1700 طباخ من 50 دولة يسعون وراء الميداليات الذهبية

الدورة الأولمبية الثانية والعشرون للطبخ

أعضاء لجنة التحكيم يتناقشون حول أطباق المتسابقين (أ.ب)
TT

لا تختلف دورة الطبخ الأولمبية عن دورة الألعاب الأولمبية من ناحية التنظيم والجوائز، إلا أن من يحاول هنا طبخ لحم الغزال بأقل من عشر ثوان، مثل عدائي مسافة الـ 100 متر، سيحرق أرضية الطنجرة الرصاصية ولن ينال اية ميدالية ذهبية.

فالأمور في الدورة العالمية للطباخين تدور حول الطعم والتلذذ والتفنن أكثر مما تدور حول السرعة. 32 طاقم طبخ من 50 دولة تنافسوا طوال 4 أيام لتحضير وجبات الطعام اللذيذة وتوزيعها على لجان الحكام والجمهور الجائع. وإذ اختار الألمان لحم النقانق مع الخضار البافاري، اختار الاندونيسيون الاربيان الضخم بالصلصة وفضل البريطانيون لحم الغزال. مع ملاحظة أن السمك والخضار كان العلامة الفارقة في معرض هذا العام.

ويجري المعرض للمرة الثالثة على التوالي في مدينة ايرفورت الألمانية(شرق) في ولاية تورنجن. وهو أكبر «مطعم أممي» في العالم وأهم «مصنع للطعام اللذيذ»، حسب تعبير رئيس اتحاد الطباخين الإيطاليين غرازيانو مانزاتو. وستقدم الفرق المتنافسة 880 وجبة يوميا في أكثر من 1855 مطعما في المعرض يقوم على خدمتها 280 عاملا. وتقدم المطاعم والمطابخ وجباتها في 19500 صحن يوميا وتترك مهمة تنظيف الصحون لأكثر من 450 غسالة صحون كبيرة.

وبعد أن فاز السويديون بالميدالية الذهبية مرتين متتاليتين يأمل الألمان هذه المرة بسرقة الأضواء إلى مطابخهم. واعتبرت اللجنة التحكيمية ألمانيا المرشح السري للذهبية في مسابقة الوجبات التي تقدم في ثلاث دفعات، في حين تم ترشيح ايطاليا للمعجنات وفرنسا للحلويات. وهناك ميداليات مختلفة في كل مجال ويعمل الطباخون، كما في الرياضة وفق ساعات التوقيت، لتقديم أفضل ما يمكن لفك إنسان أن يتذوقه. وتم تقسيم «الأوزان» في الطبخ مثل رفع الاثقال في وجبات باردة وساخنة وحلوى تقدم لاثنين أو أربعة أو ثمانية أشخاص.

وكل شيء في معرض الطباخين الدوليين محسوب، لأن التفاصيل الدقيقة يمكن أن تميز بين الفائز بالميدالية الذهبية والبرونزية، مثل سمك شرائح البصل، أو طريقة قطع البقدونس أو استخدام الثوم من عدمه. كما يمكن للطنجرة أو الملعقة أو وزن المواد أن يؤثر كثيرا على الطعم والرائحة. ولا يجوز للطباخ «القفز» على النتائج أو استخدام القرص بدل الصحن أو الطبخ بالرمح بدل الملعقة لأن «رياضة» الطبخ تعتمد على درجة الحرارة المستخدمة والبهارات أكثر مما تعتمد على التمرين والمنشطات.

وعموما يشارك في المعرض معظم مقدمي برامج الطبخ التلفزيونية والإذاعية وتتولى المحطات الفضائية نقل وقائع الطبخ على الأقمار الصناعية الصحون الطائرة. ويقدم برنامج «الطبخ للمشاهير» حلقة يومية عن المعرض يطبخ فيها المشاهير الألمان لبعضهم أمام الكاميرا. ويعتبر الكاتب الألماني المعروف، والحائز نوبل، من أهم هواة الطبخ الذين يحضرون المعرض.

ويعود تاريخ دورة الطبخ الأولمبية إلى عام 1896، حيث بدأت في ضواحي فرانكفورت كمسابقة محلية بين الطباخين. واكتسب طبيعته العالمية في فرانكفورت بعد 100 سنة من ذلك التاريخ (عام 1996) قبل أن ينتقل إلى مدينة ايرفورت.