البرامج الساخرة من المرشحين.. تجذب المشاهدين

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية

برنامج «ساترداي نايت لايف» الساخر ينافس البرامج السياسية في نسب المشاهدة («نيويورك تايمز»)
TT

يثبت السباق الرئاسي أنه على شاشة التلفزيون، تتفوق الانتخابات المثيرة على جميع البرامج السياسية، وخاصة المضحكة منها.

وفي البرامج الكوميدية المتخصصة في السخرية من الأحداث الجارية، والتي تبث في وقتٍ متأخرٍ من الليل، غيّر الاهتمام السريع لملايين المشاهدين بالسباق الرئاسي (والسباق على منصب نائب الرئيس) من نسب المشاهدة وأشعل النشاط الإبداعي. يقول لورن مايكلز، المنتج المنفذ لبرنامج «ساترداي نايت لايف» (SNL) على شبكة (إن بي سي): «إن نسبة المشاهدة كبيرة جدا». وبفضل تشخيص المرشحين الذي يتحدث عنه الجميع، وخاصة التقليد الدقيق الذي قامت به تينا فاي لسارة بالين، يجد البرنامج نسبة مشاهديه في ازدياد هائل هذا الخريف. وقال مايكلز: «أعتقد أنه لو كان ماكين اختار رومني، لكان الأمر مختلفا تماما». وفي إشارة إلى المنافس الجمهوري على الرئاسة ميت رومني، أضاف مايكلز: «لو كانت المناظرة بين رومني وبيدن فستكون مثيرة للاهتمام، ولكنها كانت ستصبح سياسية فقط كما هي العادة». وارتفعت نسبة مشاهدة البرنامج، في موسمه الرابع والثلاثين، بنسبة 50 في المائة، وذلك في خطوة تتحدى اتجاهات المشاهدة على الشبكات التلفزيونية. وشاهد حلقة الأسبوع الماضي أكثر من 10 ملايين شخص، وهو رقم سيجعل البرنامج يحتل المركز الأول في وقت الذروة. وفي تطلع إلى الاستفادة من زيادة الاهتمام بالبرنامج، سيخصص البرنامج أول فترة خاصة من بين الفترات الثلاث الخاصة بوقت الذروة يوم الخميس في الساعة 9:30 للسباق الرئاسي. ويقول مايلكز: «لم تكن هناك انتخابات نكون فيها محور الاهتمام بمثل هذه الطريقة، ما عدا انتخابات بوش وآل غور عام 2000. إنه أمر رائع للكوميديا، ورائع للعرض التلفزيوني لأن هذا ما نبذل فيه قصارى جهدنا». هذا ليس سيئا بالنسبة لتلفزيون الكابل أيضا، فهناك برنامجان يبثان في وقت متأخر من الليل يتعلقان بالأخبار على قناة «كوميدي سنترال». وحقق البرنامجان «ذا ديلي شو ويذ جون ستيوارت» و«ذا كولبرت ريبورت» أرقاما قياسية في المشاهدة الشهر الماضي، بل تفوقا على بعض برامج الشبكات التي تعرض في وقت متأخر من الليل.

