جدة القديمة تستحوذ على اهتمام 15 عمدة فرنسيا

حملوا معهم 200 رسالة فرنسية تؤكد أن الفرنسيين أصدقاء للمجتمع السعودي

احدى الضيفات تتسلم هدية تذكارية من امين مدينة جدة
TT

استحوذت رواشين أحياء جدة القديمة وأزقتها على اهتمام 15 عمدة من فرنسا جاءوا لزيارة المعالم الحضارية والأثرية لمختلف مناطق السعودية بدأت من الرياض وانتهت بمحطتها الاخيرة جدة عروس البحر الأحمر، وتأتي هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها استجابة لدعوة من وزارة الشؤون البلدية والقروية والهيئة العامة للسياحة والآثار وجهات معنية في السعودية.

وأوضح محمد العمري، المدير التنفيذي لجهاز الهيئة العامة للسياحة والآثار بجدة، أن «هذه الزيارة تتم في إطار التعاون القائم بين السعودية وفرنسا في مجالات الخدمات البلدية والمحافظة على التراث العمراني، وتستهدف إطلاع الوفد الفرنسي المكون من 15 عمدة من المدن الفرنسية على التطور الحضري والإداري في السعودية وزيارة المعالم والمواقع التاريخية والحضارية، بالإضافة إلى مشاريع التنموية والاقتصادية». وقد قام الوفد بعدة زيارات للمعالم الحضارية والتراثية في كل من الرياض والمنطقة الشرقية وجدة ومدائن صالح وعدد من المواقع التاريخية الأخرى، كما زار عددا من المعارض والهيئات والمشاريع الحكومية وشركة أرامكو السعودية ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وعدد من المواقع التراثية والأثرية مثل مركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض والمنطقة التاريخية بجدة تعرفوا من خلالها على ماضي المدينة وتراثها العريق وزاروا معرض المشاريع التنموية بمنطقة أبحر الجنوبية.

وقام الوفد أيضا بزيارة لمقر الرئيس لأمانة جدة التقى فيها أمين جدة، المهندس عادل بن محمد فقيه، واستعرضوا سبل التعاون والمشاريع التي يمكن إنجازها بين أمانة جدة والبلديات الفرنسية ما يمكن أن يساعد على تحقيق النهضة والتطور لدى الطرفين على سبيل التعاون الفعلي وعلى أرض الواقع، وأشار إلى ان أمانة جدة اعتمدت إستراتيجية تنموية كبرى لمستقبل جدة وأنها في سبيل إعداد هذه الإستراتيجية الكبرى لمستقبل جدة.

كما قدم عرضا تفصيليا لرؤية أمانة جدة ومقارنة الماضي بالحاضر وسعي الأمانة إلى الارتقاء بمدينة جدة في غضون العشرين عاما المقبلة لتصبح جدة في عام 1450هـ مدينة عالمية بكل المقاييس .

وركز على عدة أمور حول مدينة جدة مثل الكتلة العمرانية ومشاريع التوسع العمراني بها، والمشاريع التنموية الكبرى كالقطار السريع الذي سيربط بين المدينتين المقدستين وجدة والتخطيط الاستراتيجي. ولم يغفل العرض على التحديات والمشكلات البيئية المختلفة مثل عدم توفير مياه الشرب بالصورة المرجوة والجهود التي تبذله الأمانة لتوفير مياه شرب النظيفة مع زيادة الكميات في الفترات القادمة وزيادة مشاريع تحلية المياه، بالإضافة إلى مشكلة السكان غير المسجلين في التعدادات التي تم إجراؤها سابقا إلى جانب المناطق العشوائية وسوء توزيع الكثافات السكانية في جدة، بالإضافة إلى عرض المشاريع التنموية في هذا الجانب. وكان من بين أعضاء الوفد موريس ليكو الرئيس الشرفي للمجلس الوطني للاقتصادات الإقليمية وبوليت بريزبيار السناتور عضو في مجلس الشيوخ الفرنسي ورئيسة لجنة الفرنسيين في الخارج بمجلس الشيوخ إلى جانب عدد آخر من المسؤولين الفرنسيين، وقد عبر رئيس وفد العمد الفرنسيين جان كلود فروتيه ورئيس جمعية التعاون بين السعودية وفرنسا عن سعادته وأعضاء الوفد بالدعوة.

وقال أعضاء الوفد إنهم يحملون رسالة من 200 رئيس بلدية مجمعين في فدرالية المدن الفرنسية إلى جانب رسالات أخرى من رؤساء مدن كبيرة مثل باريس وغيرها وكلها تؤكد أن الفرنسيين يعدون أنفسهم أصدقاء للمجتمع السعودي ولديهم أمل كبير في معرفة هذا البلد بشكل أكبر خاصة الماضي العريق والحاضر المبهر والمستقبل المخطط له بعناية ودقة مدروستين .