أسبوع الشوكولاتة في بريطانيا.. نكهة وابتكار

بمشاركة أهم المحلات والماركات العالمية

تحتفل بريطانيا على مدى اسبوع بالشوكولاتة و منتجاتها
TT

تحتفل بريطانيا حاليا بأسبوع الشوكولاتة بمشاركة نخبة من أهم محلات بيع الشوكولاتة العالمية، من بينها «لا ميزون دي شوكولا» و«كو كوتور» و«ثورنتونز» و«هارودز» و«روكوكو» و«سير هانز سلوان شوكولات هاوس» وعدد كبير آخر من ألمع الأسماء في عالم تصنيع الشوكولاتة المحلية والعالمية.

ويعتبر الاحتفال بالشوكولاتة على مدى سبعة أيام تمتد لغاية التاسع عشر من الشهر الجاري من أهم المناسبات التي يحتفل بها القطاع الغذائي في بريطانيا، بحيث يعتبر القائمون على تنظيم هذا الحدث بأنه بمثابة احتفال حقيقي بنكهة الشوكولاتة التي تطورت على مر السنين. ويتضمن أسبوع الشوكولاتة عرض أصناف جديدة من الشوكولاتة في المحلات المشاركة، وتقديم فرصة تذوق الشوكولاتة للزبائن التواقين لمذاق الحلوى.

ففي كل عام يبدأ أسبوع الشوكولاتة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) تهيؤاً لموسم أعياد الميلاد ورأس السنة حيث تزيد نسبة مبيعات الحلوى ولا سيما الشوكولاتة، ويتم خلال هذا الأسبوع عرض منتجات جديدة تناسب الأعياد من خلال التصميم والالوان.

وأمام محبي الشوكولاتة المقيمين فرصة حقيقية هذا الأسبوع للتعرف على تاريخ الشوكولاتة والغوص في قصصها التي لا تنتهي، بالإضافة الى فرصة لقاء أهم المختصين في مجال تصنيع وتصميم الشوكولاتة العالميين، وتذوق نكهات جديدة من أهم دور الشوكولاتة العالمية الشهيرة.

ويشارك كل محل لبيع الشوكولاتة على طريقته الخاصة، فالبعض يستضيف نخبة من الطهاة المختصين بتصنيع الحلوى، يقومون بتحضير مختلف أنواع الشوكولاتة أمام الزبائن، وهذا العام تحاول بريطانيا التركيز على الشوكولاتة البريطانية ومساعدتها على الانتشار بشكل أكبر، كما أنها تحاول وضع الشوكولاتة الانجليزية في مكانة مشابهة لتلك التي تشتهر بها الشوكولاتة السويسرية أو الفرنسية والبلجيكية.

من الواضح أن انتشار محلات بيع الشوكولاتة الراقية آخذ في التوسع في بريطانيا لا سيما في العاصمة لندن، كما أن المنافسة شديدة على تقديم الأصناف الأفضل والأغلى والأرقى وتعتمد العديد من دور تصنيع الشوكولاتة العالمية، الى جانب خلطة الشوكولاتة الفريدة، على مصممين عالميين لتصميم أشكال الشوكولاتة والعلب والغلاف، وهذا ما حصل مؤخرا مع دار «لا ميزون دي شوكولا» بعد تعامله مع دار بوشرون حيث تم تصميم عقد على شكل أفعى من الشوكولاتة والماس.

وهذا الاسبوع سيكشف «لا ميزون دي شوكولا» عن تشكيلته الجديدة لهذا الخريف والشتاء المقبل، وسيكون بامكان الزوار تذوق خلطات جديدة لم تعتمدها الشركة بعد في فرعها في بيكاديللي بلندن، كما سيتم عرض كتاب جديد خاص بمحلات «لا ميزون دي شوكولا» يضم عددا كبيرا من وصفات الشوكولاتة التي تنفرد بها الشركة في محلاتها المنتشرة حول العالم.

