تمتع بمشاهدة الإعلان عن الفائز بـ«جائزة نوبل للآداب» مباشرة على الإنترنت

«الأكاديمية الملكية السويدية» ما تزال منحازة لمقاييسها الغربية

TT

دعت «الأكاديمية الملكية السويدية» كل المهتمين بالأدب ان لا يفوتوا فرصة متابعة حدث الإعلان عن جائزة نوبل للآداب يوم 13 اكتوبر (تشرين الاول) الحالي على الانترنت مباشرة. ويبث الموقع الخاص بجائزة نوبل المؤتمر الصحافي الذي سيعلن من خلاله عن الفائز لعام 2008 بالنقل المباشر على الشبكة العنكبوتية عند الساعة الحادية عشرة بتوقيت غرينتش. وإن كان العرب قد عشقوا هذه الجائزة وحلموا بها، وغالباً ما فسروا منحها لأحد الأدباء او حجبها عنه على انه أمر موجه ضدهم، فإنهم هذه السنة يبدون وكأنهم زهدوا بها أو يئسوا من انتظارها. وعلى الأرجح فإن عدد المنتظرين العرب لإعلان النتيجة على الإنترنت مباشرة لن يكون كبيرا، لكننا في اليوم التالي سنسمع أنيناً حزيناً في حال لم يحصل عليها عربي، وهو المرجح.

ومن المفترض ان تكون لجنة نوبل قد وقع اختيارها على اسم الفائز الذي سيعلن عنه يوم الخميس، منذ ما يقارب الأسبوع بعد اجتماعات مسائية دامت لأسابيع من أجل دراسة اللائحة القصيرة النهائية التي لا يتعدى عدد الأدباء الموجودين عليها العشرين أديباً. وسيكون هناك اجتماع صباحي يوم 13 يتم خلاله التأكيد على الاسم النهائي الفائز، ويجرى اتصال تلفوني بالأديب صاحب الحظ لإبلاغه بفوزه، وتتم دعوته إلى استوكهولم لتسلم جائزته وإلقاء كلمته. وبعد تبليغ الفائز يعقد المؤتمر الصحافي المنتظر الذي صار بإمكان كل المهتمين متابعته مباشرة على الانترنت.

وتدرس الأكاديمية السويدية الترشيحات التي وصلتها منذ مطلع فبراير (شباط) الماضي، ومن المفترض حسب القواعد العامة لعمل اللجنة ان تكون غربلة المرشحين قد تمت في منتصف سبتمبر (ايلول) الفائت، وان النقاشات من حينها تدور حول لائحة مختصرة لا تتعدى العشرين أديباً.

وكانت الأكاديمية الملكية السويدية تعتمد بشكل أساسي على الترشيحات التي تتقدم بها اكاديميتان أساسيتان هما الأكاديمية الفرنسية المعروفة بعراقتها والأكاديمية الاسبانية، وهو ما يفسر ربما حصول العديد من الفرنسيين وكذلك الإسبان على هذه الجائزة. لكن الأكاديمية عادت ووسعت دائرة الذين يقترحون المرشحين وامتدت لتشمل أكاديميين ومتخصصين في مجال النقد والأدب وتاريخ الفنون. وفي فترة لاحقة صار بمقدور الفائزين بنوبل أنفسهم أن يتقدموا بترشيحات ايضاً، كما شملت الدائرة بعض المؤسسات الثقافية العريقة. وما يسمع عن علاقات عامة واتصالات يجريها بعض الأدباء العرب تتم على هذا المستوى ومن خلال أكاديميين تفترض فيهم لجنة نوبل الأهلية لترشيح من يرونه مناسباً. ويتم طلب ترشيحات جديدة كل سنة، دون الاعتماد على ترشيحات السنة التي سبقتها وإعادة دراستها من جديد. ويفترض ان المرشح لسنة ما أن لا يعاد ترشيحه إلا بعد مضي سنتين، وهو ما يثير الأسئلة حول إصرار بعض الصحافيين العرب كل سنة على ذكر نفس الأسماء، باعتبارها وصلت إلى التصفيات النهائية على اللائحة القصيرة، وهي مجرد اضغاث أحلام، ومحاولات لترويج أسماء رغم العلم بأنها ليست مرشحة أصلاً، لا على اللائحة الطويلة ولا الأقصر منها.

وستقدم جائزة نوبل كما بات معروفاً لمن تعتبره الأكاديمية صاحب «أدب مثالي» له «قيمة إنسانية». وإن كان الخلاف ليس كبيراً على القيمة الإنسانية لأعمال الأدباء الذين اختارتهم لجنة جائزة نوبل إلى الآن، إلا ان احترام شرط المثالية، هو مثار جدال كبير، ولربما كان ايضاً سبب الانتقادات الكثيرة التي توجه للجنة على اختياراتها التي غالباً ما يعتبر انها تفتقد للمثالية. فقد اعترض العرب كثيراً على منحها للكاتب الترينينادي البريطاني نايبول عام 2001، بسبب مواقفه المعادية للإسلام خاصة انها اعطيت له بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومن بين من اعترض عليهم العرب الكاتب المجري إيمره كارتس عام 2002 لأن الكثير من كتاباته مستوحاة من عذابات اليهود في المخيمات النازية، وهو ما اعتبر القاء للضوء على آلام شعب يرتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني، الذي لم ينل أي من أدبائه الجائزة.

على أي حال فإن أديباً جديداً سيستحق بعد ساعات، مبلغ 10 ملايين كرونا سويدي، أي أكثر من مليون دولار أميركي بقليل، وستسعد دولة واحدة بالمفاجأة، فيما ستشعر عشرات الدول بغصة استبعادها، وليس العرب وحدهم. فالشعوب التي لم تنل نوبل سوى مرة واحدة، تندرج ضمن لائحة طويلة، على رأسها الصين التي تعد مليارا و300 مليون نسمة فيما لم تنلها الهند غير مرتين، وبقيت نوبل إلى حد كبير غربية الطابع والمقاييس، حيث منحت لبريطانيا وفرنسا وللولايات المتحدة وإسبانيا، بشكل متكرر ولافت، فيما وزعت على باقي القارات والشعوب بطريقة استرضائية، وهو ما يعيدنا إلى السؤال نفسه، هل الأدب الغربي هو الأقرب إلى المثالية حقاَ؟