معرض أثري في دمشق لأعمال نادرة أبدعها فنانو العصر المملوكي

لأول مرة أمام الجمهور

تحفتان فنيتان أثريتان معروضتان في المعرض الأثري («الشرق الأوسط»)
TT

تحتضن حالياً القاعة الشامية في متحف دمشق الوطني وضمن فعالية ألف تحفة وتحفة الشهرية التي تقيمها احتفالية دمشق الثقافية معرضا لقطع أثرية نادرة تحت عنوان «نعومة الفن المملوكي»، ويستمر حتى 31 أكتوبر الحالي، ويشرف علمياً على المعرض مدير الآثار السورية العامة الدكتور بسام جاموس ومدير التنقيب فيها الدكتور ميشيل مقدسي، وكتبت نصوصه مديرة المتاحف منى المؤذن، ويشاهد الجمهور أواني وآثارا معدنية جميلة ومميزة تعرض لأول مرة أمام الجمهور وتعود لفترة العصر المملوكي حيث تميز المكتشفات المعدنية التي تعود لذلك العهد بتنوعها وأناقتها ونعومتها ومنها الأواني والأدوات المنزلية مثل القدور والصحون والأباريق والكؤوس والمزهريات والمغارف والصواني ومرشات العطور وهناك أيضاً من الآثار المعدنية أدوات طبية مثل المشارط والمرايا والمحاقن والكلاليب ومن الحلي الأساور والعقود ومن الأسلحة السيوف والدروع وواقيات السواعد والحراب.

يضم المعرض مجموعة من التحف الفنية الأثرية المملوكية النادرة ومنها: مزهرية نحاسية جذعها شبه كروي لها رقبة وشفة منبسطة نحو الخارج وقاعدة مرتفعة تفصل بين الجذع والرقبة حلقة بارزة ويشغل معظم الجذع نطاق كتابي بالخط الثلث يتوسطه ثلاثة حجب في كل منها رسم لأم مع طفلها وجميع الزخارف منزلة بالفضة، وكانت قد اكتشفت في دمشق. ومن المعروضات أيضاً هناك (سقرمد) نحاسي مبيض جذعه شبه أسطواني مزود بمثعب طويل زين جذعه بزخارف كتابية ( بلغت من العليا أعلى المراتب وحافك التوفيق من كل جانب ) بالإضافة إلى زخارف نباتية وهندسية محورة . يمكن أن يستعمل هذا الإناء كمكيال. وأيضاً هناك مطبقية من النحاس المبيض جذعها أسطواني وغطاؤها مزود بمسكة صحن صغير. نقشت جميع أسطح المطبقية بزخارف كتابية وهندسية ونباتية محورة والإناء لحمل الطعام. وهناك أيضاً أبريق نحاسي جذعه قرصي مقطوع من الأسفل عند عنقه حلقة بارزة العنق والشفة تشكل ما يشبه الكأس يزين الجذع بمجموعة من الدوائر المزينة بزخارف هندسية محورة والدائرة الأكبر عليها نقوش كتابية الوجه الأول بالخط الثلث والوجه الثاني بالخط الكوفي. ومن المعروضات قدر نحاسي تشغل جذعه نقوش كتابية مع ثلاث دوائر تحضر مشهد إنساني لثلاثة أشخاص حول رؤوسهم هالة دائرية الشفة عمودية على الجذع وعليها نقوش هندسية. يوجد أيضاً قائم صيني من النحاس شكله شبه أسطواني في وسطه حلقة بارزة مزينة بزخارف نباتية على شكل قريشات في الأعلى والأسفل نطاق كتابي يفصل بين هذه الصفات شكل دائري في وسطه نقش سجل عليه (السلطان الملك) في ثلاثة مواضع موضع واحد ذكر فيه ( الملك الناصر عز نصره ) ويمكن أن تعود هذه الآنية للسلطان الناصر ناصر الدين محمد من الممالك البحرية. وقالت مديرة المعرض منى المؤذن إن هناك عدة تقنيات استخدمها الفنان المملوكي في المعروضات ومنها المعدن المنصهر وعملية الطرق والسحب وطريقة استعمال صفائح معدنية، أما الزخرفة فقد استخدم التخريم والنقش والترصيع والتمويه والضغط والتنزيل أو التكفيت أما العناصر الزخرفية فهناك الأشكال الإنسانية والحيوانية والزخارف الكتابية والزخرفة بالشعارات أو الرنوك والزخارف الهندسية والنباتية.