وتقول ألكسندرا غيرولامي، المسؤولة عن العلاقات العامة في الشركة لـ«الشرق الأوسط» إن «لا ميزون دي شوكولا» تتطلع الى هذا الحدث سنويا، لأنه فرصة حقيقية لتواصل الذواقين مع مذاق الشوكولاتة التي اشتهرت به الشركة على مدى 30 عاما. فتصنيع الشوكولاتة ليس بالشيء البسيط ، لذا نرى عددا معينا من انواع الشوكولاتة التي وصلت الى العالمية وأصبحت اسما يتداوله العالم، وهذه كانت رؤية مؤسس «لا ميزون دي شوكولا» روبير لينكس عام 1977 الذي عمل الى جانب المدير الفني باسكال لو غاك، وكان هدفهما تقديم الشوكولاتة في قالب من النوعية والرقي والنكهة الطبيعية.

وخلال هذا الأسبوع تقدم المحلات المشاركة، عروضات خاصة، وأسعارا مقبولة لمواكبة الأزمة المالية الخانقة في العالم، لذا طرحت محلات «سيلفريدج» في لندن نوعا جديدا من الشوكولاتة أطلقت عليه اسم «كريدت كرانش» تيمنا بالاسم الذي أطلق على الازمة منذ تفاقمها في العالم.

وتقول سارة جاين ستينز، مديرة اكاديمية تعليم فن الطهي والكاتبة المتخصصة في الطبخ، عن الشوكولاتة، إنها عبارة عن أنواع مختلفة، ويختلف طعمها باختلاف مصدر حبوب الكاكاو وطريقة المعامل في التصنيع، وتضيف أن بلد المصدر لحبوب الكاكاو ونوعية الحبوب هو أهم بكثير من هوية البلد الذي تصنع فيه الشوكولاتة، كما ان نوعية الشوكولاتة الجيدة يجب ان تحتوي على 60 في المائة من الكاكاو للشوكولاتة الداكنة المرة و40 في المائة للشوكولاتة بالحليب، ولكن يجب التنويه بأن نسبة الكاكاو العالية في بعض أنواع الشوكولاتة لا تعني بأن النوعية جيدة، بحيث ان مصدر الكاكاو هو الأهم.

وتضيف ستينز بأن هناك عدة علامات تشير الى جودة الشوكولاتة أهمها ما يكتب على غلاف لوح الشوكولاتة، فإذا لاحظت مكونات لم تسمع بها من قبل ومواد حافظة مضافة الى الشوكولاتة، عندها يجب ان تفكر مليا قبل أكل الشوكولاتة، لان المكونات غير الطبيعية تعني بأن الشوكولاتة تجارية وغير جيدة النوعية.

أما بالنسبة للون فيجب أن يكون متناسقا على عكس ما يظن البعض بأن الشوكولاتة الجيدة يجب ان يكون لونها اسود، والرائحة دليل آخر على جودة الشوكولاتة، فمن المهم ان تفوح رائحة الشوكولاتة الذكية بمجرد فتح غلاف قطعة الشوكولاتة وتكون الرائحة التي تعرف باسم «الأروما» أشبه برائحة عطرية. أما من ناحية الملمس فيجب ان تكون الشوكولاتة ناعمة الملمس تذوب بمجرد لمس إصبعك لها. أما بالنسبة للصوت، فعندما تكسر قطعة من الشوكولاتة من الضروري سماع صوت اشبه بصوت «الكسر»، كما يجب ان تنكسر الشوكولاتة الى قطع كبيرة وليس الى فتات.

عندما تضع الشوكولاتة في فمك يجب أن تذوب في الحال، فإذا بقيت متماسكة لمدة طويلة في الفم فهذا دليل على ان النوعية سيئة، فذوبان الشوكولاتة من الدلائل التي تشير الى جودة النوعية.

أما بالنسبة للمذاق ما بعد الأكل تقول ستينز إن مذاق الشوكولاتة الجيد من شأنه أن يبقى في الفم لمدة تصل الى 45 دقيقة. وتقدم محلات مشاركة في أسبوع الشوكولاتة العديد من النصائح والمعلومات حول تاريخ الشوكولاتة وطريقة تصنيعها واختلافها من معمل الى آخر، كما يقوم أخصائيون في تصنيع الشوكولاتة بابتكار نكهات جديدة مباشرة في المحل أمام الزبائن يكون فيها الزبون هو الحكم. للمزيد من المعلومات ولمعرفة أسماء جميع المحلات المشاركة بأسبوع الشوكولاتة في بريطانيا، يمكنكم زيارة الموقع التالي: www.chocolate-week.co.uk