بيروت تشهد عروضاً علمية حية وابتكارات محلية باهرة

في معرض «أيام العلوم» في نسخته اللبنانية

أطفال يشاركون في احدى التجارب («الشرق الأوسط»)
TT

اجتمعت البيئة والزراعة مع الهندسة والتكنولوجيا والصحة والعلوم على أنواعها في معرض «أيام العلوم» بنسخته اللبنانية على مساحة ملعب سباق الخيل في بيروت. تجربة لبنانية اقتبست عن التجربة السويسرية بعد موافقة بلدية جنيف ونفّذتها لجنة «احياء ايام العلوم» المنبثقة عن وزارة الثقافة اللبنانية بالتعاون مع إدارة الشؤون الثقافية في جنيف والسفارة السويسرية وبلدية بيروت، بطريقة مميزة لاقت اهتمام الجمهور ولا سيما تلاميذ المدارس الذين وجدوا في هذا المعرض وسائل أيضاحية وتطبيقية قاموا بتنفيذها بأنفسهم بعيدا عن مواد العلوم الجافة أو المعقدة، اضافة الى أفلام ومحاضرات قدّمت طوال أيام المعرض. كل تمركّز في جناحه بانتظار القيام بمهمته على أكمل وجه. من الجمعيات البيئية والمؤسسات المتخصصة بالتكنولوجيا الى الجامعات ومشاريع طلابها الفريدة من نوعها والشركات التي تعنى بتفاصيل العلوم وتغوص في خفاياها محاولة بذلك تبسيط الصورة ليستوعبها الزوار على اختلاف أعمارهم. التنافس بين الجامعات اللبنانية التي عملت اداراتها على اختيار أفضل ما أنتجته أيدي طلابها لعرضها في هذه المناسبة، أظهر مواهب لبنانية تنافس أهم الابتكارات العالمية من الآلات الصناعية الى السيارات التي انفردت كل جامعة على تقديمها بتميّز خاص. ولم تغب، رغم امكاناتها المحدودة، المدارس عن هذه المنافسة. لكن القاسم المشترك بينها كان قدرة الطلاب على بذل جهودهم والوصول الى نتائج باهرة. وبكل فخر يقف دافيد فرام أمام سيارته التي كلّفت أكثر من 90 ألف دولار لصناعتها والتي تحمل اسم عائلته فخورا بإنجازه ومؤكدا أن من يملك القدرات لا بدّ أن يحّقق حلمه يوما ما مجتازا كل المشكلات التي قد تواجهه ولا سيما «العوائق اللبنانية». ويثبت تلاميذ مدرسة الجمهور وطلاب الجامعة الأميركية في بيروت وجهة نظر فرام من خلال الانجازات التي قدموها كطائرة الاطفاء التي تعمل من دون طيّار والسيارة التي تعمل على الطاقة الشمسية. وتحت عنوان «الحمض النووي وسيلة لتصنيف الكائنات الحية وتطوّرها» تمكّن التلاميذ من معرفة أقدم أنواع الحيوانات باعتماد طريقة سهلة مكّنتهم من الوصول إلى النتيجة بأنفسهم. وفي جهة مقابلة كان طلاب كلية الصحة في الجامعة اللبنانية وأساتذتهم يجرون فحوصا لتحديد فئات دم الزائرين وتوعيتهم على قواعد عملية نقل الدم وملاءمة كل فئة للأخرى. أما محبو الرياضيات فكانت لهم حصة في معرض العلوم حيث قدّم معهد «semas» في لبنان الطريقة اليابانية لتعليم الأولاد هذه التقنية خلال فترة معينة عبر استخدام آلة «abacus». وفي حين عرضت «جمعية بحر لبنان» مجموعة صور عن البيئة البحرية في لبنان، عملت «جمعية الأرض» على إحضار أفكار حية إلى المعرض من خلال تقديم وسائل بديلة للوسائل المستخدمة في هذه الايام والتي تلوّث البيئة، كالمرحاض البيئي وطريقة الزرع في المربّعات وفرز النفايات من خلال الألوان. واجتمعت تحت سقف المعرض عروض أخرى تحت عناوين مختلفة تهدف بشكل عام الى تقديم المعلومات للتلميذ بطريقة بسيطة، كلعبة «صحتي وسلامتي» التي تشمل أسئلة وأجوبة من ألف الحياة الى يائها، ومحاضرات حول كيفية الحماية من الأشعة فوق البنفسجية ومشكلة ثقب الأوزون وآثاره. كذلك كان لصحة الأسنان موقع في هذا الحدث، اذ عمدت مستشفى رزق من خلال قسم الطب فيها الى اطلاع الزوار على مكونات الأسنان وكيفية الحصول على ألوان طبيعية وأشكال متناسقة بواسطة تقنيات تبييض الأسنان المتطورة وزرعها. رحلة علمية طويلة اجتازها طلاب لبنان وتلاميذه في معرض «أيام العلوم» الأول، فكانت تجربة تفاعلية بين المقدّم والمتلقي، فمن جهة اطلّع التلاميذ على معلومات جديدة ومفيدة، ومن جهة أخرى أحيت أملاً كان في طور التلاشي في نفوس من يطمحون لإثبات أنفسهم وقدراتهم رغم المشكلات والاضطرابات التي تحيط بهم وتعيق تقدمهم.