نوبل للآداب 2008 لروائي الصحراء والعالم البدائي

لم يفز بها فرنسي منذ العام 1995

جان ماري غوستاف لوكليزيو
TT

هذه المرة، اصابت التوقعات، حين اعلن السكرتير الدائم للاكاديمية السويدية هوراس اينغدال، في الساعة الواحدة، حسب التوقيت المحلي، من ظهر أمس الخميس عن اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب للعام 2008، واسمه جان ماري غوستاف لوكليزيو، وهو كاتب فرنسي ولد في نيس العام 1940، من اب بريطاني تعود اصوله الى موريتوس وأم فرنسية.

وفي معرض تبريرها منح جان كليزيو الجائزة اشارت الاكاديمية السويدية الى ان الروائي الفرنسي «كاتب الانطلاقات الجديدة والمغامرة الشعرية والنشوة الحسية ومستكشف بشرية ما وراء وما تحت الحضارة السائدة». السكرتير الدائم للاكاديمية السويدية هوراس اينغدال اعتبر اختيار الروائي الفرنسي صائبا اذ قال:

«ذلك لانني قرأت لجان ماري لوكليزيو عددا كبيرا من مؤلفاته متابعا اياه فترة طويلة، ولان من الممتع العودة الى فرنسا كأمة كبيرة تزخز بآدابها، ولم تكن على جدول جوائز نوبل سنوات طويلة، منذ العام 1995». وفي حديث مباشر معه، بعيد فوزه بدقائق، قال الحائز على جائزة نوبل في الآداب لهذا العام جان ماري لوكليزيو، للاذاعة السويدية، بانه متأثر جدا وممتن لهذه المكافأة. منذ العام 1963 حين نشر اولى رواياته بعنوان «العملية اللفظية»، ترجمت الى السويدية تحت عنوان «تقرير عن آدم»، وحتى الآن اصدر جان ماري كليزيو ستة وثلاثين كتابا، آخرها العام 2006 بعنوان Ourania وفي العام 1965 اصدر كتابه الثاني بعنوان «الحمّى» وهي عبارة عن قصص لها مضمون واحد يتحدث عن الجنون.

استفاد جان كليزيو خلال مكوثه في المكسيك بين اعوام 1970 و1974 من الاطلاع على تراث الهنود الحمر عن كثب من خلال معايشاته اليومية معهم، وجسد ذلك في كتاباته، حيث كرس العديد منها حول موضوعات تخص المكسيك والهنود الحمر، ومنها ترجماته لنصوص قديمة، اذ اصدر كتابا بعنوان «نبوءات شيلام ابلام»، «الحلم المكسيكي».

غير ان واحدة من اهم رواياته هي «الصحراء» التي اصدرها العام 1980 ونال عليها جائزة غونكور. وهذه الرواية بالذات التي ارتكزت عليها الاكاديمية السويدية في ترشيح جان ماري لوكليزيو للجائزة ومنحها اياه، حيث قالت عنها «انها تتضمن صورا عظيمة عن ثقافة ضائعة في صحراء شمالا فريقيا تختلف عن طريقة الوصف الاوروبي التي تجري بعين المهاجر غير المرغوبة» كما يأتي في تبرير منحه الجائزة. «اهم شيء بالنسبة لي هو ان ابرز الكرم الذي يجود به الناس وتجود به الطبيعة» يقول الحائز جائزة نوبل في الآداب العام 2008 جان ماري كليزيو، للاذاعة السويدية. جان ماري غوستاف لوكليزيو يعد كاتبا من الطراز الاول في محاكاته للانسان والطبيعة ومبدئيا في مواقفه من القضايا التي تشغل اهتماماته، وفي بحثه عن الصوت الآخر. ومن اهم اعماله الاخرى رواية «الباحث عن الذهب» التي اصدرها العام 1985 و«سمكة من ذهب» العام 1993 وقد ترجمت للغة العربية، وهي تتحدث عن فتاة من الصحراء الغربية مجهولة الهوية، بل ان جذورها عائمة في تاريخ المنطقة، في هجرة حياتية تبحث فيها عن الذات وتوكيد كفاح الانسان من اجل البقاء خارج حدود جغرافيتها وعوالمها المختلفة.