متحف الخط العربي الدمشقي ومحتوياته يمر في مرحلة تأهيل

بين جوانحه نسخ نادرة من القرآن الكريم ونقش النمارة للشاعر امرئ القيس

من مقتنيات متحف الخط العربي النادرة في دمشق («الشرق الأوسط»)
TT

يشغل متحف الخط العربي الواقع في مدينة دمشق القديمة مدرسة قديمة تعود للعهد الملوكي، ويطلق عليها اسم المدرسة الجقمقية نسبة لبانيها الأمير سيف الدين جقمق التي بناها سنة 1421م. وقد افتتحت بعد ترميمها كمتحف نوعي للخط العربي في عام 1974. ويخضع المتحف مع المبنى حالياً لأعمال ترميم وإصلاح، وقال مصادر مديرية الآثار السورية العامة لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع الترميم الذي تنفذه مديرية الآثار والمتاحف يتضمن إعادة تأهيل لمتحف الخط العربي بشكل كامل من حيث إعادة عرض المقتنيات وإغناء قاعاته بمعروضات جديدة وبمخطوطات تراثية تم ترميمها أخيراً. ومن بين الأعمال أيضاً هناك تركيب شاشة عرض أفلام وثائقية تتحدث عن تطور الكتابة منذ الأبجدية الأولى في أوغاريت وتزويد المتحف بأجهزة إنارة داخلية لإظهار المعروضات بشكل جمالي وفني، وتوثيق المقتنيات وإصدار بوسترات ومطويات بالعربية والإنجليزية، عن المتحف ومقتنياته، وعن المبنى الذي يشغله. كما تشمل عمليات التأهيل، تنظيف واجهات المبنى والأرضيات ووضع لوحات توجيه للسياح والزوار.

فالمبنى الحالي يقع في شارع فرعي، ولا توجد سوى لوحة وحيدة قديمة مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية تشير للمبنى موجودة على زاويته الشمالية. وفي جولة بأقسام متحف الخط العربي بدمشق برفقة مديرة المتاحف منى المؤذن، نلاحظ أنه يقدم بانوراما تاريخية لمراحل تطور الخط العربي والأدوات التي كان يستخدمها الخطاطون والنساخون من خلال المكتشفات الأثرية التي حصلت عليها فرق البحث والتنقيب في عشرات المواقع الأثرية السورية. فهناك كتابات على الحجر والخزف والفخار والقماش والزجاج والمتحف الذي يشكل قاعة كبيرة واحدة هي باحة المدرسة الجقمقية، وفيه تقسم المعروضات حسب مراحلها التاريخية، حيث هناك معروضات لأعمال تعود إلى ما قبل الإسلام، ومنها نقش النمارة للشاعر امرؤ القيس تشابه ما وجد في جبل السيس. وهناك نسخ نادرة للقرآن الكريم، وصفحات من المصحف كتبت على ورق الغزال تعود للقرن الثالث الهجري، وهناك معروضات لأشكال قديمة للخط العربي كخط الرقاع والحيري الذي كتب به العرب المناذرة في الحيرة، والمقتنيات الأخرى موزعة على خزائن العصور التاريخية الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني.

أما المبنى التاريخي للمتحف فهو مقام على رقعة مستطيلة مساحتها 285 متراً مربعاً يضم صحناً عبارة عن باحة تتوسطها بركة ماء على شكل مثمن وهناك أربعة أواوين مختلفة في الأطوال بالإضافة إلى تربة تعلوها قبة عالية من الجهة الشرقية. وللباحة سقف خشبي وزخارف ملونة من الداخل والخارج ذات طراز معماري مملوكي ويبلغ أبعاد المبنى 19X16 متراً وارتفاعه عشرة أمتار، وهو مبني بالمداميك الحجرية البلقاء وتزين أعلى المبنى شرفات مورقة كما يطوق منتصفه وعبر الجدارين الشمالي والشرقي شريط منقوش عليه كتابات تاريخية. ويمتد تحته شريط مزرر تزين أعلى زاوية التقاء الجدارين المذكورين مقرنصات بسيطة من الحنايا والمحاريب.