«حرب النجوم»: المشاهير يجمعون الأموال.. والأضواء حول المرشحين للرئاسة الأميركية

نجما موسيقى الروك بروس سبرينجستن وبيلي جويل جمعا 7 ملايين دولار.. وجورج كلوني جمع 900 ألف لصالح حملة أوباما

الممثل مات دايمون مع مجموعة من المتطوعين في حملة باراك أوباما (أ.ب)
TT

عندما قال المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية جون ماكين على المرشح الديمقراطي باراك اوباما بأنه من المشاهير فلم يتجاوز الحقيقة تماما فأوباما وان لم يكن من أهل الفن فهو يتمتع بشعبية واسعة بين نجوم هوليوود واذا عاد الأمر إلى هوليوود، فسيحقق أوباما فوزا كبيرا على ماكين في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الرابع من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وخلال الفترة الماضية حصل أوباما، 47 عاما، على دعم منقطع النظير من صناعة الترفيه الأميركية الساحرة والليبرالية تقليديا.

وعددت وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) في تقرير لها مجموعة من الاسماء الشهيرة التي اعلنت دعمها للمرشح الديمقراطي منهم ستيفن سبيلبرج وتوم هانكس وجورج كلوني وليوناردو ديكابريو وجودي فوستر وسكارليت يوهانسون وهالي بيري ولاعب السلة الشهير كريم عبد الجبار وهم غيض من فيض من الأسماء اللامعة والبارزة في قائمة مؤيدي حملة أوباما.

وعلى الرغم من أن منافسه المرشح الجمهوري جون ماكين، 72 عاما، يتمتع بدعم عدد أقل من المشاهير، إلا أنها أسماء لا تقل لمعانا عن تلك التي تؤيد أوباما ومن هذه الأسماء كلينت ايستوود وسيلفستر ستالوني وتوم سيليك وجون فويت.

وفي حال لم تؤثر الهالة التي تحيط بالنجوم على قرارات الناخبين النهائية فإنها ستساهم على الأقل في دعم خزائن الحملات الانتخابية.

وجمع نجما موسيقى الروك بروس سبرينجستن وبيلي جويل سبعة ملايين دولار لصالح حملة أوباما الأسبوع الماضي بأداء مقتطفات من ألبوم «أيام المجد» و«ولد ليجري» للناخبين بعزف في الهواء الطلق في المرحلة الأخيرة من الانتخابات.

وبالإضافة إلى ذلك جمع أوباما قرابة ستة ملايين دولار من شركات الترفيه مقارنة بمليون دولار لماكين. وأعلن أوباما الاسبوع الماضي ان مجمل ما جمعته حملته وصل الى 150 مليون دولار وهو رقم قياسي.

يقول ستيف روس الاستاذ بقسم التاريخ بجامعة سوذرن كاليفورنيا «شيئان تحتاجهما للفوز: المال وإهتمام الجمهور ويستطيع المشاهير امدادك بقليل منهما». وهو ما يحدث على الواقع الان. ففي شهر سبتمبر (ايلول) جمعت حملة أوباما في إحدى حفلاتها مبلغ 5 ملايين دولار وفي نفس اليوم قام نجم السينما جورج كلوني بجمع مبلغ 900 الف دولار لحملة أوباما.

وفي العادة تتمتع الحملات الديمقراطية بدعم من النجوم والمشاهير الا تقريرا لمركز السياسات الاميركي لاحظ ان السباق الحالي يظهر ازديادا في إهتمام المشاهير بحملة باراك أوباما، وذكر تقرير أذاعته وكالة أيه بي سي ان تبرعات نجوم السينما هي في الغالب محدودة بالنسبة للتبرعات اللازمة لنجاح أي حملة إنتخابية. وتؤكد ماسي ريتش المتحدث باسم مركز السياسات ان المتبرعين الثقال ليسوا من النجوم «انهم في الغالب من رجال البنوك والمحامين ومسؤولي الشركات الكبرى» غير انها توضح ان النجوم يستطيعون جمع إهتمام أكثر من غيرهم من المتبرعين.

وللنشاط السياسي تاريخ طويل في هوليوود ولم يتوقف إلا في عهد ماكارثي عندما وضع الكتاب والممثلون على القائمة السوداء كشيوعيين خلال هستيريا الحرب الباردة في خمسينيات القرن الماضي.

واكتسبت العواطف السياسية هذا العام قوة خاصة مع تهديد سوزان ساراندون الحائزة جائزة الاوسكار عن فيلمها «الرجل الميت يمشي» بالهجرة في حال فاز المرشح الجمهوري بالانتخابات. وسخر الممثل مات دامون في مقابلة نشرت على موقع يوتيوب من تخيل سارة بالين رئيسة للبلاد بوصفه مشهدا من «فيلم سيئ في حقيقة الأمر من أفلام ديزني».

وعلى الجانب الآخر للعملة السياسية قال جون فويت الفائز بجائزة الأوسكار عن فيلم «العودة للوطن» والمحافظ القديم إن أوباما «سيفشل في الوفاء بالتوقعات على أي حال».

ومن غير الواضح مدى تأثير مثل هؤلاء المؤيدين البارزين على الناخبين.

وبحسب مركز أبحاث بيو لاستطلاعات الرأي فإن النجوم لا تأثير لهم يذكر على نتائج الانتخابات.

ورغم ذلك فإن الممثلين ليسوا وحدهم بل هناك أيضا العديد من المؤلفين والفنانين والعلماء المتحمسين في مؤازرة أوباما مرشحهم المفضل للرئاسة.

وقبل أيام قليلة، أصدرت مجموعة من 65 أميركيا من الحائزين جائزة نوبل دعوة مثيرة لدعم التذكرة الديمقراطية.

وجاء في بيانهم «أن البلاد تحتاج بشدة إلى زعيم صاحب رؤية يمكنه أن يضمن مستقبل قوانا التقليدية في العلوم والتكنولوجيا».

ويأمل الروائي الشهير ستيفن كينج الذي حققت كتاباته أفضل مبيعات والكاتبة توني موريسون الحائزة جائزة نوبل في الأدب والكاتب الشهير بول اوستر وآخرون عديدون في أن يبعث رئيس أسود البشرة بإشارة إلى جيوب العنصرية المستمرة في مختلف أنحاء البلاد بالرغم من مرور أربعة عقود من التقدم الذي تم إحرازه في مجال الحقوق المدنية.

وقال الكاتب فيليب روث في مقابلة نشرت أخيرا: «أعتقد أن شأن السود سيكون كبيرا».

وتقول النجمة أنجلينا جولي إنه ليس سباق أوباما، بل التزامه بحقوق الإنسان والعدالة الدولية الذي جعلها تؤيده.

وكانت ملكة الإعلام الأميركية أوبرا وينفري أول نجمة تقف إلى جوار أوباما في وقت مبكر جدا من الحملة الانتخابية هذا العام.

وتراجعت وينفري منذ ذلك الحين إلى الظل لتعفي أوباما من الضربات اللاذعة التى تلقاها من حملة ماكين التي سعت لتصويره على أنه واحد من المشاهير الذين يفتقدون للجوهر أو الفهم لعامة الشعب. ومثل هذه السخرية ظهرت بشكل أقوى بعد أن جذبت له برلين أكبر حشد له حتى الآن، 200 ألف عند بوابة النصر الشهيرة فى شهر يوليو (تموز) الماضي.