أم خماس وجبلي وتوتة يخطفون الأجواء في معرض دبي الأول للشخصيات الكرتونية

تشارك فيه 350 شركة متخصصة

الجناح المصري في المعرض
TT

ضحكات وآهات وذكريات بريئة تجمعنا بالرسوم المتحركة، منذ طفولتنا حتى نشب ونكبر ونحمل أعباء الدنيا، تظل هذه الشخصيات الكرتونية ببساطتها تسحرنا، وتعلمنا دروساً وتمد خيالاً رحباً أمامنا. وأمس اجتمعت في دبي هذه الشخصيات المحببة للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط ضمن معرض دبي الأول للشخصيات الكرتونية والممتد من 28 ـ 30 أكتوبر الجاري بحضور الشيخ ماجد بن محمد بن راشد رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون.

المعرض الذي استقطب نحو ثلاثمائة وخمسين شركة متخصصة في صناعة وتسويق الشخصيات الكرتونية يهدف بالدرجة الأولى، كما أوضح أنس مدني نائب رئيس إندكس القابضة والمنظمة للمعرض، إلى تقديم الشخصيات الكرتونية العربية والمحلية للعالم. ويضيف مدني: «التجربة أثبتت بجدارة قدرة هذه الشخصيات على نيل الشهرة والاستحواذ على حصة الأسد في سوق الإنتاج العربي لأفلام الكرتون.

تتجول في أروقة المعرض «جبلي» و«توتة» شخصيتان احبهما الصغار والكبار على صفحات مجلة باسم للأطفال، وعند سؤال فهد بن فيصل الحجي رئيس تحرير المجلة عن السبب الكامن وراء اختيار هاتين الشخصيتين أجاب بابتسامة: «تأتينا مكالمات كثيرة من أولياء الأمور يعربون فيها عن حبهم لشخصية جبلي وتوتة بحكاياتهما الفكاهية والتي تهدف بذات الوقت إلى إيصال رسالة يفهمها الطفل بطريقته الخاصة».

وبرغم الإقبال الكبير على استخدام وسائل الاتصال الحديثة من قبل الكبار والصغار إلا أن المجلة الورقية مازالت تتمتع، كما يصفها حجي، برونق خاص من المستحيل أن يفقد بريقه مع مرور الزمن.

وأكد الحجي على أن تضافر جهود الصحافة المطبوعة للطفل مع القائمين في الإعلام التلفزيوني سيضمن حتما وصول هذه الشخصية إلى الطفل داخل بيته. ويعلق حول ذلك بقوله: «كثير من المجلات العربية وبسبب شبه انعدام ذلك التعاون تلجأ إلى طلب السماح من بعض شركات إنتاج الأفلام التلفزيونية الغربية باستخدام بعض شخصياتها على صحفاتها كي تصل إلى أعلى مبيعات ممكنة».

وأكد الحجي على أن معرض دبي للشخصيات الكرتونية سيشكل فرصة ذهبية لتعلم الكثير حول أصول تسويق الشخصيات الكرتونية، ما سيحول المجال خلال السنوات القادمة من مجرد مجموعة أعمال ممتازة إلى صناعة حقيقية لأفلام الرسوم المتحركة».

ولم تعد تلك الأفلام برأي إسلام عبد الوهاب مدير التسويق في شركة «كايرو كارتون» مقتصرة فقط على الأطفال، بل أضحت الأفلام الكرتونية والمنتجة للعائلة تحظى بمتابعة شريحة واسعة من المجتمع العربي. ويأسف عبد الوهاب على إقبال كثير من ممولي أفلام الكرتون العربية على إنتاج أعمال بواسطة شركات إنتاج أجنبية يتم تصنيعها خارج الوطن العربي «تكلفة اليد العاملة خارج الوطن العربي ليست أرخص على الإطلاق، ومن يتحجج بعدم توافر تقنية حديثة للإنتاج فهو ما يصف البعض بأنه عذر أقبح من ذنب، كل ما في الأمر اننا وللأسف الشديد مازلنا نعاني من ـ عقدة الخواجة».

ويصف عبد الوهاب الكرتون بالصنف الإعلامي الخطير الذي يتفوق على الأعمال الدرامية المعتادة، فهو أداة قوية من الممكن أن تتحول إلى سلاح فتاك كونها تحظي بنسبة مشاهدة أعلى، خاصة من قبل الاطفال.

كما يرى عبد الوهاب ضرورة الاتجاه نحو إنتاج مسلسلات كرتون دينية للأطفال تتم ترجمتها للعديد من اللغات وتتوجه بالدرجة الأولى إلى الأطفال المسلمين المقيمين في بلاد المهجر، ويعد مسلسل «التابعين» الديني والذي يعرض حاليا على قناة الجزيرة للأطفال من أهم الأعمال التي أنتجتها الشركة. والتي تخضع أعمالها الدينية لرقابة الأزهر قبل عرضها للبيع على الفضائيات العربية.

وتعد عملية ترجمة الاعمال الكرتونية للأطفال إلى اللغات المختلفة من الأسس التي تساهم في انتشارها. ويصف خالد أبو حمدان من شركة «لمترى» والمنتجة لمسلسل «فريج الإماراتي» قيام قناة «دبي ون» بترجمة المسلسل إلى اللغة الإنجليزية بالخطوة الناجحة للغاية ويتفق مع عبد الوهاب في ضرورة التخلص من عقدة الخواجة ويضيف: «يشهد سوق الإنتاج للرسوم الكرتونية ردة حقيقة نحو الشخصيات المحلية، فالعائلة العربية أضحت تتابع هذه الأعمال وتترقبها بلهفة شديدة». وأكد أبو حمدان أن سوق الرسوم المتحركة بدأت تشهد إقبالا من رجال الأعمال لاستثمار أموالهم في هذا المجال الكبير والذي ينبئ بمنافسة حامية ستخوضها شركات انتاج الرسوم المتحركة في المنطقة خلال الخمس سنوات القادمة.