قال ستيوارت: «أعتقد أن المشاهدين في حالة معنوية مرتفعة بسبب الانتخابات. إنها بالتأكيد تضفي حيوية على عالم الكوميديا». وكان أفضل أداء لبرنامج «ذا ديلي شو» عندما وصل متوسط نسبة المشاهدة إلى ما يقل قليلا عن مليوني مشاهد فقط في سبتمبر (أيلول). ولأول مرة في غضون شهر، يحقق البرنامج عدد مشاهدين في الحلقة الواحدة يفوق برنامج «ليت نايت ويذ كونان أو بريان» على (إن بي سي)، وهو البرنامج المتاح أمام 15 مليون منزل أكثر من «ذا ديلي شو». (على الرغم من أن «ليت نايت» يعرض بعد 90 دقيقة، في الساعة 12:30، عندما يكون عدد أقل من المشاهدين متيقظين ومتابعين). والأمر الأكثر أهمية ـ وربما المؤشر على سبب ازدياد أعداد المتعصبين في الانتخابات ـ هو أن SNL وبرامج «كوميدي سنترال» تجذب بقوة الجمهور الأصغر سناً. فقد زاد عدد المشاهدين من عمر 18 إلى 34 عاماً لبرنامج SNL إلى حوالي 2.1 مليون مشاهد للحلقة هذا العام، بعد أن كان عددهم 1.4 مليون مشاهد العام الماضي. وفي فئة الرجال من عمر 18 إلى 34، وهي أكبر فئة تتابع البرامج الكوميدية، بلغ متوسط عدد مشاهدي «ذا ديلي شو» 486 ألف مشاهد في سبتمبر الماضي، ومشاهدي «ذا كولبرت ريبورت» 438 ألفا. وجاءت أقرب نسبة مشاهدة بين برامج قنوات الشبكات في هذه الفئة العمرية لبرنامج «ذا تونايت شو ويذ جاي ليو» على (إن بي سي) بعدد 321 الف مشاهد. وجاء برنامج أوبريان بمشاهدة 215 الفاً. وحقق برنامج «ذا لايت شو ويذ ديفيد ليترمان» على قناة (سي بي إس) 179 الف مشاهد فقط في هذه الفئة. وحصل «جيمي كيمل لايف»، الذي يبدأ بعد منتصف الليل على (إيه بي سي) على عدد 125 الف مشاهد. وبرنامج «ذا ليت ليت شو ويذ كريغ فيرغسون» الذي يعرض في الساعة 12:30 على (سي بي إس) يشاهده 108 آلاف شخص. وتقول ميشيل غانليس، رئيسة قناة «كوميدي سنترال»: «كان الجميع يقولون إن المزيد من الشباب مهتمون بهذه الانتخابات، وأعتقد أننا نثبت ذلك الآن». ويقول لينو، الذي كان يلقي النكات حول الانتخابات في برنامج «تونايت» منذ أن كان بديلا للمذيع في الثمانينات: «أشعر بأن الجمهور نضج قليلا». وأضاف أن الاهتمام بالعرق زاد للغاية، وأن الشخصيات التي تستهدفها الكوميديا، وعلى رأسها بالين، ثرية للغاية، على الرغم من «أننا مررنا ببوش وكلينتون. ولكن هذا هو العصر الذهبي للكوميديا». لقد تزايد الاهتمام إلى قدر كبير لدرجة أن بعض البرامج غيرت من خططتها الإنتاجية لتلائم الوضع الجديد. في الأسبوع الماضي، غيّر ليترمان، الذي كان يسجل حلقتين أيام الاثنين ليتمكن من الحصول على إجازة أيام الجمعة، هذه الخطة وسجل حلقة يوم الجمعة لتتضمن مواقف كوميدية تقوم على المناظرة بين المرشحين على منصب نائب الرئيس. اتخذ برنامجا «ذا ديلي شو» و«ذا كولبرت ريبورت» خطوة أكثر قسوة، وهي إلغاء الإجازات المخطط لها الأسبوع المقبل. قال ستيوارت: «إنه موسمنا الممتلئ بالأعمال» (وستقدم البرامج فقرة خاصة مشتركة على الهواء في ليلة الانتخابات، 4 نوفمبر (تشرين الثاني) في الساعة العاشرة). ويقول دوغ هيرزوغ، رئيس الشركة المنتجة لقناة (كوميدي سنترال)، مجموعة شبكات (إم تي في)، «هذا الأمر بالنسبة لنا يساوي عام الأولمبياد». ولاحظ المنتجون في جميع العروض أن ظهور المرشحين عوض أرباح العام كله. وحتى عندما لم يظهر السيناتور ماكين في برنامج ليترمان منذ أسبوعين، رفع غيابه من نسبة مشاهدة البرنامج، وقد أدخل هذا الحدث في موقف كوميدي، وأخذ يوبخ ماكين كل ليلة تقريبا من أجل «رفضه لخطة الإنقاذ». ولكن يعاني برنامج ليترمان بالفعل بعض الشيء بسبب الانتخابات، لأن برنامج «إيه بي سي» الإخباري المنافس «نايت لاين»، الذي يقدم تقارير تتعلق بالانتخابات معظم الليالي، وصل إلى أفضل شهر لديه منذ أن خرج عن شكله المعهود بعد ترك تيد كوبل له عام 2005. فيحقق برنامج «نايت لاين» مصدر جذب أكبر للمشاهدين من برنامج ليترمان. وتعاني البرامج الكوميدية مثل برنامج ليترمان، غير المتخصصة في السياسة من الحصول على مركز أقل في هذه الفترة. فكما قال أوبريان: «بعض البرامج تعتبر السياسة هي مصدر رزقها. أما برامج مثل برنامجي وبرامج جاي وديف، فهي تقدم أشياء أخرى أيضا. وفي بعض الأحيان على أن أنتقل إلى شيء ما يكون سخيفا مثل القفز في وعاء ضخم من الجبنة الشيدر».

* خدمة «نيويورك تايمز»