«عبد العزيز مشري ـ روائي».. أول فيلم عن شخصية إبداعية سعودية

خطوة أولى على طريق إعداد أعمال توثيقية للشخصيات الثقافية السعودية

TT

عرض مساء اول من امس في نادي المنطقة الشرقية الأدبي فيلم «عبد العزيز مشري ـ روائي»، الذي توفي في السابع من شهر مايو (أيار) 2000، وهو بحسب منتج الفيلم ومخرجه علي سليمان، الأول من نوعه كفيلم توثيقي عن شخصية إبداعية سعودية، كما عده منتج ومخرج الفيلم والشخصيات المشاركة فيه، دعوة حية للمؤسسات الثقافية لإعداد أعمال توثيقية للمبدعين، وهم على قيد الحياة، تكريما لإنتاجهم الإبداعي وعرفاناً لهم من المجتمع بما قدموه من إسهامات أدبية وثقافية، لتتواصل معهم الأجيال القادمة وليعيشوا تكريم المؤسسات الثقافية والرسمية لهم، الذي يأتي عادة بعد أن يرحلوا عن عالمنا.

ويعد الفيلم خطوة أولى على طريق إعداد أعمال توثيقية مشابهة للقامات الثقافية والأدبية والفنية السعودية، حيث أنتج بجهد فردي وبلغت تكاليف إنتاج الفيلم ما يقارب الـ70 ألف ريال.

مخرج الفيلم، الذي تنقل بين خمس مدن، هي الدمام والرياض والباحة (قرية محضرة مسقط رأس الروائي مشري) وجدة والقاهرة، واستغرق العمل ما يقارب العام الكامل، في تصوير المواقع التي مر بها مشري وتركت أثراً في حياته، وكذلك تسجيل شهادات لشخصيات أثرت وتأثرت بحياة الروائي مشري، وأعمال مونتاج وتركيب للموسيقى، حتى إخراج العمل بصورته النهائية.

وقدم الفيلم 11 شخصية تحدثت طوال مدة العرض عن علاقتها بعبد العزيز مشري، يأتي في مقدمتها رفيق درب مشري الشاعر علي الدميني، حيث أخذ شخصية الراوي لحياة الراحل، كما قدم كل من القاص جبير المليحان والشاعر محمد الدميني والشاعرة فوزية أبو خالد، وأحمد مشري شقيق عبد العزيز، وصالح مشري والد عبد العزيز، والدكتور حسن النعمي والدكتور حسين حمودة، والروائي صنع الله إبراهيم، والشاعر حسن السبع، والفنانة منيرة موصلي، شهادات حول حياة مشرى ومعاناته مع المرض وتفاؤله بالحياة، وأعماله الأدبية وعلاقته بالمكان، إضافة إلى دمج بعض الحوارات التي أجراها محمد القشعمي مع الراحل في وقت سابق ضمن سياق الفيلم في الحديث عن شخصية مشري الروائية.

وفي جلسة نقاش عقب عرض الفيلم، كشف مخرج العمل علي سليمان عن قلق ساوره من تقبل الجمهور للعمل، حيث كانت مدة الفيلم ساعة في بداية عمليات المونتاج، مما أضطره إلى تجاوز كثير من المشاركات أو اختزالها، حيث أوضح ذلك لبعض الشخصيات المشاركة معه في الفيلم، حينما تفاجأ البعض بأن مشاركته بترت في النسخة التي أعدت للعرض.

جاءت فكرة فيلم عن حياة مشرى وعن شخصيته الروائية بعد أن قدم أحمد مشري مجموعة من الأعمال الأدبية للمخرج والسينارست والناقد الأدبي علي سليمان، قبل سبع سنوات كما يقول علي سليمان، حيث اكتشف عالماً إبداعياً خلف هذه الشخصية، مما دفعه إلى قراءة كل ما أنتجه مشري، وفي نهاية المطاف فكر في وضع هذه الشخصية ضمن فيلم توثيقي يحفظ الأمكنة والشهادات ممن عايشوا هذه الشخصية، ويأتي فيلم «عبد العزيز مشري ـ روائي»، السادس ضمن الأفلام التوثيقية التي قدمها المخرج والسينارست علي سليمان، حيث قدم خمسة أفلام توثيقية لمبدعين من جمهورية مصر العربية، أحدها عن أمير الشعراء أحمد شوقي، والأربعة الباقية عن شخصيات ما زالت على قيد الحياة، وهم الشاعر محمد عفيفي مطر، والشاعر محمد الشهاوي، والنحات سيد عبده، والفنان التشكيلي محمد عبله.

وينوي مخرج الفيلم، بحسب قوله، المشاركة به في المهرجانات السينمائية التي تهتم بالأعمال التوثيقية.