين في مجال التصميم في تصفية اسماء المصممين واختيار الفائز بالجائزة، وكان من بينهم المصمم والمخترع توم لاوتن والمذيعة في القناة البريطانية الخامسة سوزي بيري وستيوارت نايثان المحرر في مجلة «المهندس» وغاري مانز مدير التصميم في شركة ليو بيرنيت الى جانب هامبرستون نفسه.

ومن بين المخترعين الذين وصلوا إلى مرحلة التصفية النهائية المصمم، هارلي زبلوسكي عن تصميم The Suitcase Car، وسايمون تارينت عن ابتكار The Streetrower، وستيفن سبونغ عن اختراع The Longbow والمصممة الشابة ناتالي داغستاني عن تصميم مميز اطلقت عليه اسم The Hylo Shoe وهو عبارة عن حذاء باللونين الزهري والاسود يمكن ان يتم استعماله كحذاء بكعب عال وبنفس الوقت يمكن ان يتحول إلى حذاء من دون كعب أشبه بحذاء راقصات الباليه او «البامب شوز».

وفي حفل أقيم في صالة العرض لشركة «فيات» في وسط لندن وبحضور عدد من الوجوه الاعلامية والصحافيين العرب والاجانب قامت مقدمة برنامج «غادجيت شو» الذي تبثه القناة البريطانية الخامسة بإعلان الفائز بالجائزة، وقدمت لروكليف شيكا بقيمة 50 الف جنيه استرليني (ما يعادل 100 الف دولار أميركي). وتم عرض الابتكارات الخمسة التي وصلت الى مرحلة التصفية النهائية، وبنفس الوقت تم عرض فيلم قصير يظهر مميزات كل ابتكار، وشارك المخترعون الحضور بأفكارهم وقاموا بالتكلم عن اختراعاتهم وعن المراحل التي مروا بها للتوصل الى المنتج النهائي الذي يجعل التنقل مغامرة ملؤها المتعة والتسلية.

وفي مقابلة مع «الشرق الاوسط» قالت المصممة والمخترعة الشابة ناتالي داغستاني وهي من أب أردني وأم بريطانية، إنها كانت تأمل بالفوز عن تصميمها للحذاء العصري، إنما عدم فوزها بالجائزة الاولى لا يعني أنها لن تواصل مسيرتها في التقدم لكي يصبح تصميمها هذا وغيره من الابتكارات التي تقوم بها، متاحة للجميع في الاسواق، وهي تبحث اليوم عن جهة ممولة لاختراعاتها التي تعتبرها عصرية وجديدة وحديثة والاهم من ذلك كله تقول عنها إنها عملية جدا.

ناتالي داغستاني (21 عاما) تحمل شهادة بدرجة التميز في مجال التصميم من جامعة وايلز في مدينة كارديف، وعن تصميم الحذاء تقول داغستاني إن الفكرة هي وليدة معاناة المرأة ودفعها ثمن الاناقة، فالحذاء العالي لا يضاهيه أي تصميم حذاء على الاطلاق إنما قد يكون غير مريح وقد يؤدي الى بروز مسامير في القدمين وقد يؤثر على نشاط المرأة اليومي، والفكرة جاءت بسبب معاناتها الشخصية، فعندما سمعت عن المسابقة شرعت الى ابتكار هذا الحذاء الذي يقدم الراحة للمرأة أثناء المشي، وعند وصولها الى المكتب يمكنها رفع الكعب الى أعلى ليصبح الحذاء عاليا بتصميم مختلف، كما ان المواد المستعملة في تصميم الحذاء ذكية جدا فيمكن ان يتذكر الكعب (من المعدن) مثلا العلو الذي يجب ان يكون عليه، وبنفس الوقت هو قابل للطي، وتضيف داغستاني أن هذا الحذاء يخاطب حياة المرأة العاملة التي تتنقل كثيرا.

وفي لقاء لـ«الشرق الاوسط» مع الفائز، عبر نيك روكليف (34 عاما) عن سعادته بالفوز، فهو حائز شهادة في الهندسة الميكانيكية بالاضافة الى بكالوريوس بالتصميم من معهد الفنون في رويال كولادج في لندن، وهدفه بعد الفوز بالجائزة الاولى وبمبلغ 50 الف جنيه استرليني هو توسيع دائرة عمله، والعمل على عرض منتجه الفائز بالجائزة في المعارض الشتوية القادمة وفي سوق الرياضات الشتوية، كما يطمح لان يدخل تصميمه فئة التزلج في مسابقة الالعاب الرياضية الشتوية لعام 2018.

ويقول روكليف عن المسابقة انها فتحت بابا واسعا لتصميمه، فعندما سمع عن المسابقة التي اعلنتها شركة «فيات» شعر بشهية مفتوحة على التصميم والابتكار خاصة وان إعلان «فيات» جاء واضحا وصريحا مفاده: «تعال بفكرة تنقل من نقطة أ إلى ب بطريقة ممتعة». وهذا الاعلان حرك فيه الحماس للابتكار والدخول في غمار المسابقة، وفكرة Snowbone BMX جاءت بسبب حبه للمغامرة والرياضة، فاستعمال لوح التزلج على الثلج لا يستطيع أي كان استعماله، إلا أن هذا الابتكار يفسح المجال لاي كان للتعبير عن طاقاته الرياضية المخفية ليقوم بحركات لم يحلم بتحقيقها من قبل.

وبهذه المناسبة قالت المذيعة ومقدمة الحفل سوزي بيري إنها سعيدة لانها تشعر بالفخر لمشاركتها شركة فيات في هذه المسابقة، وأضافت: «لم أكن اتوقع بأن نجد هذا القدر من الابداع، وكان الخيار صعبا جدا نسبة لمستوى التصميم والابتكار العالي، فبريطانيا هي موطن المبتكرين والابداع، والساحة تتسع للمزيد من المصممين والمخترعين والمبتكرين».