افتتاح معرض «العصر الذهبي للعلوم عند العرب» في دمشق

بالتعاون مع معهد العالم العربي بباريس

زوجة الرئيس السوري اثناء افتتاح معرض «العصر الذهبي للعلوم» (أ.ف.ب)
TT

افتتح مساء الثلاثاء 28 أكتوبر في قاعة متحف دمشق الوطني معرض: «العصر الذهبي للعلوم العربية» الذي تقيمه الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس. ويأتي المعرض الذي افتتحته السيدة أسماء الأسد عقيلة الرئيس السوري بحضور مدير معهد العالم العربي في باريس دومينيك بوديس وعدد من المسؤولين والوزراء السوريين بمناسبة احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008.

ويمتد المعرض على مساحة حوالي 600 متر مربع من متحف دمشق، ويحتوي على مقتنيات تعود لمعهد العالم العربي في باريس. وسبق أن عرضت قبل سنوات داخل باحة المعهد بباريس. كذلك يضم مقتنيات من مديرية الآثار والمتاحف السورية، متمثلا بمتحف الطب والعلوم في البيمارستان النوري بمنطقة الحريقة بدمشق القديمة، حيث تعرض أهم المكتشفات في مجال العلوم والفيزياء والصيدلة والطب والكيمياء للعلماء العرب والمسلمين. وتم اكتشاف هذه القطع في العديد من المواقع الأثرية السورية. يحتوي المعرض على مجموعة قيمة من النصوص التعريفية والشروح والمواد السمعية البصرية، إذ شكلت الجزء الأساسي من المعرض الذي نظمه معهد العالم العربي في باريس قبل سنوات، كما يحتوي بالإضافة لذلك على قطع علمية مهمة من مقتنيات المتاحف في سورية، خاصة قسم الآثار الاسلامية في متحف دمشق ومتحف الطب والعلوم. ويحتوي المعرض على 50 قطعة أثرية نادرة، لم يعتمد فيها التصنيف المتحفي القائم على التسلسل الزمني أو على المادة مثل زجاج ومعدن وخزف وغيرها بل ـ وحسب الجهة المنظمة للمعرض ـ تم تقديم مبدأ الموضوع، حيث توضح كل قطعة أثرية معروضة موضوعاً معيناً، ولذلك ضم المعرض مقتنيات تنتمي للعلوم الطبية والفيزيائية والصيدلانية النادرة مع تصنيف زمني وموضوعي للمعروضات.

من جانبه، قال دومينيك بوديس، مدير معهد العالم العربي في باريس، لوكالة فرانس برس إن المعرض «يبين القدرات العظيمة للعصر الذهبي للعلوم العربية». وأوضح أن المعرض هو ثمرة لتعاون مشترك بين فرنسا وسورية، مشيرا إلى ما يميز «النسخة الحالية» من المعرض هو أنه «بدون الروائع الأثرية السورية سيبدو اقل جمالا، وبدون أعمال الفيديو والرسوم والكتابة التي حققها معهد العالم العربي سيكون المعرض أقل أهمية». وأشارت حنان قصاب حسن الأمين العام لاحتفالية دمشق إلى أن كتابا عن هذا المعرض سيصدر في دمشق خلال أيام "وسيكون مرجعا علميا وتوثيقيا قيما". وأكدت في كلمة الافتتاح دور المعرض في "التأكيد والاحتفاء بعمق العلاقة التي تربط طرفي المتوسط".

وضـمن هذا السياق، قال الدكتور إحسان عبد القادر عضو أمانة احتفالية دمشق الثقافية والمشرف على المعرض إن هذا المعرض يضم حوالي 500 قطعة أثرية من المتحف الوطني بدمشق ومجموعة من اللوحات التقنية البصرية والسمعية وموجوداته تعود للعهد الأموي وحتى المملوكي. وتبرز المعروضات مساهمة العرب العلمية في مجال الرياضيات بشكل أساسي. فقد أسّس العرب نظام العد الذي يستخدم في العالم بأكمله واستعمال الصفر الذي اخترعه علماء الرياضيات الهنود. وقد قام العرب بابتكار علم الجبر وكانوا سبّاقين في تصور الوسائل التي تسمح بحل المعادلات، كما أنهم طوروا علم الكيمياء من خلال فهمهم لتركيب المادة وتحولاتها، ناهيك عن المعارف العلمية التي قدموها في مجالي الطب والعمارة وغيرها.

أما في مجال الفلك، فيكفي أن ننظر إلى تسمية المصطلحات المستخدمة في هذا العلم لنرى الدور الذي لعبه العرب في تطويره بالإضافة إلى الأجهزة العديدة التي اخترعوها وكانت تسمح لهم بإجراء القياسات خاصة انطلاقاً من مراقبتهم للسماء، وأهم هذه الأجهزة هو الإسطرلاب. وقد كانت لهم اكتشافات مذهلة في مختلف مجالات العلوم التطبيقية مثل قياس الزمن (المزاول والساعات)، والتوجه في المكان (الخرائط الجغرافية وخرائط الإبحار)، بالإضافة إلى تطويرهم لأجهزة ميكانيكية وبصرية مهمة. يرافق المعرض على مدى يومي الأربعاء والخميس 29 و30 أكتوبر ندوة علمية هامة وهي حول «العطاء العلمي العربي في العصور الإسلامية: التأثر والتأثير» التي تحتفي بالعالم الفلكي العربي الدمشقي الشيخ ابن الشاطر. وتقام هذه الندوة بالتعاون ما بين الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية وجامعة حلب وجامعة دمشق ومعهد التراث العلمي العربي في حلب.

ومحاور الندوة: مراكز العلم والحضارة في العالم القديم • انتقال التراث العلمي القديم إلى الدولة الإسلامية • دور الترجمة في انتقال علوم الحضارات القديمة إلى العرب والمسلمين • إسهامات العرب في دراسة وتصحيح علوم الحضارات السابقة والإضافة عليها • انتقال العلم العربي إلى أوروبا • كيف تعامل الأوروبيون مع العلم العربي • تدهور الحضارة العربية، العوامل والأسباب.