عرض افتتاحي لأول فيلم سعودي داخل البلاد

في ختام مهرجان جدة السينمائي الخاص

مشهد من فيلم «مناحي» («الشرق الأوسط»)
TT

شهد مركز الملك عبد العزيز الثقافي أمس في جدة حدثاً لم تشهده البلاد من قبل، وذلك بتدشين العرض الافتتاحي للفيلم السعودي المنتظر «مناحي» الذي يقوم ببطولته الفنان السعودي فايز المالكي، في آخر أيام مهرجان عروض الأفلام السعودية والخليجية السينمائية ضمن برنامج أمانة المدينة الخاصة باحتفالات العيد. ووسط توقعات بحضور جماهيري كبير لأول فيلم سعودي يتم إطلاق عرضه من البلاد، خاصة أن التجربة السينمائية الأولى لتجارب السعوديين في فيلم «كيف الحال» كانت بداية العرض له من دول خليجية وعربية كثيرة، باستثناء بلد إنتاج الفيلم.

كما يسبق عرض فيلم «مناحي» فيلم سعودي آخر للفنان راشد الشمراني باسم «صباح الليل»، وهكذا تأتي الليلة الأخيرة من عروض الأفلام السينمائية الخاصة باحتفالات العيد التي انطلقت السبت الماضي، ليلة من العيار الثقيل لما يمتلكه أبطال العملين من شعبية كبيرة.

ولكن البداية من حيث الحضور الجماهيري للأفلام المعروضة، كما يوضح المخرج السعودي فهد غزولي، وهو المشرف في اللجنة التنظيمية للعروض السينمائية، كانت «متواضعة، باستثناء العرض المسرحي الذي تزامن في الثلاثة أيام الأولى للفنان فايز المالكي تحت اسم رابح الخسران».

فخلال الأيام الثلاثة الأولى من عرض مسرحية «رابح الخسران» كان الحضور كبيراً، لدرجة التزاحم أمام بوابة الملك عبد العزيز الثقافي الذي يستقبل للمرة الأولى زواراً من محبي ومتابعي الأعمال الفنية مسرحياً وسينمائياً، وذلك كحال أمانة جدة التي اقتدت بنظيراتها في العاصمة الرياض بتنظيم عروض مسرحية خلال احتفالات العيد، وأحياناً خلال المهرجانات الصيفية. ويصف الدكتور غزولي عدد الحضور لعروض مسرحية «رابح الخسران» بغير المتوقع، قائلاً: «امتلأت القاعة المخصصة للحضور البالغة سعتها 1200 كرسي كاملة، وفي كل ليلة من اليومين الثاني والثالث من العرض كان ضعف الحضور داخل الصالة موجوداً في الخارج».

وعلى الرغم من أن عنوان البرنامج الفني الخاص باحتفالات العيد في جدة جاء «عروض الأفلام السعودية والخليجية السينمائية»، بيد أن المشاركة الخليجية اقتصرت على عمل كويتي واحد «شرق» من بين 14 عملاً تم عرضها على امتداد أيام الأسبوع الجاري، وبطبيعة الأمر باقي الأفلام كانت سعودية الصناعة والإنتاج.

يقول المخرج غزولي: «في الأساس الأفلام المعروضة خلال مهرجان العيد سبق عرضها في مهرجان جدة السينمائي في مهرجان الصيف الماضي، ومعظمها أفلام سعودية تحاكي الواقع العام، وتتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا، وتقدم مادة ترفيهية للمشاهدين الذين استهدفنا الكبار منهم والصغار بتخصيص عروض خاصة لكل عمر».

يشار إلى أن هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث المنظمة لفعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، والذي ينطلق غدا (الجمعة)، وجه الدعوة لثلاثة أفلام سينمائية سعودية تقدم عروضها في مهرجان جدة للعيد الجاري، للمشاركة والمنافسة مع 100 فيلم روائي وقصير مشارك في المهرجان الأضخم في منطقة الخليج.

والأفلام الثلاثة المشاركة هي «مهمة طفل» للمخرج السعودي ممدوح سالم، والذي يعتبر أول منظم لمسابقات وعروض سينمائية في السعودية، وبطولة الفنانة البحرينية هيفاء حسين، وكذلك فيلم «مهمة في وسط المدينة» للمخرج محمد هلال، وبطولة الفنان مشاري هلال، إضافة إلى الفيلم الكرتوني «ما بعد الرماد» للمخرج جاسم العقيلي الذي نال عن نفس الفيلم جائزة أفضل عمل فني كرتوني خلال فعاليات مهرجان جدة الثالث للأفلام أغسطس (أب) الماضي.

وكون الأعمال السينمائية المعروضة في احتفالات العيد مكررة من موسم الصيف الماضي، كان للعمل المسرحي الوحيد، والأول في مدينة جدة، دلالة واضحة على التعطش السعوديين لأعمال مسرحية تفرغ هموم واقعهم اليومي عبر الضحك، كما يؤكد الدكتور غزولي، ولكن السؤال المطروح انعدام تنظيم العروض المسرحية في مهرجانات ومناسبات عروس البحر الأحمر التي تعرف مع مدينة مكة في منطقة الحجاز بالمدن التي كانت تملك مسارح رائدة في الماضي. ويرى الدكتور غزولي أن السبب في انعدام العروض المسرحية عائد للتجهيزات التي يحتاجها المسرح من حيث كبر المساحة، إضافة إلى الجوانب الفنية والتقنية الأخرى الخاصة كالديكورات على سبيل المثال.

ويقول «العمل المسرحي بحاجة إلى جهات تنظيمية كأمانة جدة، وجمعية الثقافة والفنون، للمساهمة في تهيئة مسارح للعروض، وكذلك لتنظيم الجوانب الأخرى، خاصة أن العمل المسرحي يحتاج لفترة إعداد أكبر».